طلاب دبي يكتشفون حيوان "كابياء باتاغونيا" النادر في منافسة مدرسية

في إحدى مدارس دبي، أثار حيوان "كابياء باتاغونيا" النادر- وهو من القوارض الكبيرة نسبياً - ضجة كبيرة بين الطلاب المحبين للطبيعة عندما تعرفوا عليه.

وتعاون طلاب مدرسة جبل علي لجمع أكثر من 3600 سجل للحياة البرية المحلية خلال منافسة استمرت لمدة أسبوع أطلقوا عليها اسم "بايوبليتز".

وشارك الأطفال من جميع الفئات العمرية وأسرهم والموظفين في هذا النشاط الممتع في الهواء الطلق، حيث سعوا للبحث والتقاط الصور للحشرات والطيور بين الحصص، وتسابق الآباء خارج بوابات المدرسة للذهاب إلى مواقع مثل بحيرات القدرة، حيث استحوذت روح المنافسة على المدرسة.

كيف تم الأمر؟

ويسعى المشاركون إلى تحديد وتسجيل أكبر عدد ممكن من الأنواع المختلفة من الكائنات الحية ضمن إطار زمني محدد ومكان محدد.

وروت "ساري"، وهي طالبة في الصف الخامس، تجربتها قائلة: "لقد رأيته بالقرب من بحيرات القدرة. كان يشرب الماء، وظن والدي أنه غزال، ولكن سرعان ما أدركنا أنه في الواقع حيوان "كابياء باتاغونيا"، وهو مزيج بين الأرنب والكابيبارا. كان الأمر رائعاً حقًا لأنه نادر جداً".

قالت "آيسين أولوج بيكينس"، وهي أحد أولياء الأمور وعضوة رابطة أولياء الأمور والمعلمين: "ساعدتنا المنافسة على إدراك أنه حتى الصحراء الجافة والحارة تتمتع بنظام بيئي نابض بالحياة. لقد كان لها تأثير إيجابي على صحتنا العقلية حيث أثارت الفضول وعملت على تشجيعنا للخروج في مغامرات. كان القيام بذلك مع أطفالنا - باسم العلم والبيئة - أمراً ممتعاً بشكل لا يصدق".

ولتسليط الضوء على المبادرة، يوضح آلان سميث، مسؤول الاستدامة وأستاذ العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات في مدرسة جبل علي، أهمية خلق فرص مثل منافسة "بايوبليتز".

وقال: "تبدأ الاستدامة الحقيقية بحب عالم الطبيعية. يستخدم الطلاب تطبيقاً يعمل بالذكاء الاصطناعي حيث يقومون بالنقر فوق صورة حيوان أو نبات ويساعدهم الذكاء الاصطناعي في التطبيق على التعرف عليه. بالإضافة إلى ذلك، تعمل المنافسة على تحويل التعلم إلى لعبة ممتعة، مما يوفر فرصة مثيرة للطلاب وأولياء الأمور لتكوين روابط مع الطبيعية."

تطبيق ويب مخصص

وفي الوقت نفسه، أدركت المدرسة مبكراً توفر الفرصة لرفع مستوى الحدث والمنافسة، لذا توجهت إلى رابطة أولياء الأمور والمعلمين باقتراح لتمويل تطبيق الويب المصمم خصيصاً لإضافة عنصر من المتعة والتنافس - مع تقديم نقاط للأنواع المختلفة اعتماداً على مدى شيوعها أو ندرتها، بالإضافة إلى فرق المنافسة والجدول المباشر للمنافسة.

وأضاف سميث: "عندما تم رصد حيوان كابياء الباتاغونية النادر في القدرة، كان الأمر مثيراً للجميع وهرعت عائلات مجتمع المدرسة إلى المكان لإلقاء نظرة والتقاط الصور لهذا النوع النادر.

"قام الطلاب وعائلاتهم بتسجيل ومشاركة مشاهد آسرة سواء كان ذلك على الشرفة أو أرض المدرسة أو أثناء المشي عبر الحديقة. من السهل أن ننسى أن الحياة البرية تحيط بنا من كل جانب."

المنافسات بين المدارس

وفي الآونة الأخيرة، تنافست مدرسة جبل علي مع مدرسة الصفا المجتمعية وقاموا معاً بتسجيل 2700 عملية رصد أخرى.

وأضاف:: "إنها طريقة مبتكرة للغاية لتشجيع الناس على الخروج إلى الهواء الطلق والبحث في الطبيعة. نطلق على هذه النهج الذي يربط الناس بالطبيعة اسم "موجة الطبيعة". نريد أن نساعد في خلق موجة من الارتباط بالطبيعة. وإلا فإن الأطفال سيبقون في المنزل يشاهدون التلفاز ويلعبون على الكمبيوتر. إن هذا الأمر مهم جداً. لقد انضمت إلينا 100 أسرة عندما تنافسنا مع مدرسة صفا المجتمعية، كان هذا أيضاً حدثاً كبيراً."

وتتطلع المدرسة التي تدرس المنهج البريطاني الآن إلى عقد مؤتمر "الاتصال بالطبيعة من أجل الاستدامة والرفاه" في يناير من العام المقبل.

"تساعدني رابطة أولياء الأمور والمعلمين في ترتيب الأمر. وتتمثل الفكرة أيضاً في مساعدة المدارس (الأخرى) على التواصل بشكل أكبر مع الطبيعة من أجل تحقيق الاستدامة من خلال ألعاب علمية ممتعة مثل هذه."

عمليات الرصد العلمية

ويمثل هذا الإنجاز 10 في المائة من جميع عمليات الرصد العلمية من قبل السكان في البلاد والتي تم تسجيلها سابقًا على منصة (iNaturalist) العالمية، مما يجعلها واحدة من أكبر فعاليات "العلوم من السكان" التي شهدتها المنطقة على الإطلاق.

وأضاف أن "العلماء في جميع أنحاء العالم يستخدمون بيانات iNaturalist في الأبحاث وأعمال الحفاظ على البيئة، وبالتالي فإن الأفراد المشاركين في حملات البحث البيولوجي يتحولون إلى "علماء" حقيقيين ويقدمون مساهمات قيمة".