"ياسمين الملا" إبداعٌ إماراتي يُترجم التراث برؤية عالمية معاصرة

فنانة ومصممة تجمع بين رقي الهوية وفخامة العلامات العالمية
"ياسمين الملا" إبداعٌ إماراتي يُترجم التراث برؤية عالمية معاصرة
تاريخ النشر

في عالم تتقاطع فيه الفنون مع الهوية والثقافة، تبرز ياسمين الملا كصوت إماراتي يجمع بين الرقي والبساطة، وبين الحداثة والعراقة، ومن خلال تصاميمها التي تتنفس روح الصحراء وتستحضر دفء التراث برؤية معاصرة، تؤكد ياسمين أن الفن ليس مجرد إبداع بصري، بل حكاية وطن تُروى بلغة الأناقة والحلم. تعاونها مع العلامات التجارية العالمية يترجم هذا التلاقي بين الشرق والغرب في لوحة من الإحساس والتقدير، حيث الجمال يصبح جسراً للتفاهم الثقافي ورمزاً للفخر الإماراتي المتجدد، وفي لقاء خاص مع "الخليج تايمز" تعرفنا الملا عن نفسها بشكل أعمق.

كيف تصفين لنا أعمالك الفنية؟

يمتد عملي الفني عبر التصميم البصري والمفاهيمي، شاملاً الفن والأشياء والتركيبات التي تجسد الرقي والسرد والجمال الخالد، فكل عمل يمثل حواراً بين التراث الإماراتي والتصميم المعاصر، ويدمج الثقافة والعاطفة والحرفية في لغة شاعرية حديثة.

ما هي الأعمال المهمة التي قمت بتصميمها، وأين يتم عرضها؟

أعرض أعمالي من خلال شراكات محلية ودولية، بما في ذلك تصاميم مُنفذة بتكليف من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، مثل درع جائزة «نوابغ العرب» التي أطلقها سموه، حيث أن تصميم هذا الدرع شكّل محطة بالغة الأهمية بالنسبة لي، فالحدث يحمل رسالة سامية في تكريم العقول العربية، فأتاح لي هذا المشروع فرصة ترجمة القيم التي تؤمن بها الإمارات من ريادة ومعرفة وابتكار إلى عمل فني يليق بهذا المعنى العميق.

بالإضافة إلى التعاون مع جهات حكومية مثل "الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث"، ومكتب رئاسة مجلس الوزراء، ووزارة الموارد البشرية والتوطين، وبريد الإمارات، إلى جانب دور فاخرة مثل "بوشيرون" و"تيفاني أند كو"، و"جيمي تشو"، و"كريستيان ديور"، و"لويس فيتون"، و"كريستيان لوبوتان" وغيرها. فكل تعاون يمثل منصةً لعرض السرد الثقافي الإماراتي بتصميم راقٍ ومعاصر.

عند تعاونكِ مع العلامات التجارية العالمية ما القصة الإماراتية التي تسعين إلى نقلها ودمجها في تصاميمك؟

عند العمل مع تلك العلامات الفاخرة أسعى إلى عكس جوهر الثقافة الإماراتية، رقتها وكرمها وحرفيتها الراقية، فهدفي هو ترجمة هذه القيم بلغة تصميم حديثة تصل إلى جمهور عالمي مع الحفاظ على الأصالة. وكل عمل يصبح جسراً يربط بين الإرث والجماليات المعاصرة، ويحتفي بهوية الإمارات عبر سرد بصري راقٍ وجمال خالد وعمق ثقافي.

ما أبرز التحديات التي واجهتكِ كامرأة إماراتية في مجال التصميم عالمياً؟

لم أواجه أي تحديات على العكس، لطالما لقيت التقدير والاحترام لرؤيتي وأعمالي. كل تعاون محلي أو دولي كان تبادلاً سلساً للإبداع والإعجاب المتبادل. وكل مشروع هو فرصة لتمثيل الهوية الإماراتية بثقة، وترجمة ثقافتنا إلى تصميم راقٍ ومعبر عالمياً.

Ivon WOLAK

هل اختلفت نظرة المجتمع الإماراتي اليوم لريادة الأعمال في الفنون والتصميم عن الماضي؟

تطور المجتمع الإماراتي بشكل رائع، فاليوم هو يُقدّر الفن والتصميم وريادة الأعمال بوصفها ركائز أساسية لهويتنا الوطنية. وأصبحت المجالات الإبداعية دعامة للثقافة والتقدم، ما يعكس مدى تطور الإمارات في احتضان الأصوات الفنية والاحتفاء بها.

