قادة 6 أديان يجتمعون في باكستان لتعزيز السلام والوئام
في لقاء فريد وملهم، اجتمع علماء وقادة من ستة ديانات مختلفة في ندوة دولية لمناقشة الدور المحوري للدين في تعزيز السلام والوئام والعدالة.
جمعت الندوة، التي حملت عنوان "دور الأديان في تعزيز السلام والوئام والعدالة" ونظمها معهد دراسات السياسات في إسلام أباد، ممثلين من ديانة الإسلام والمسيحية والهندوسية والسيخية والبوذية واليهودية لاستكشاف كيف يمكن للقيم الأخلاقية المشتركة والإيمان الممارس بوعي أن يسد الفجوة ويصحح المفاهيم الخاطئة ويخلق أساساً للوحدة العالمية. سلط هذا الحدث الفريد الضوء على إمكانات الحوار بين أتباع الديانات المختلفة لمعالجة التحديات المعاصرة وتعزيز الحوار الشامل الذي أصله الاحترام المتبادل والتفاهم.
ترأس الجلسة القاضي الدكتور قبلة أياز، عضو هيئة الاستئناف الشرعية بالمحكمة العليا الباكستانية، وتحدث فيها القس البروفيسور سارفراز سيمون، رئيس أبرشية الكنيسة الكاثوليكية؛ والدكتورة نيليما شوكلا بهات من كلية ويليسلي، الولايات المتحدة الأمريكية؛ والدكتورة نيليما شوكلا بهات من كلية ويليسلي الولايات المتحدة الأمريكية؛ والدكتورة نيليما شوكلا بهات من كلية ويليسلي، الولايات المتحدة الأمريكية؛ كاليان سينغ كاليان من جامعة جي سي، لاهور؛ والدكتورة سامانثا إيلانجاكوون من جامعة بيرادينيا، سريلانكا؛ والدكتورة أوفيرا جاميليل من جامعة جلاسكو؛ والدكتور حافظ وقاص خان من جامعة ريفا الدولية، إسلام آباد.
وأشار المتحدثون إلى أن قدرة التعاليم الدينية على التكيف في سياقات متنوعة تظهر قدرتها على سد الفجوات، وتحويل الحوار إلى تغيير ملموس، ويمنح الأمل لمستقبل قائم على القيم الأخلاقية المشتركة.
وقال الدكتور قبلة أياز إن الشمولية متأصلة في جميع الأديان. ومع ذلك، فإن اهتمام وسائل الإعلام بالحوادث السلبية مع تجاهل المساهمات الإيجابية يغذي القومية الدينية. واقترح أن يتحمل دعاة الدين والمؤثرين في السياسات وأتباع الدين المسؤولية الجماعية لسد الفجوات وتعزيز الوحدة واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز رسائل الشمولية.
وسلط الدكتور حافظ وقاص الضوء على رسالة الإسلام المتمثلة في السلام والعدالة والتسامح واحترام التنوع، وأشار إلى أن مصطلح "الإسلام" في حد ذاته يدل على السلام. وأكد على التزام الإسلام بالمساواة ورسالة المصالحة والقيادة الأخلاقية في تعزيز الانسجام والعدالة، كما هو موضح في القرآن الكريم والسنة النبوية.
وفي معرض حديثه عن روح السلام في المسيحية، أكد البروفيسور سيمون أن السلام الحقيقي ينبع من "الثقة في الله وانسجام العلاقات". وشدد على أن الإيمان الذي يُختار بحرية ويُمارس بوعي يعد أمراً حيوياً في منع العنف الديني وتعزيز ثقافة السلام.
وأكدت الدكتورة نيلما على أن مبدأ التنوع متأصل في الهندوسية، وهو يستند إلى مبدأ ريج فيدا "الترحيب بالأفكار النبيلة من جميع الاتجاهات". وسلطت الضوء على "التسامح الديني" و"قبول التنوع" كمبادئ فيدية أساسية للتعايش السلمي.
واستشهد الدكتور كاليان بتعاليم السيخ حول التأمل الذاتي والكرم، وشدد على ضرورة التغلب على سوء الفهم والمفاهيم الخاطئة حول التعاليم الدينية الأخرى.
تحدث الدكتور إيلانجاكون عن المبادئ الأخلاقية في البوذية، والتي تركز على الامتناع عن الشر، وفعل الخير، وتنقية العقل، مع التأكيد على الإيمان بالطبيعة المتساوية وإمكانية التحرر لدى جميع البشر.
وسلط الدكتور جمليل الضوء على المبدأ اليهودي من سفر التثنية "السعي إلى العدالة"، وأكد على وجود تراث مشترك وارتباطات بين العادات الدينية على مدى آلاف السنين.
وأكد خالد رحمن، رئيس معهد دراسات السياسات في إسلام آباد، على الدور الحاسم الذي يلعبه السلوك البشري في تشكيل تأثير الدين، مؤكداً أن "الأديان ليست مسببة للانقسام بطبيعتها؛ بل إن تأثيرها يعتمد على كيفية ممارستها وتفسيرها". وسلط الضوء على كيفية إساءة استخدام الدين في كثير من الأحيان للتحريض على العنف والإقصاء، مما يطغى على قيمه الأساسية المتمثلة في الرحمة والعدالة.