

في خطوة استباقية تعكس طموحها المتواصل لترسيخ مكانتها كوجهة رياضية عالمية، بدأت العاصمة الإماراتية أبوظبي التحضير لـ "ألعاب الماسترز 2026"، التي تُعد أكبر وأشمل فعالية دولية متعددة الرياضات تُنظّم في منطقة الشرق الأوسط حتى اليوم. الحدث المرتقب، والذي سيقام في الفترة من 6 إلى 15 فبراير 2026، يتجاوز البُعد التنافسي التقليدي ليصبح منصة عالمية لترويج مفهوم "الرياضة مدى الحياة"، وتعزيز الاندماج المجتمعي عبر الرياضة.
ألعاب الماسترز 2026: رؤية عالمية ببعد إنساني
وتمثل ألعاب الماسترز أبوظبي 2026 نموذجًا ملهمًا لما يمكن أن تكون عليه الرياضة من قوة مجتمعية وصحية، تجمع الناس على اختلاف أعمارهم وخبراتهم في إطار من الشغف، الوحدة، والتحدي، مما يرسخ مكانة أبوظبي كمدينة للرياضة والحيوية مدى الحياة.
وتُمثل نقلة نوعية في المشهد الرياضي الإقليمي، حيث من المقرر أن تجمع أكثر من 25 ألف رياضي من جميع أنحاء العالم. هذه الألعاب تفتح أبواب المشاركة واسعة أمام فئات عمرية غالباً ما تكون مغيبة عن الأضواء؛ إذ تتيح التنافس للرياضيين ممن تجاوزوا سن الـ 30 عاماً (و25 عاماً في بعض الرياضات مثل السباحة)، بغضّ النظر عن مستوى المهارة أو الخبرة.
من خلال استضافة أكثر من 37 رياضة على مدى 10 أيام، تسعى أبوظبي لتسليط الضوء على الأهمية الحيوية للنشاط البدني كوسيلة لبناء جسور التواصل بين الثقافات، وتحفيز المشاركة المجتمعية في جميع مراحل العمر، مما يعزز من جودة الحياة والصحة النفسية والجسدية على المدى الطويل. كما يمثل هذا الحدث فرصة فريدة لدعم السياحة الرياضية وتقديم نموذج إماراتي ملهم في تنظيم الفعاليات الكبرى ذات التأثير المجتمعي المستدام.
سباق شاطئ المغيرة: إشارة انطلاق الموسم الجديد
استعداداً لانطلاق الألعاب في فبراير 2026، أقام مجلس أبوظبي الرياضي سباقاً تمهيدياً بمشاركة واسعة من المواطنين والمقيمين على شاطئ المغيرة بمدينة المرفأ، ليُشكل أول سباق خارجي للجري هذا الموسم. السباق، الذي أتاح للمشاركين اختيار المسافة التي تناسبهم (1 كم، 3 كم، أو 5 كم)، لم يقتصر على كونه مجرد منافسة للجري، بل هدف إلى تعزيز أسلوب حياة صحي والتحضير الفعلي لـ ألعاب الماسترز المفتوحة أبوظبي 2026.
ابو زيد وأم زيد
قصص ملهمة من خط البداية: الإرادة تنتصر على التحديات
شهد السباق قصصاً إنسانية ملهمة جسدت قيم التحدي والإصرار التي تروج لها الألعاب:
بو زايد وأم زايد: شغف لا يتوقف
شارك "بو زايد" بكلمات تعكس شغفه الكبير بالرياضة، حيث قال: "مشاركتي في السباقات أول شيء رياضة، وثاني شيء صحة، وثالث شيء نشاط وحيوية. أنا أحب الرياضة بكل أنواعها، لأنها تعطيني طاقة وحماس وتخليني أحس بالحياة."
وفي قصة ملهمة عن تجاوز الصعاب، أضاف: "بالنسبة للتحدي الأكبر، فاللهم لك الحمد أنا من أصحاب الهمم، وكنت من قبل أستخدم الكرسي المتحرك، لكن بفضل الله ثم بفضل أم زايد، قدرت أتخطى هالمرحلة، وتركت الكرسي وقمت أتمشى وأمارس حياتي بشكل طبيعي". وشدد على أن "ما في شيء صعب في الحياة الصحية... كل شيء ممكن بالإرادة والعزيمة".
