

في استطلاع رأي متخصص حول أثر الفعاليات الرياضية التي تنظمها دبي على الصحة والوعي الصحي للسكان، أكد عدد من المشاركين أن هذه الفعاليات تعد أكثر من منافسات رياضية؛ فهي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من نمط الحياة اليومي للمجتمع، وتؤثر إيجابياً على جوانب عدة من الصحة الجسدية والنفسية والاجتماعية.
تأتي الفعاليات الرياضية التي تنظمها دبي في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز الصحة العامة وجودة الحياة للسكان. إذ تستند هذه الفعاليات إلى فهم عميق لأهمية النشاط البدني المرتبط بالوقاية من الأمراض المزمنة مثل السمنة، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، التي تشكل تحديات صحية عالمية وتجتاح المجتمعات الحضارية. لذلك، تبذل إمارة دبي جهودًا لزيادة معدلات ممارسة الرياضة عبر حملات توعوية ومبادرات متنوعة تستهدف مختلف فئات المجتمع.
وأوضح أحمد البلوشي أن الرياضة في دبي لم تعد مجرد ألعاب تنافسية، بل صارت ثقافة مجتمعية شملت الجميع، بما في ذلك النساء اللواتي دخلن مجال الرياضة بقوة وخلقن بيئة داعمة ومحفزة لممارسة الرياضة في الأسرة والمجتمع.
وفي السياق نفسه، أكد حسين الخباز أن هذه الفعاليات عززت الروابط الاجتماعية ورفعت الوعي الصحي الشامل، إذ تسمح بمشاركة أفراد المجتمع من جميع الأعمار في أنشطة مختلفة كالركض والمشي، مما ينمي روح التعاون والانضباط ويعزز التوازن الجسدي والنفسي.
علاوة على ذلك، تلعب الفعاليات الرياضية دورًا بارزًا في بناء مجتمع مترابط ومتماسك، حيث تخلق فضاءات للتفاعل الاجتماعي والتعاون بين أفراد المجتمع على اختلاف أعمارهم وخلفياتهم الثقافية. هذه الفعالية الجماعية ترفع من الشعور بالانتماء وتعمل كحافز لتحسين الصحة النفسية، إذ تدعم مبدأ التوازن بين الجسد والعقل وتعتبر ملاذاً ضد التوتر والاكتئاب المنتشرين في العصر الحديث.
وقالت غاية الهرمودي إن الفعاليات الرياضية باتت مصدر إلهام يحفز الجميع على تبني نمط حياة صحي ونشيط، وخصوصاً مع تزايد مشاركة النساء في الأنشطة الرياضية، الأمر الذي يعكس رسالة واضحة بأن الرياضة للجميع ومسؤولية مجتمعية مشتركة.
وأوضحت بشرى البلوشي أن الفعاليات تحمل رسائل توعوية مهمة، وحثّت السكان على تحوّل الرياضة من نشاط ترفيهي إلى ضرورة للحفاظ على الصحة العامة، مما ساهم في تقليل الخمول وزيادة الإقبال على النوادي والمشاركة في المشي وأماكن النشاط العام.
من ناحيتها، قالت كريستال مارتينيز إن الرياضة أسلوب حياة يحافظ على الحيوية والتوازن الجسدي والعقلي، ويمنح الأفراد طاقة إيجابية تساعدهم في أداء مهامهم اليومية وتمتعهم بلحظات عائلية سعيدة.
وأشار زايفيور غاما إلى أن الرياضة تمثل تحدياً شخصياً واكتشافاً للذات، تربي الصبر والانضباط، وتساهم في تغيير التفكير نحو حياة أكثرة توازناً وسعادة، ولها دور كبير في إعادة شحن طاقات الجسد والعقل.
في المقابل، أضاف علي أن الدعم المتواصل من سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، يعزز من ثقافة ممارسة الرياضة بين السكان، ويشجع على الالتحاق بالنوادي الرياضية وممارسة الرياضة بانتظام لما لذلك من أثار صحية ونفسية واجتماعية إيجابية.
تأتي هذه الآراء في إطار رؤية دبي لجعل الرياضة جزءًا متكاملاً من حياة السكان، وتوفير برامج وفعاليات متنوعة تشمل جميع الفئات من الأطفال إلى كبار السن وأصحاب الهمم، وتسعى دبي من خلال ذلك لدعم جودة الحياة وتحقيق مجتمع أكثر صحة ونشاطاً.
كما تُعد الفعاليات الرياضية المفتوحة لجميع الفئات، بما في ذلك النساء والأطفال وكبار السن، منصة مهمة لكسر الحواجز التقليدية وتحقيق المساواة في فرص المشاركة. وتشير الدراسات إلى أن توفير بيئة داعمة للمشاركة الرياضية يتطلب استمرارية البرامج وتنوعها لتلبي احتياجات الجميع، وهو ما تنجح دبي في تحقيقه من خلال تنظيم فعاليات متنوعة ومتعددة المستويات.
في السياق ذاته، تشكل الرياضة أحد أدوات تعزيز الوعي الصحي، حيث تترافق الفعاليات مع جلسات تثقيفية وورش عمل تسلط الضوء على أهمية التغذية الصحية، النوم الجيد، وإدارة الضغوط النفسية. وبذلك، تتحول الرياضة من مجرد نشاط بدني إلى جزء من نمط حياة متكامل يهدف إلى تحسين جودة حياة الفرد والمجتمع على حد سواء.
ختاماً، لا يمكن التغاضي عن الأثر التحفيزي الذي تلعبه الشخصيات القيادية والرموز الرياضية في دبي، مثل دعم سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، الذي يمثل قدوة ملهمة تحفز الجميع على الاهتمام بصحتهم وممارسة الرياضة بشكل منتظم، مما يساهم في نشر ثقافة الرياضة كأساس للحياة الصحية والسعيدة داخل المجتمع.