عمر ياغي: عالم فلسطيني لاجئ حصد "نوبل" في الكيمياء

ولد عام 1965 في عمان، الأردن، وينحدر من عائلة لاجئة فلسطينية هاجرت من يافا عام 1948 خلال النكبة
عمر ياغي

عمر ياغي

تاريخ النشر

تم الإعلان عن فوز العالم الأمريكي-الأردني عمر ياغي بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025 في 8 أكتوبر، أثناء تغييره رحلته الجوية. وكان تعليقه الأول على الخبر "مندهش، سعيد، ومغمور بالعواطف".

يشترك ياغي في الجائزة مع سوسومو كيتاجاوا من اليابان وريتشارد روبسون من أستراليا عن عملهم المشترك في "تطوير الأطر المعدنية العضوية"، وهي مواد ذات فراغات داخلية واسعة يمكنها حجز الغازات، واستخلاص الماء من الهواء، والتصدي للتحديات البيئية الملحة.

في مقابلة مع صحيفة "خليج تايمز" بعد حصوله على جائزة "العقول العربية العظيمة" في يناير 2025، عكس ياغي مسيرته قائلاً: "لم أنتظر الظروف المثالية لأتابع شغفي بالجزيئات. من أبسط الرسومات في صغري، رأيت الجمال والإمكانات. واليوم، قادني عملي إلى حلول من أجل هواء نظيف، وماء، وطاقة".

ولد ياغي في 1965 في عمان، الأردن، وينحدر من عائلة لاجئة فلسطينية هاجرت من يافا عام 1948 خلال النكبة. نشأ هو وأخوته في منزل مكون من غرفة واحدة تضم أيضاً حيوانات العائلة، حيث كان الوصول إلى المياه النظيفة، والكهرباء، ومساحات للتفكير محدوداً للغاية.

في حديثه إلى فريق جائزة نوبل، قال ياغي: "ولدت في عائلة لاجئين، وكان والداي بالكاد يقرآن ويكتبان. أظن أن والدي أنهى الصف السادس ووالدتي لم تكن قادرة على القراءة والكتابة. هي حقاً رحلة طويلة، والعلم من يتيح لك تحقيقها".

بدأ شغفه بالكيمياء مبكراً، إذ قال: "عندما كنت في العاشرة من عمري، ذهبت إلى المكتبة وفتحت كتاباً عثرت فيه على جزيئات — نطلق عليها مخططات القضبان والكرات. لم أكن أعلم أنها جزيئات، لكن شيئاً ما جذبني إليها على الفور".

تعلم لاحقاً أن هذه الجزيئات تُشكل عالمنا، ومنذ ذلك الحين اختار دراسة المشكلات الكيميائية والفكرية بناءً على جمال الجزيئات التي ينوي صنعها ودراستها.

ياغي هو أول فائز بجائزة نوبل مولود في الأردن، ويُعترف به على نطاق واسع كأب لمجال الأطر المعدنية العضوية. أسس مسيرة عالمية مشهورة في تطوير الكيمياء الشبكية، حيث ابتكر مواداً يمكنها استخلاص الماء من الهواء، واحتجاز ثاني أكسيد الكربون، ومواجهة التحديات البيئية الضرورية. نشر أكثر من 300 ورقة بحثية، مع أكثر من 250,000 اقتباس لعمله.

على مر السنين، ألقى ياغي الضوء على أهمية متابعة الشغف، قائلاً: "عندما ألقي محاضرات لطلاب صغار، يسألني البعض كيف تصبح شغوفاً بشيء ما؟ وكيف تقع في حب الكيمياء؟ أقول لهم فقط اختاروا أي شيء حولكم وفكروا بعمق فيما هو مصنوع منه، واحفروا أعمق. كلما حفرتم أعمق، اكتشفتم أشياء أكثر جمالاً. وهذا ما يسمح لكم بأن تنجذبوا للكيمياء. لا تحتاجون إلى خطة ضخمة في هذا العمر المبكر، فقط تابعوا ما يجذبكم نحو مشكلة أو مجال".

جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025، التي تمنحها الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، تحمل مكافأة قدرها 11 مليون كرونة سويدية (أي ما يعادل 1.2 مليون دولار)، وتعد من أرقى جوائز العلوم في العالم.

وياغي يحمل الجنسية السعودية والأردنية والأمريكية، وهو ثاني مسلم يحصل على جائزة نوبل في الكيمياء، والـ16 في التاريخ يحصل على جائزة نوبل عامة. كما نال جائزة "العقول العربية العظيمة" في يناير 2025.

احتفى قادة عرب بهذا الإنجاز. حيث قدم حاكم دبي، الذي منحه جائزة "العقول العربية العظيمة" شخصية العام الماضي، تهانيه على هذا الإنجاز التاريخي، مؤكداً سطوع بريق العلم العربي من خلاله.

قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: "قبل عام، كرمنا الأستاذ عمر ياغي بجائزة العقول العربية العظيمة في فئة العلوم الطبيعية... واليوم نبارك له فوزه بجائزة نوبل في الكيمياء".

كما أعرب الملك عبد الله الثاني ملك الأردن عن تهانيه عبر منصة إكس (تويتر سابقاً) قائلاً: "نفخر ونكرم العالم الأردني الأستاذ عمر ياغي، ونهنئه والأردن على نيله جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025. هذا الإنجاز مصدر فخر جديد يضاف إلى سجل الأردنيين المشرف في مختلف المجالات حول العالم، ويثبت أن الأردني قادر على صنع الفارق أينما كان".

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com