

تمضي المملكة العربية السعودية قدماً نحو تشييد محطة ضخمة لتحلية مياه البحر في المنطقة الشرقية، وذلك كجزء أساسي من مشروع توسعة محطة "هجر" المستقلة لإنتاج الكهرباء بالغاز بنظام الدورة المركبة (CCGT IPP)، الذي تبلغ قدرته الإجمالية 3 غيغاواط.
وتشكل محطة التحلية جزءاً من مشروعٍ متكامل لإنتاج الطاقة بنظام الدورة المركبة بقيمة 2.6 مليار دولار أمريكي، ويعد المشروع إنجازاً تقنياً بارزاً في مجال معالجة وتحلية المياه الصناعية في ظل ظروف تشغيلية شديدة الصعوبة، ودخل الآن مرحلة التصميم التفصيلي.
أهداف المحطة وقدرتها الإنتاجية
ومن المقرّر أن تُعالج المنشأة الجديدة 34,000 متر مكعب يومياً من مياه البحر عالية الملوحة، لإنتاج مياه منزوعة المعادن لاستخدامها في توليد البخار، ومياه صالحة للشرب لتلبية احتياجات المحطة، ومياه خدمة لمختلف المرافق. وقد صُمّم النظام لضمان أداء مثالي وموثوقية طويلة الأمد، متجاوزاً بذلك المتطلبات التنظيمية المحلية، بما يعزز مبادئ الاستدامة البيئية وكفاءة استخدام الموارد.
وتعتمد محطة التحلية على أحدث تقنيات الأغشية (membrane)، بما في ذلك نظام الترشيح الفائق (UF) ونظام التناضح العكسي (RO)، وكلاهما يضم ما يقارب 22,000 متر مربع من مساحة الأغشية النشطة، يليهما نظام إزالة الأيونات كهربائياً (EDI) لإتمام عملية التنقية النهائية. وتتضمن المحطة أيضاً وحدة لإعادة التمعدن باستخدام فلاتر الكالسيت، لإعادة الكالسيوم والقلوية إلى المياه، وهو ما يسهم في تحسين استقرارها ويُقلل من قابليتها للتآكل.
وفي هذا السياق، قال ماورو مونتي، مدير منطقة في شركة "كانون آرتيس" التي فازت بعقدٍ لتشييد المحطةٍ من خلال أعمال الهندسة والتوريد: "علينا التعامل مع التحديات المعقدة والواسعة النطاق في مجال معالجة المياه، مع الالتزام بأعلى معايير الكفاءة والمتطلبات البيئية، بدءاً من تصميم العمليات وصولاً إلى تسليم المحطات بالكامل، وتقديم حلولٍ مخصصة للبنى التحتية الصناعية الحيوية حول العالم."
يعكس هذا المشروع، الذي دخل الآن مرحلة التصميم التفصيلي، خطوة نوعية نحو إدارة مستدامة للطاقة والمياه في المملكة، من خلال دمج قدرة ضخمة لتوليد الكهرباء مع بنية تحتية متطورة لمعالجة المياه الصناعية.