
عندما اشتعلت النيران في شاحنة إمداد بالوقود في محطة بنزين في مصر في الأول من يونيو/حزيران، واجه سائقها خياراً قاسياً.
كان بإمكان خالد محمد شوقي، سائق الشاحنة المتوقفة في محطة وقود بمدينة العاشر من رمضان، أن يهرب من السيارة وينقذ حياته من كارثة محدقة، لكنه اختار التضحية بحياته لإنقاذ أرواح سكان المدينة الواقعة بمحافظة الشرقية المصرية.
وفي سلوك بطولي يعكس سرعة البديهة ونكران الذات، قاد خالد شاحنته المشتعلة بعيدًا عن محطة البنزين، وهو العمل الذي نال إشادة واسعة النطاق من الدوائر الرسمية والعامة في مصر.
وأظهرت لقطات انتشرت بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي الشاحنة وهي تحترق، مع تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان منها بالقرب من محطة الوقود التي تقع في منطقة سكنية.
بعد الحادث، نُقل خالد إلى المستشفى مصابًا بحروق وإصابات بالغة. ويوم الاثنين، تُوفي. وأفاد مستشفى أهل مصر للحروق أن خالد عانى من حروق غطت أكثر من 60% من جسده، بالإضافة إلى تلف شديد في الجهاز التنفسي نتيجة استنشاقه أبخرة وغازات سامة من الحريق.
ونعى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي السائق البطل، وأصدر توجيهات بمنح أسرته مكافأة مالية سخية ومعاشًا استثنائيًا، تقديرًا وعرفانًا بشجاعته.
وفي بيان صادر عن مجلس الوزراء المصري، وصف خالد بأنه "رمز للتضحية والتحرك السريع في موقف بالغ الخطورة، وهو رد فعل إيجابي منع وقوع العديد من الضحايا والأضرار، وحافظ على العديد من الأرواح والممتلكات".
وتقديراً لما فعله خالد، قررت السلطات أيضاً تسمية أحد شوارع المدينة باسمه.
وأعلنت وزارات مصرية عدة عن مكافآت لأسرة خالد، حيث خصصت وزارة العمل 200 ألف جنيه مصري (نحو 15 ألف درهم).
وعلى الصعيد الشعبي، أشاد العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بهذا العمل البطولي، حيث شارك البعض صورًا معدلة لخالد وهو يرتدي زي سوبرمان.
كتب أحد المستخدمين: "لقد توفي وهو يؤدي عملاً شجاعاً وإنسانياً بامتياز. يجب تكريم أمثاله وتخليد ذكراه. من واجبنا أن نحافظ على حقوقه ونضمن حياة كريمة لعائلته". وقال آخر: "بعض الناس يموتون، لكن فضائلهم لا تموت".
ترك خالد خلفه ثلاث بنات وابن واحد.