
أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 7 يونيو، بنشر 2000 جندي من الحرس الوطني من كاليفورنيا إلى لوس أنجلوس، استجابة للاحتجاجات المتزايدة على حملات الهجرة الأخيرة.
بدأت الاحتجاجات، التي نوقشت على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت وسوم #ICEraids و #ICEProtests و #LAProtest، في 6 يونيو بعد أن شن عملاء الهجرة الفيدراليون من وكالة الهجرة والجمارك (ICE) عدة غارات واسعة النطاق في جميع أنحاء لوس أنجلوس. بلغت التوترات ذروتها في لوس أنجلوس مع استمرار الاحتجاجات لليوم الثالث على التوالي.
تعتبر هذه العمليات جزءاً من حملة الرئيس ترامب الأوسع ضد المهاجرين غير الشرعيين، والتي تكثفت في الأشهر الأخيرة.
إليك نظرة على ما يحدث في لوس أنجلوس وما أدى إلى الاحتجاجات:
وكالة ICE، التي تعني الهجرة والجمارك والإنفاذ، هي وكالة لتطبيق القانون تابعة لوزارة الأمن الداخلي. بدأت عملياتها في عام 2003 بعد جهد حكومي كبير لتعزيز الأمن القومي في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية.
تلعب وكالة تطبيق القانون دوراً رئيسياً في خطط إدارة ترامب لقمع الهجرة غير الشرعية.
تعهد دونالد ترامب بترحيل أعداد قياسية من المهاجرين غير الشرعيين خلال ولايته الثانية، وقد حدد البيت الأبيض لوكالة ICE هدفاً لاعتقال ما لا يقل عن 3000 مهاجر يومياً.
بسبب هذا الضغط، تم القبض على أشخاص كانوا يعيشون بشكل قانوني في الولايات المتحدة في غارات ICE.
أحد أبرز الاعتقالات خلال هذه العمليات كان لـ 238 رجلاً، اتهموا بأنهم أعضاء عصابات فنزويلية، تم ترحيلهم دون منحهم فرصة للمثول أمام المحكمة. وقد أُرسلوا مباشرة إلى سجن شديد الحراسة في السلفادور، وهي خطوة أثارت انتقادات كبيرة.
ليس من غير المعتاد أن تعتقل وكالة ICE أشخاصاً تعتقد أنهم يقيمون بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة.
ولكن لماذا تثير هذه الغارات مثل هذه المعارضة القوية؟ واجهت الوكالة انتقادات متزايدة لاستخدامها "تكتيكات متطرفة" خلال الغارات.
تنشر وكالة ICE بانتظام تحديثات على وسائل التواصل الاجتماعي تفصل عدد الاعتقالات التي تمت وتشارك صور المعتقلين.
تُعتبر الاعتقالات، التي تُنفذ علناً، من قبل الكثيرين محاولة لزرع الخوف في مجتمعات المهاجرين.
أدانت عمدة لوس أنجلوس، كارين باس، الغارات، مجادلة بأنها "ستزرع الرعب" في الأحياء التي يقيم فيها العديد من السكان غير الشرعيين.
وفي بيان نُشر على X، أكدت العمدة باس أيضاً أن مكتبها "لن يقف مكتوف الأيدي إزاء هذا".
كانت طبيعة الغارات مثيرة للجدل بشكل خاص. استهدفت عمليات وكالة ICE مواقع مثل متاجر الأجهزة، ومصانع الملابس، والمستودعات، حيث يعمل العديد من العمال غير الشرعيين.
وقالت العمدة باس في بيان: "أنا غاضبة جداً مما حدث".
وفي بيان آخر نُشر على X، أكدت أيضاً على الخوف الذي تولده هذه الغارات للعائلات.
نتيجة لغارات الهجرة، يخشى الآباء من اصطحاب أطفالهم إلى المدرسة، والعمال غير متأكدين مما إذا كان ينبغي لهم الذهاب إلى العمل غداً، والشباب قلقون بشأن مستقبلهم.
هذا لا يجعل لوس أن أنجلوس أكثر أماناً.
كانت لوس أنجلوس، على وجه الخصوص، هدفاً رئيسياً لوكالة ICE. منذ عودة ترامب إلى منصبه، شهدت كاليفورنيا، إلى جانب ولايات أخرى مثل نيويورك وإلينوي، ارتفاعاً في نشاط إنفاذ قوانين الهجرة، وفقاً لتقرير نشرته Axios في 3 يونيو.
تعتبر هذه الولايات "زرقاء" لأنها تصوت في الغالب لصالح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية، وهي موطن لتجمعات سكانية كبيرة من المهاجرين.
كاليفورنيا، على سبيل المثال، لديها أكبر عدد من السكان المهاجرين في الولايات المتحدة، مع ما يقرب من 10.6 مليون مقيم من مواليد الخارج، مما يشكل حوالي 22 بالمائة من إجمالي عدد السكان المهاجرين في البلاد.
من هؤلاء، كان ما يقرب من 1.8 مليون شخص غير شرعيين حتى عام 2022، وفقاً لمركز بيو للأبحاث.
في منشور على "Truth Social"، أعلن ترامب أن لوس أنجلوس "غزت" من قبل "المهاجرين غير الشرعيين والمجرمين"، مصوراً قضية الهجرة كتهديد للأمن القومي.
ومع ذلك، أدى هذا الخطاب فقط إلى تأجيج المزيد من الاحتجاجات والصيحات من أولئك الذين يرون أن هذه الإجراءات جزء من محاولة أوسع لتخويف مجتمعات المهاجرين.
(مع مدخلات من رويترز، وكالة فرانس برس)