

أريج الحمادي
تُعتبر أريج أحمد محمد سالم الحمادي، المولودة في دبي عام 1986، مثالاً حياً للمرأة الإماراتية الطموحة التي كسرت الحواجز وحققت إنجازات بارزة في عالم كرة القدم النسائية. في زمن تتسع فيه أحلام المرأة لتشمل جميع المجالات، تبرز أريج كالوجه الرياضي الملهم الذي لا يكتفي بنجاحه على أرض الملعب فقط، بل يحوّل شغفه إلى رسالة تحفيزية لكل فتاة تطمح لصنع مستقبلها بيدها.
البدايات
منذ طفولتها، كانت أريج نابضة بالحياة تعشق الحركة والإبداع. كرة القدم كانت جزءاً لا يتجزأ من عالمها، لكنها لم تقتصر على ذلك، فهي مصممة ومبدعة تعتقد بأن الرياضة والفن معاً قادران على صنع التغيير. بدأت عشقها للكرة في سن العاشرة عبر متابعة المباريات واللعب مع أفراد العائلة، مع تخيّل المشاركة في البطولات العالمية. دعم زوجها كان دافعاً قوياً ومسانداً في مسيرتها.
تأثير
لم تقتصر إنجازات أريج الحمادي على مستوى الأداء الفردي فقط، بل امتدت لتشمل إحداث تغيير ثقافي واسع في المجتمع الإماراتي. إذ أسهم حضورها القوي وقصتها المُلهمة في تعزيز اهتمام المجتمع بكرة القدم النسائية، وحفزت الجهات الرسمية على زيادة الدعم والاهتمام بهذا القطاع. بات اسم أريج مرادفًا للإصرار والتميز، مما جعله نموذجًا يحتذى به للرياضيين الشباب.
غينيس
حققت أريج أرقاماً قياسية مذهلة، جعلتها تدخل موسوعة غينيس وتضع كرة القدم النسائية الإماراتية على خريطة العالم، ملهمة بذلك جيل البنات الإماراتيات للسعي وراء أحلامهن بثقة وثبات.
تحديات
رغم شغفها وموهبتها، واجهت أريج تحديات كبيرة تمثلت في نقص الفرص والدعم للرياضة النسائية، إلى جانب صعوبة موازنة العمل، والتدريب، والحياة الأسرية. لكنها استطاعت تجاوز هذه التحديات بفضل إيمانها، وتصميمها، ودعم أحبائها.
لم تكن المسيرة سهلة على أريج، واجهت ضغوطات وتحديات اجتماعية عدة من بينها القوالب النمطية التي تحصر المرأة في أدوار محدودة. لكنها بفضل قوتها وشجاعة موقفها استطاعت أن تتغلب على هذه القيود، وفتحت أبوابًا لأجيال قادمة من الفتيات ليخضن غمار الرياضة دون خوف أو تردد.
وشهدت كرة القدم النسائية في الإمارات تطوراً ملموساً، بوجود فرق فنية وإدارية ذات خبرات عالمية ومحلية، تعمل جاهدة على تطوير المنتخب واللعبة. اليوم، تلعب المرأة الإماراتية دوراً محورياً في كافة جوانب الرياضة من لاعب ومُدرّبة إلى إعلامية وقائدة وصانعة قرار، معززة بذلك الصورة الإيجابية للرياضة في الإمارات.
مكانة المرأة
تؤمن أريج بأن الرياضة ليست فقط ميداناً للتنافس، بل هي أداة تمكين اجتماعي للمرأة. من خلال مشاركتها في الرياضة، تكتسب المرأة ثقة عالية بنفسها، وتتعلم الانضباط وروح العمل الجماعي، وهو ما ينعكس إيجابًا على حياتها الخاصة والمهنية. الرياضة فتحت لها والأخريات مجالات جديدة للقيادة والمساهمة في صنع القرار الوطني.
التوازن والتضحيات
تُقر أريج بأن التوازن بين حياتها الشخصية ومسيرتها الرياضية يمثل تحدياً أساسياً، لكنها ترى في حبها للعبة وقبولها للتحديات طريقاً للنجاح، معتبرة الدعم الأسري وبيئة العمل الداعمة من العوامل الهامة التي ساعدتها على المضي قدماً. ومع ذلك، لا تزال التضحيات من غيابها عن المناسبات الاجتماعية والعائلية جزءاً من الحياة المهنية لأي رياضية محترفة.
تنظر أريج إلى المستقبل بتفاؤل كبير. تطمح أن تترك إرثًا يساهم في رسم ملامح مستقبل رياضي أفضل للفتيات الإماراتيات، وتطوير بيئة رياضية تدعم الاحتراف وتوفر الفرص. رسالتها هي أن يستمر كل من لديه الشغف والرغبة في العمل بلا كلل لتحقيق أحلامه، مع حفظ التراث الرياضي الإماراتي وتطويره بشكل مستدام.
رسالة أمل
توجه أريج رسالة مؤثرة لكل فتاة إماراتية تحلم بأن تتخطى الصعاب وتصنع فرصها، مؤكدة أن الرياضة تمنح القوة، والثقة، والفُرص لمعرفة الذات وتحقيق الأحلام.
طموحات متجددة
تسعى أريج للمضي قدماً في مسيرتها كلاعبة، والإسهام في بناء بيئة رياضية احترافية تدعم اللاعبات الإماراتيات، مع الأمل في إلهام الأجيال القادمة التي ستواصل بناء مسيرة النجاح.