صلاة الاستسقاء في الإمارات: دعوات للرحمة والمطر وسط أجواء روحانية
غادر العديد من المسلمين في الإمارات منازلهم إلى المساجد قبل وقت طويل من أذان صلاة الظهر يوم السبت. وكان هدفهم روحانياً عميقاً، وهو أداء صلاة الاستسقاء، وهي دعاء خاص يطلبون فيه رحمة الله ونزول المطر والمغفرة.
ورفع المؤمنون أيديهم إلى السماء بالدعاء أثناء الصلاة، طالبين رحمة الله بالأمطار، وبركات الأرض.
وصل "أنجم عفيف"، وهو مهندس في شركة سيارات يعيش في الشارقة، إلى المسجد في منطقة النهدة مبكرًا، برفقة أطفاله الثلاثة، وكلهم على استعداد للانضمام إلى المؤمنين في أداء صلاة الاستسقاء. بالنسبة لعفيف، لم تكن هذه الصلاة مجرد واجب ديني بل كانت لحظة عاطفية عميقة ذكرته بدعوات مماثلة من أجل المطر في مسقط رأسه في بنغالورو بالهند.
"عندما قرأت الأخبار عن صلاة الاستسقاء في وقت مبكر من هذا الأسبوع، نظرت إلى السحب وصليت من أجل هطول المطر في الإمارات العربية المتحدة"، قالت عفيف. "المطر رحمة من الله، وهو يجلب الحياة لكل شيء من حولنا. لم يكن بإمكاني تفويت هذه الصلاة لأنها فرصة لطلب البركات من الله، ليس فقط لعائلتنا ولكن للبلد بأكمله".
ألقي نظرة على فيديو الصلاة الخاصة هنا:
واستحضر ذكريات حياته في مسقط رأسه، التي كانت تعاني من ندرة المياه. وقال: "أتذكر كيف اعتدنا على الصلاة من أجل المطر في بنغالورو بالهند. كانت فصول الصيف قاسية، وكانت هناك أوقات نضطر فيها إلى استدعاء صهاريج المياه وكان الأمر صعبًا للغاية".
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد أل نهيان رئيس الدولة المساجد في جميع أنحاء الدولة بإقامة صلاة الاستسقاء.
دعا "بلال جول"، عامل البناء الباكستاني، زملاءه لحضور صلاة الاستسقاء. ترك جول وسبعة من زملائه واجباتهم في أعمال الطرق في الممزر، وساروا معاً إلى مسجد قريب، حيث انضموا إلى المصلين لأداء الصلاة الخاصة. قال جول: "هذه الصلاة لا تتعلق فقط بالمطر. إنها تتعلق بالامتنان لما لدينا وطلب المغفرة لاعتبار نعم الله أمرًا مسلمًا به".
وباعتباره عامل بناء، يعرف جول عن كثب أهمية المياه. ويقول وهو يتأمل الأيام العديدة التي قضاها هو وزملاؤه في العمل تحت أشعة الشمس الحارقة: "الماء هو الحياة، ولا يمكننا أبدًا أن نرضى عنه. بالنسبة لنا، كل قطرة ماء لها قيمتها. نحن ندرك قيمتها أكثر من الآخرين".
وأقيمت الصلاة الخاصة بخشوع وتقوى، على غرار سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. تتألف الصلاة من ركعتين، تشبه صلاة العيد، تليها خطبة من الإمام. كما انخرط المؤمنون في التسبيح والحمد لله وطلب المغفرة لتقصيرهم.
يقول محمد حداد، أحد سكان الممزر، إن حضور صلاة الاستسقاء كان بمثابة تذكير قوي بالنعم التي غالبًا ما نغفل عنها. "نحصل على إمدادات غير محدودة من المياه من الصنابير، ولا نفكر غالبًا في مدى امتيازنا بذلك. لكن هذه الصلاة هي دعوة وتذكير بأن لا شيء مضمون".
"إن المياه حاجة أساسية، لكنها تشكل أساس كل شيء. وبدونها، لا يمكن للمحاصيل أن تنمو، ولا يمكن للماشية أن تبقى على قيد الحياة، وتواجه المجتمعات صعوبات هائلة"، كما قال حداد.
وبعد الصلاة، تجدد الأمل في نفوس المصلين، وخرجوا من المسجد متفائلين، مؤمنين بأن رحمة الله ستجلب لهم المطر الذي يحتاجون إليه بشدة في الإمارات.

