في الدوحة: وقف إطلاق نار فوري بين باكستان وأفغانستان

الاشتباكات الحدودية اندلعت في 11 أكتوبر عقب تفجيرات كابول أثناء زيارة تاريخية لوزير خارجية طالبان إلى الهند
في الدوحة: وقف إطلاق نار فوري بين باكستان وأفغانستان
تاريخ النشر

اتفقت كل من باكستان وأفغانستان على وقفٍ فوريٍ لإطلاق النار خلال محادثات عقدت في العاصمة القطرية الدوحة، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية القطرية فجر الأحد، بعد أسبوع من المواجهات الحدودية الدامية بين البلدين أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين.

وجاء في البيان أن المحادثات، التي تمت برعاية قطر وتركيا، أسفرت أيضًا عن اتفاق على إنشاء آليات لضمان ترسيخ السلام والاستقرار الدائمين بين الدولتين، بالإضافة إلى عقد اجتماعات متابعة خلال الأيام المقبلة للتأكد من استمرارية وقف إطلاق النار وتنفيذ بنوده بشكل موثوق ومستدام.

وشاركت في المفاوضات وفود رفيعة المستوى من البلدين، حيث ترأس الوفد الباكستاني وزير الدفاع خواجة محمد آصف، بمشاركة رئيس جهاز الاستخبارات الجنرال عاصم مالك، بينما قاد الوفد الأفغاني وزير الدفاع في حكومة طالبان محمد يعقوب. وأوضحت الخارجية الباكستانية أن المحادثات ركزت على “إنهاء الإرهاب العابر للحدود ضد باكستان المنطلق من الأراضي الأفغانية، واستعادة السلام والاستقرار على طول الحدود المشتركة بين البلدين”.

وكانت الاشتباكات الحدودية قد اندلعت في 11 أكتوبر عقب تفجيرات هزّت العاصمة كابول أثناء زيارة تاريخية لوزير خارجية طالبان إلى الهند، لتشهد المناطق الحدودية الجنوبية تصعيدًا كبيرًا من الجانبين. وردت باكستان بغارات جوية استهدفت مناطق في إقليم باكتيكا، أسفرت عن مقتل عشرة مدنيين بينهم طفلان وثلاثة لاعبي كريكيت، بحسب مسؤولين محليين في أفغانستان.

وقال وزير الدفاع الباكستاني عقب المحادثات إن "الإرهاب الذي يُدار ضد باكستان من داخل الأراضي الأفغانية سيتوقف فورًا، وسيحترم البلدان الجاران سيادة كلٍ منهما". ووفقًا لتأكيده، فإن اجتماعات متابعة ستُعقد مجددًا في 25 أكتوبر في إسطنبول لضمان تطبيق الاتفاق ومتابعة آليات السلام.

بدورها، أوضحت وزارة الخارجية القطرية أن هذا التقدم يُعد خطوة مهمة نحو تخفيف التوترات الحدودية بين الدولتين ووضع أساس متين لسلام مستدام في المنطقة، بينما أعربت تركيا وإيران والسعودية عن ترحيبها بالاتفاق ودعمها لمساعي الحوار لتجنب أي تصعيد جديد.

يُشار إلى أن هذا الاتفاق يأتي في أعقاب فشل هدنة سابقة استمرت 48 ساعة فقط قبل أن تنهار نتيجة الضربات الجوية الباكستانية، التي تزعم إسلام آباد أنها استهدفت جماعات متشددة مرتبطة بحركة طالبان الباكستانية (TTP)، وهي اتهامات تنفيها كابول باستمرار.

ويُنظر إلى اتفاق الدوحة الأخير كفرصة جديدة لوضع حد لأخطر أزمة حدودية بين البلدين منذ سيطرة طالبان على الحكم في أفغانستان عام 2021، وسط ترقب دولي حذر لاحتمال خروجه بنتائج ملموسة تؤسس لسلام طويل الأمد في منطقة جنوب آسيا.

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com