بنغلادش: تحطم طائرة عسكرية يسفر عن 27 قتيلاً ومئات المصابين وسط حرم مدرسة

بنغلادش: تحطم طائرة عسكرية يسفر عن 27 قتيلاً ومئات المصابين وسط حرم مدرسة
تاريخ النشر

تحطمت طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو البنغالي داخل مدرسة في العاصمة دكا يوم الإثنين، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 27 شخصًا وإصابة أكثر من 170 آخرين، في أكثر حوادث الطيران دموية في البلاد منذ عقود.

وكان العديد من الضحايا من الطلاب الصغار الذين غادروا الفصول الدراسية للتو عندما اصطدمت الطائرة — وهي من طراز F-7 BGI صينية الصنع — بمبنى مدرسة وكلية مايلستون في منطقة أوتارا شمالي دكا.

ورصد مصور وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) في موقع الحادث قيام عناصر الإطفاء والإنقاذ بنقل الطلاب المصابين على نقالات، بينما ساهم عناصر الجيش في إزالة حطام الطائرة المتفحم.

وبحسب أحد الأطباء في المعهد الوطني لجراحة الحروق والجراحة التجميلية، تم نقل أكثر من 50 شخصاً من الأطفال والبالغين إلى المستشفى وهم يعانون من حروق.

وقالت القيادة العامة للعلاقات العامة في الجيش البنغالي:

"تحطمت طائرة تدريب من طراز F-7 BGI تابعة لسلاح الجو البنغالي في أوتارا. وقد أقلعت الطائرة الساعة 13:06 (0706 بتوقيت غرينيتش)."

وأظهرت المقاطع المصورة بعد الحادث اندلاع حريق كبير على مقربة من العشب الأخضر داخل الحرم، مع تصاعد سحابة كثيفة من الدخان، فيما كان المحتشدون يشاهدون عن بعد.

ورصدت كاميرات وكالة رويترز رجال الإطفاء وهم يرشون الماء على بقايا الطائرة المتناثرة، والتي بدا أنها اصطدمت بجانب مبنى، ما تسبب بتلف شبكات الحديد الخارجية وخلق فجوة واسعة في الجدار.

وقال الدكتور بيدان ساركر، رئيس وحدة الحروق في مستشفى كلية الطب في دكا:

"تم جلب طالب من الصف الثالث ميتًا، وأُدخل ثلاثة آخرون تراوحت أعمارهم بين 12، 14 و40 عامًا إلى المستشفى."

كما أظهرت المقاطع أهالي وطلاب يصرخون ويبكون، بينما يحاول آخرون تهدئتهم ومواساتهم.

وقال معلم في المدرسة، مسعود طارق:

"كنت عند البوابة لالتقاط أطفالي عندما شعرت بشيء يأتي من خلفي… سمعت انفجارًا، وعندما نظرت إلى الخلف، رأيت فقط النار والدخان."

وأكّد محمد يونس، رئيس الحكومة المؤقتة في بنغلادش، أن السلطات ستتخذ "الإجراءات اللازمة" للتحقيق في سبب الحادث، وستقدم "كافة أشكال الدعم".

وقال في بيان:

"الخسارة التي تكبدها سلاح الجو، والطلاب، والأهالي، والمعلمون، والعاملون في المدرسة، وغيرهم من المتضررين، لا يمكن تعويضها."

ويقول الطالب شفيع الرحمن شفي (18 عامًا) إنه سمع دوي انفجار هائل شعر به كأنه زلزال.

"كانت هناك طائرتان مقاتلتان… فجأة، سقطت واحدة منهما هنا في ساحة المدرسة الإعدادية. دوّى صوت الانفجار وشعرنا وكأن الأرض اهتزت. ثم اشتعلت النيران، وحضر الجيش إلى الموقع لاحقًا."

وتُعد مدرسة وكلية "مايلستون" من المؤسسات التعليمية الخاصة المعروفة، وتقدم التعليم من مرحلة الروضة حتى الصفوف الثانوية العليا.

وصرّح الدكتور محمد ماروف إسلام، المدير المساعد في المعهد الوطني للحروق والجراحة التجميلية، أن معظم الجرحى تتراوح أعمارهم بين 8 و14 سنة.

وفي الوقت نفسه، اكتظت المستشفيات بأقارب الضحايا المفجوعين، في حين توافد العشرات من المتطوعين للتبرع بالدم.

وعبّر توفزل حسين، البالغ من العمر 30 عامًا، عن حزنه العميق بعدما علم بمقتل ابن عمه الصغير، وقال:

"بحثنا عنه بجنون في عدة مستشفيات... كان طالبًا في الصف الثامن. وأخيرًا وجدنا جثته."

حزن وطني وتحقيق لمعرفة الأسباب

صرّح الجيش أن الطيار كان في مهمة تدريب روتينية عندما "واجه على الأرجح خللًا ميكانيكيًا". وأضافت القوات المسلحة أن الطيار حاول الابتعاد عن المناطق السكنية الكثيفة، ولكن "رغم جهوده"، اصطدمت الطائرة بمبنى المدرسة المكوّن من طابقين.

وأعلن رئيس الحكومة المؤقتة محمد يونس يوم الثلاثاء كيوم حداد وطني، وعبّر في منشور عبر منصة X عن "حزنه العميق وأسفه" لهذا الحادث المفجع الذي وصفه بأنه "لحظة ألم بالغ للأمة كلها".

الأسوأ منذ عقود

يُعتبر هذا التحطم أسوأ حادث طيران تشهده البلاد منذ عقود. وكانت الكارثة الجوية الأكثر دموية في تاريخ بنغلادش قد وقعت في عام 1984، عندما تحطمت طائرة كانت قادمة من شيتاغونغ إلى دكا، ما أدى إلى مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 49.

تضامن دولي مع بنغلادش

ويأتي هذا الحادث بعد شهر واحد فقط من كارثة جوية أخرى، حين تحطمت طائرة تابعة لشركة طيران الهند فوق مهجع بكلية الطب في مدينة أحمد آباد الهندية، ما أسفر عن مقتل 241 شخصاً كانوا على متنها و19 آخرين على الأرض، في أسوأ كارثة جوية يشهدها العالم خلال العقد الماضي.

من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن "صدمته العميقة وحزنه" على الأرواح التي فقدت في دكا، مؤكداً عبر منشور على منصة X أن الهند تقف إلى جانب بنغلادش ومستعدة لتقديم كل دعم ممكن.

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com