كما كانت عائلتي دائماً مصدر دعمي الأكبر، حيث شجعوني على الإبداع منذ طفولتي ودعموا اختياري للفن والتصميم كمسار حياة، ما منحني الثقة لبناء مسيرتي على أساس الشغف والهدف.

كيف أثّر دعم الحكومة والقيادة الإماراتية الرشيدة في مسيرتكِ الفنية؟

لقد كان لرؤية القيادة الإماراتية ودعمها المتواصل للفنون أثر بالغ في مسيرتي. فقد وفّر هذا الدعم بيئة تُقدّر الإبداع وتحتضنه وتمنحه المساحة ليزدهر.

ومن خلال المبادرات الوطنية والمشاريع الثقافية، أصبح الفنانون قادرين على الإسهام بعمق في سرد قصة الدولة. وأنا أشعر بالامتنان لأنني أبدع في وطن يحتفي بإرثه ويستثمر في مستقبله الإبداعي بحكمة وسخاء.

كيف توازنين بين جانبكِ الإبداعي كفنانة ومتطلبات ريادة الأعمال وإدارة شركتك في بيئة دبي التنافسية؟

لطالما شعرت أن التوازن بين الإبداع وريادة الأعمال يأتي بشكل طبيعي. اليوم أركز بالكامل على شركتي الفنية "ياسمين الملا للتصميم"، حيث أقود كل مشروع من الفكرة إلى التنفيذ، فأنا أجمع بين الفن والاستراتيجية والرؤية.

وأعتبر الجانب التجاري جزءاً من العملية الإبداعية، فكلاهما يتطلب الرؤية والانضباط والدقة. فالعمل في بيئة دبي الديناميكية يدفعني للتطور المستمر مع الحفاظ على أصالة الهوية الفنية وقيم الشركة.

كيف ترين حضور المرأة الإماراتية في المشهد الفني اليوم؟ وما الذي يميزها؟

المرأة الإماراتية اليوم قوة فنية ملهمة، واثقة، معبرة، ومتجذرة في تراثها. ما يميزها حقاً هو قدرتها على تقديم قصص أصيلة بزاوية عصرية، تمزج العمق الثقافي بالتعبير الحديث الراقي. تحمل روح الإمارات بفخر وتسهم بفاعلية في تطور المشهد الإبداعي الوطني.

ما الرسالة الأهم التي توجهينها للشابات الإماراتيات اللواتي يطمحن إلى دخول مجالي الفن أو الموضة؟

رسالتي لهن هي أن يفتخرن بهويتهن. هويتكِ هي الأساس، هي ما يميزكِ ويمنح أعمالكِ معنى، العالم يقدّر الأصالة، وعندما تخلقين من هذا المنطلق مبدأ لك، يبرز صوتكِ تلقائياً.

فالنجاح عالمياً يأتي من التوازن: الحفاظ على الجذور مع احتضان الابتكار. حين يتكامل الاثنان، يعكس عملكِ القوة والرقي وقصة لا يستطيع أحد سواكِ روايتها.

Ivon WOLAK

أعلنت دار "بوشيرون" للمجوهرات اليوم عرض بعضٍ من أعمالكِ. حدّثينا عن التجربة، وما الذي يميز هذه الأعمال وفكرتها؟

كان التعاون مع بوشيرون تجربة ملهمة وعميقة المعنى، فهي تمثل حواراً بين الحرفية الفرنسية والهوية الإماراتية. والأعمال المعروضة أُنشئت خصيصاً لفرعها في غاليريا مول بأبوظبي، احتفاءً بالانسجام بين إرث الدار وروح الإمارات.

واستُلهمت القطع من نقش  Quatre Grosgrain، وأُعيد ابتكارها بخطوط مستوحاة من إيقاع الكثبان الرملية والأمواج البحرية، وهما رمزين لحركة التقدّم والانسياب التي تميّز البيئة الطبيعية لدولة الإمارات، وما يميز هذا التعاون هو التوازن، فهو خالد في طابعه ومع ذلك مرتبط بالمكان بعمق، ويترجم رموز الدار من منظور إماراتي مفعم بالأناقة والتقدير والاحترام.

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com