فرحة كبيرة بزوال الطغيان
فرحة كبيرة بزوال الطغيان

"نحن أحرار"..السوريون في الإمارات يحتفلون بسقوط الأسد

قضى العديد منهم الليل ملتصقين بشاشات هواتفهم، يتابعون التطورات الدرامية بشغف
تاريخ النشر

احتفل العديد من المغتربين السوريين في الإمارات العربية المتحدة بمشاعر مختلطة بعد أن أعلن المتمردون الإطاحة بالرئيس بشار الأسد وسقوط نظام الأسد الذي دام خمسين عاماً. قضى العديد منهم الليل ملتصقين بشاشات هواتفهم، يتابعون التطورات الدرامية بشغف.

"لم ننم طوال الليل"، هكذا قالت فاتن (37 عاماً) (تم تغيير الاسم بناءً على طلبها). "ظل والداي وعائلتي بأكملها مستيقظين لمتابعة الأخبار عن كثب. وفي الساعة الرابعة صباحاً، وصلت القوات إلى العاصمة واستولت على السلطة بسلام. لقد أصبحنا أحراراً أخيراً. يبدو هذا وكأنه يومنا الوطني الجديد".

وأعلن المتمردون يوم الأحد أنهم أطاحوا بالرئيس بشار الأسد، مما يمثل نهاية حكم الأسد الذي دام قرابة 25 عامًا. وزعم المتمردون أنهم سيطروا على دمشق بعد هجوم خاطف، مع تقارير تشير إلى أن الأسد فر من العاصمة بالطائرة، ولم تُعرف وجهته. يأتي انهيار النظام بعد حرب أهلية وحشية استمرت 13 عامًا بدأت في عام 2011، عندما سحقت الحكومة الاحتجاجات السلمية التي دعت إلى إصلاحات ديمقراطية.

وبينما انتشرت الاحتفالات بين السوريين في الإمارات، ظلت المخاوف بشأن المستقبل قائمة. وحذر المستشار الدبلوماسي الإماراتي أنور قرقاش من أن عدم الاستقرار في سوريا قد يجعل البلاد عرضة للتطرف والإرهاب. وحذر من أن الأحداث الجارية في سوريا تسلط الضوء على الطبيعة المدمرة للفشل السياسي والصراع.

وقال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة إن "ما يجري في سوريا هو أيضا مؤشر واضح على الفشل السياسي والطبيعة المدمرة للصراع والفوضى"، مضيفا أن الأسد لم يستخدم "شريان الحياة" الذي قدمته له دول عربية مختلفة من قبل، بما في ذلك الإمارات.

وفي أول تعليق رسمي من الإمارات العربية المتحدة على هذه المسألة، حذر من أنه لا ينبغي السماح للجهات الفاعلة غير الحكومية باستغلال الفراغ السياسي. وأضاف أنه ينبغي لسوريا أن تجري انتخابات حرة حتى يتمكن الشعب السوري من اختيار من يريد. وقال: "إن المحرك في مستقبل سوريا يجب أن يكون سوريًا".

عدم اليقين بشأن المستقبل

وقد شارك العديد من المغتربين السوريين في حالة عدم اليقين المحيطة بمستقبل البلاد، ومن بينهم محمد، وهو مترجم يبلغ من العمر 32 عاماً ويعيش في دبي. وقال: "أشعر وكأنني استيقظت للتو من كابوس. بعد 13 عاماً من الفرار، لدي الآن أمل في أن أتمكن من زيارة بلدي وأرضي مرة أخرى".

وأضاف "لكنني أعلم أن الصعوبات التي نواجهها لم تنته بعد. وحتى تشكيل الحكومة الجديدة، سيبقى كل شيء في وضع هش".

أعرب محمد عن قلقه إزاء احتمال اندلاع صراع داخلي، مشيرا إلى أن البلاد لا تزال منقسمة بشدة. وقال: "هناك عدة مجموعات في سوريا، بعضها دعم الأسد وبعضها لم يدعمه. أولئك الذين عارضوه عانوا بشدة على مدى السنوات الثلاث عشرة الماضية. إنهم بحاجة إلى التخلي عن مشاعرهم السيئة وأن يكونوا على استعداد للعيش معا في سلام. إذا لم يفعلوا ذلك، فقد يتصاعد العنف، مع عواقب واسعة النطاق".

لقد أدت الحرب الأهلية السورية، التي بدأت قبل 13 عاما خلال الربيع العربي، إلى مقتل أكثر من 500 ألف شخص ونزوح الملايين. وفي حين أن سقوط الأسد يجلب معه بصيصا من الأمل، فإن السوريين في الإمارات العربية المتحدة وفي الداخل يدركون تمام الإدراك التحديات التي تنتظرهم.

مشاهد فرحة باللقاء

وفي الوقت نفسه، انتشرت على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام مشاهد الفرحة التي تجمع أفراد الأسر المنفصلة، مما يعكس الارتياح العاطفي الذي شعر به الكثيرون. وأشارت فاتن إلى أن "الكثير من السجناء السياسيين تم إطلاق سراحهم. وبدأ العديد من اللاجئين الذين كانوا يعيشون في البلدان المجاورة في العودة إلى ديارهم. إنه حقًا يوم سعيد لنا جميعًا".

ولكن الانتقال إلى السلام لن يكون سهلاً. وسلط محمد الضوء على أعمال إعادة التأهيل المكثفة اللازمة لأولئك العائدين من سنوات السجن. وأوضح قائلاً: "لقد تم إلقاء بعض السجناء السياسيين في سجون مكتظة، غير قادرين على رؤية ضوء الشمس لسنوات". "المستشفيات تستعد للتحديات الصحية الجسدية والعقلية التي سيواجهها هؤلاء الأفراد في الأشهر المقبلة، إن لم يكن السنوات القادمة".

بينما يتأمل السوريون في الإمارات العربية المتحدة وحول العالم سقوط نظام الأسد، فإنهم يظلون متفائلين ولكن حذرين بشأن ما ينتظر وطنهم في المستقبل.

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com