

حقّقت مدينة العُلا التاريخية، الواقعة في شمال غرب المملكة العربية السعودية، إنجازًا جديدًا ومُلفتًا على الساحة العالمية، إذ فازت بثلاث فئات رئيسية ضمن "جوائز السفر العالمية 2025"، هذا الفوز يُرسّخ مكانة العُلا كواحدة من ألمع وأبرز الوجهات السياحية الاستثنائية على مستوى المنطقة والعالم.
تُوّجت العُلا بثلاث جوائز مرموقة هذا العام، وهي: أفضل مشروع للسياحة الثقافية في الشرق الأوسط لعام 2025، وأفضل وجهة للفعاليات والمهرجانات في الشرق الأوسط للعام الجاري، بالإضافة إلى فوزها بلقب أفضل مشروع سياحي ثقافي رائد بالمملكة لعام 2025. هذا الإنجاز الجديد يعكس بوضوح جاذبية العُلا المتزايدة على الخريطة السياحية الإقليمية ويُجسّد المقومات الحضارية والتاريخية الفريدة التي تزخر بها.
يأتي هذا الانتصار الثلاثي ليؤكد مسيرة التميّز التي بدأتها العُلا في الأعوام الماضية، حيث سبق لها الفوز بالجوائز نفسها في عام 2024، كما نالت لقب أفضل مشروع للسياحة الثقافية في الشرق الأوسط لعام 2023. هذا النجاح المتكرر في أعرق جوائز القطاع يُبرهن على جاذبية العُلا المتجددة والتزامها الثابت بتبنّي نماذج السياحة المستدامة، التي ترتكز على تمكين المجتمع المحلي وتنطلق من إرثها الثقافي والأصيل، مما يجعلها وجهة ذات تفرّد لا مثيل له.
تُمثّل العُلا مزيجًا ساحرًا يجمع بين جمال الطبيعة الآسر وعمق التاريخ الممتد، لتُقدّم للزائر تناغمًا يخطف الأنظار منذ الوهلة الأولى. تشتهر المدينة بتضاريسها الصحراوية الأخّاذة وتشكيلاتها الصخرية المهيبة التي نُحتت بفعل الطبيعة لتُشكّل لوحات فنية فريدة. والأهم من ذلك، تُعدّ العُلا موطنًا لعدد من أبرز المواقع التراثية العالمية، وفي مقدّمتها الحِجر، الذي يُعدّ أول موقع سعودي ينجح في إدراجه على قائمة التراث العالمي لليونسكو. وتشتهر الحِجر بمدافنها النبطية المحفورة بدقة وإتقان لا مثيل لهما في الصخور، مما يعكس العبقرية الفنية والهندسية للإنسان القديم.
يزخر تاريخ العُلا بأكثر من 200 ألف عام من الوجود البشري وسبعة آلاف عام من تعاقب الحضارات، وهي فصول ترويها المدينة اليوم من خلال تجارب سياحية غامرة تعمل على إحياء التاريخ وتقديمه برؤية عصرية ومبتكرة، تمزج الماضي بتحديات الحاضر وطموحات المستقبل.
يُشار إلى أن "جوائز السفر العالمية" التي تأسست عام 1993، تُعدّ المنصّة الأبرز عالميًا التي تكرّم التميّز والابتكار في قطاعات السفر والسياحة والضيافة. وقد رسّخت هذه الجوائز مكانتها على مدى أكثر من ثلاثة عقود كأرفع وسام تقدير في صناعة السياحة العالمية، لتصبح رمزًا للجودة والإنجاز الذي تسعى إليه جميع الوجهات والمؤسسات حول العالم.