من جهتها، عبّرت أم زايد، فاطمة عبدالله الحسيني، عن دعمها اللامحدود وشغفها بالنشاط: "أنا أحب الرياضة بكل أنواعها، وأحب المشي بشكل خاص... يوم خبرني بو زايد قلت له: 'أنا معاك'. نزلت وشاركت، ويوم وصلت وشفت الأجواء، ما شاء الله، كل شيء جميل، الناس متحمسين، والتنظيم رائع". وأشارت إلى أن الرياضة جزء أصيل من يومها، حتى في مركز أمنا الغالية الشيخة فاطمة بنت مبارك، مؤكدة: "الحمد لله، حياتي مليئة نشاط وصحة، وأنا أحب أشارك في كل فعالية رياضية لأنها تسعدني".
هيام الحمادي
هيام الحمادي: دعم الرياضة عبر التطوع
تحدثت هيام يوسف عبد الرحيم الحمادي، متطوعة في منصة الإمارات، عن دورها قائلة: "يشرفني اليوم أن أكون متطوعة في هذا الحدث الكبير، الذي ينظمه القيادة الرشيدة لتغيير أسلوب الحياة في دولة الإمارات... دوري اليوم كمتطوعة كان تشجيع المشاركين وتوجيههم في هذه المسابقة الجميلة، المقامة في منطقة الظفرة، وهي منطقة هادئة وجميلة، مهيئة لتكون وجهة رياضية وسياحية هادئة لجميع المقيمين وسكان الإمارات."
تعزيز الروابط العائلية: جاكو وعائلته وعيد الحمادي وابنه
جسد العديد من المشاركين أهمية الرياضة كنشاط عائلي:
عيد الحمادي وابنه أحمد: شارك عيد مع ابنه أحمد لتعزيز صحة الفرد والمجتمع، قائلاً: "الرياضة مفيدة للجميع، كبارًا وصغارًا، وهي فرصة رائعة للتواصل والنشاط الجماعي." وعبر أحمد عن سعادته بالمشاركة مع والده، واصفاً الأجواء بأنها "ممتعة وحماسية".
جاكو وعائلته: عبرت ليا موراتي من الفلبين عن حماسها لزيارة المكان كعائلة، مشيرة إلى أن مثل هذه الأحداث تشجع على النشاط الصحي والمشاركة العائلية. وقال جاكو إن المشاركة مع العائلة والمتسابقين الآخرين تجعل التجربة "ممتعة أكثر"، بينما أكدت الطفلتان كزايا وأوليفيا حبهما للسباقات في الأماكن المفتوحة التي تمنحهما فرصة للتفاعل واللعب.
جاكووعائلته
حمزة الجمالي: تجربة جديدة وتطلعات للتحطيم
شارك حمزة الجمالي من المغرب، معبراً عن إعجابه بالفعالية: "هذه أول مرة أتعرف فيها على هذه الفعالية الجميلة، والحقيقة كانت تجربة مميزة... الأجواء مفعمة بالحماس والطاقة الإيجابية، وكل شيء منظم بطريقة رائعة".
وعبر حمزة، الذي يطمح إلى تحقيق توقيت قياسي جديد وتحسين أدائه، عن الفرق بين التدريب الداخلي والمشاركة الخارجية: "اليوم كان أول سباق خارجي لي، وهذا بحد ذاته تحدٍ جميل وتجربة مختلفة تماماً. الركض في الهواء الطلق يعطي طاقة مختلفة، خصوصاً على شاطئ المغيرة حيث الأجواء والمناظر تضيف متعة إضافية". وأثنى على احترافية مجلس أبوظبي الرياضي في التنظيم، مؤكداً أن "الرياضة بالنسبة لي أسلوب حياة، وليست مجرد نشاط بدني".
حمزة الجمالي
الطفل احمد
خالد محمد عبدالله
خالد محمد عبدالله: تجربة استكشافية وشغف مجتمعي
شكر خالد محمد عبدالله مجلس أبوظبي الرياضي على التنظيم، مشيراً إلى أن السباق كان "بداية رائعة للمشاركة في السباقات الخارجية"، ومنح فرصة "للاستمتاع بالجو الجميل والحركة في الهواء الطلق، بالإضافة إلى التعرف على متسابقين آخرين". وأعرب عن تطلع المجتمع الرياضي لمعرفة المزيد عن سباقات "ماستر غيمز" المقبلة، التي يراها فرصة ممتازة لتقوية الروابط الاجتماعية وتشجيع الجميع على تبني أسلوب حياة صحي ونشط.