لسنوات عديدة، لم يكن الحصول على الجنسية الأمريكية أمراً مُلّحاً لآلاف المهاجرين الفلبينيين المقيمين في هاواي. ولكن مع تكثيف حملات الهجرة في ظل إدارة ترامب ، يحثّ قادة الجالية الفلبينية حاملي البطاقة الخضراء المؤهلين على التقدم بطلب للحصول على الجنسية - عاجلاً وليس آجلاً.
وفقاً لخدمات المواطنة والهجرة الأمريكية، يوجد حالياً 27320 فلبينياً في هاواي يحملون البطاقة الخضراء والمؤهلون للحصول على الجنسية الأمريكية .
قالت أندريا كايمو كوهانين، المديرة التنفيذية للمركز المجتمعي الفلبيني في هاواي، في مقابلة مع صحفيين فلبينيين ويابانيين خلال جولة صحفية برعاية وزارة الخارجية الأمريكية: "هناك الكثير من الفلبينيين المؤهلين للحصول على الجنسية، لكنهم لم يتقدموا بطلبات".
بينما يختار بعض الفلبينيين عدم السعي للحصول على الجنسية راضيين عن الإقامة الدائمة، أوضحت كايمو-كوهانين أن التكلفة عامل رئيسي يعيق الكثيرين. وأشارت إلى أن طلب الجنسية مكلف، وقد يصل بسهولة إلى آلاف الدولارات حتى بدون تكاليف إضافية، مثل تكاليف المحامين، وغيرها.
وأشارت إلى أن "بعضهم... ليس واثقاً بما يكفي، فيلجأ إلى توكيل محامٍ، مما يُضاعف التكلفة. لذا، فالتكلفة باهظة، وأحياناً تكون مُرهقة للغاية نظراً لضرورة تقديم هذا العدد الكبير من المستندات".
تزايد هذا القلق مع تكثيف دائرة الهجرة والجمارك (ICE) عملياتها في هاواي. وما يثير القلق، أنه حتى الأفراد الذين يتمتعون بوضع قانوني تعرضوا للاحتجاز.
في السادس من مايو/أيار، تم اعتقال المعلمين من أصل فلبيني من قبل عملاء دائرة الهجرة والجمارك الأمريكية ، على الرغم من كونهم إما مواطنين أمريكيين أو يعملون بشكل قانوني في هاواي بموجب تأشيرات J-1.
وفقاً لبيان مشترك صادر عن 28 منظمة محلية في هاواي - بما في ذلك المركز الفلبيني للجالية - تضمنت الحادثة دخول عناصر مسلحين منازل وإجبار عائلات، بمن فيهم أطفال، على النزول إلى الشارع. طلب السكان إبراز وثائق قانونية كجوازات السفر والتأشيرات، لكن طلباتهم رُفضت، واحتُجزت المجموعة قرابة ساعة.
وجاء في بيانهم المشترك الصادر في 22 مايو/أيار: "إن إساءة استخدام الحكومة الفيدرالية للسلطة لا تؤثر فقط على المعلمين أو أفراد الجالية الفلبينية. وإذا تُركت هذه الأفعال دون رادع، فسيكون لها تأثير ضار على جميع المهن، وجميع الفئات، وجميع الأعراق، وجميع المجتمعات، وجميع الناس".
أكد كايمو-كوهانين أن المعلمين الآن بأمان وبصحة جيدة، لكنه قال إن الصدمة النفسية لا تزال قائمة. "إن المحنة التي يمرون بها برمتها مؤلمة للغاية".
أثارت حوادث كهذه دعواتٍ متجددة لحاملي البطاقة الخضراء لتأمين وضعهم القانوني من خلال الحصول على الجنسية. ورغم أن العملية قد تبدو مكلفةً ومعقدةً، إلا أنها قد توفر حمايةً إضافيةً في بيئةٍ يتزايد فيها عدم اليقين.
قالت عن الفلبينيين المؤهلين: "في السابق، أعتقد أن سبب عدم تقديمهم طلباتهم هو عدم أهمية الأمر. صحيح أن الأمر ليس بهذه الأهمية، ولكن في ظل المناخ السياسي الراهن، من الأسلم الحصول على جواز سفر أمريكي".
مع ذلك، لا يشعر جميع الفلبينيين المؤهلين بضرورة تغيير هذا الوضع. أحدهم رجل يبلغ من العمر 63 عاماً من بانجاسينان، ويعمل نادلاً في مركز تجاري في هاواي.
ويعمل الرجل في هاواي منذ نحو عامين وهو متزوج من فلبينية تحمل الجنسية الأميركية.
وعندما سُئل عما إذا كان يشعر بالتوتر وسط الحوادث الأخيرة التي تورط فيها عملاء دائرة الهجرة والجمارك، قال: "لا، لأن زواجنا ليس مزيفاً".
وأضاف "طالما أنك حامل للبطاقة الخضراء وليس لديك قضية، فلا مشكلة لديك".
يخطط هو وزوجته للتقاعد في الفلبين، حيث سيعتمدان على معاشاتهما التقاعدية الأمريكية. أما الآن، فهو يركز على استيفاء شرط العمل لمدة عشر سنوات كحد أدنى للحصول على استحقاقات الضمان الاجتماعي.
الولايات المتحدة تُصعّد حملتها على الهجرة بـ"أساليب متطرفة" في المداهمات والاعتقالات القضائية.
حملة ترامب على الهجرة: ما هي هيئة الهجرة والجمارك؟ كل ما تحتاج لمعرفته حول احتجاجات لوس أنجلوس.
من هو خابي ليم؟ اعتقال مستخدم تيك توك الشهير عالمياً من قِبل هيئة الهجرة والجمارك في الولايات المتحدة.