حظر الهواتف المحمولة في مدارس إماراتية
أثار الحظر المفروض على الأجهزة الذكية في المدارس في هولندا اهتماماً عالمياً هذا الأسبوع، لكن تجدر الإشارة إلى أن العديد من المدارس في الإمارات قد اعتمدت بالفعل سياسات تكنولوجية صارمة.
في هولندا، أصبح استخدام الهواتف المحمولة والساعات الذكية والأجهزة اللوحية محظوراً على الطلاب في المدارس الابتدائية والثانوية. وصفت الحكومة هذه الأجهزة بأنها "مُشتتات" تعيق الأداء الأكاديمي والتفاعل الاجتماعي.
وفي فبراير، فرضت إنجلترا أيضاً حظراً مشابهاً على استخدام الهواتف المحمولة في المدارس.
في الإمارات، خاصة في دبي، قامت العديد من المدارس بتطبيق سياسات صارمة بشأن استخدام الهواتف المحمولة.
وقالت "ليزا جونسون"، مديرة الأكاديمية الأمريكية للبنات في دبي، في مقابلة مع صحيفة "خليج تايمز": "لدينا سياسة صارمة بشأن الهواتف المحمولة. في حين يُسمح للطلاب بحمل الهواتف، إلا أنه لا يُسمح لهم باستخدامها في الفصل دون إذن صريح من المعلم."
وتابعت: "تتمتع المدرسة بنظام تدريجي للعقوبات في حالة المخالفات. بعد التحذير الأولي، تؤدي المخالفات الإضافية إلى مصادرة الهاتف واحتجازه لدى المدير، ويجب على الوالدين القدوم إلى المدرسة لاستعادته. تضمن هذه الطريقة أن يظل الطلاب في حالة تركيز وغير مشتتين خلال الفصل."
كما يشدد مدراء المدارس على أهمية تشجيع الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا، مع التركيز على توعية الطلاب حول الاستخدام المناسب والمخاطر الصحية المرتبطة بالوقت المفرط على الشاشات.
سياسة حظر استخدام الهاتف المحمول في الحرم المدرسي
فرضت بعض المؤسسات، وخاصة المدارس التي تتبع المنهج الهندي، سياسة عدم استخدام الهواتف المحمولة في الحرم المدرسي.
وقالت "ديبيكا ثابار سينغ"، الرئيس التنفيذي ومديرة مدرسة "كريدنس" الثانوية: "نحن ملتزمون بتهيئة بيئة تعليمية مركزة وجذابة لطلابنا. ولتحقيق هذه الغاية، وضعنا سياسة عدم استخدام الهاتف المحمول في الحرم المدرسي، لتشجيع الطلاب على الانغماس الكامل في تعليمهم".
وأضافت: "لدينا نظام يضمن للآباء التواصل بسهولة مع المعلمين والمشرفين عند الحاجة. وفي حالات الطوارئ، يمكن للآباء أيضاً الاتصال بمكتب الاستقبال في المدرسة للحصول على المساعدة الفورية."
مدارس مبتكرة
وقالت "جونسون": "يتعين على الطلاب في الصف الأول وما فوق أن يكون لديهم أجهزة كمبيوتر محمولة أو أجهزة لوحية، والتي تتمتع بإمكانيات مماثلة للهواتف الذكية. وبهذا يصبح قفل الهواتف المحمولة أقل فعالية".
وأضافت: "لتشجيع التفاعل المباشر، قامت بعض المدارس بتخصيص مناطق تكنولوجية خلال أوقات الاستراحة، حيث يمكن للطلاب استخدام أجهزتهم في مناطق محددة لفترات محدودة."
وتابعت: "بالإضافة إلى ذلك، نحن ندرس تنفيذ نظام يتطلب من الطلاب استخدام معدات رياضية كـ'تذكرة' لاستخدام التكنولوجيا خلال الاستراحات، مما يعزز النشاط البدني واستخدام التكنولوجيا بشكل مسؤول."
فلاتر لحظر مواقع التواصل الاجتماعي
وأكد مدراء المدارس أيضاً أن الشبكات المدرسية تحتوي على فلاتر قوية تمنع الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي، مما يساعد على تقليل المشتتات وحماية الطلاب من المحتوى غير المناسب.
قالت جونسون: "نقوم بمراقبة وتحديث هذه الفلاتر باستمرار، مع إضافة مواقع جديدة إلى القائمة المحجوبة حسب الحاجة. بينما نثني على استخدام التكنولوجيا خلال الاستراحات، فإن فرض ذلك قد يكون تحدياً لأن الطلاب غالباً ما يستخدمون أجهزتهم للقراءة وأغراض تعليمية أخرى. بدلاً من مراقبة الأجهزة بشكل مكثف، نوجه الطلاب حول كيفية استخدامها بحكمة وبطريقة مثمرة."
تعاون بين المنزل والمدرسة
تعقد بعض المدارس في دبي جلسات منتظمة للآباء لمناقشة القضايا المتعلقة باستخدام التكنولوجيا في المدارس مع التربويين. وقد أوضحوا أن الشراكة القوية بين المنزل والمدرسة كانت أكثر فعالية من فرض "الحظر الكامل".
قال "سيمون هيربرت"، مدير المدرسة والرئيس التنفيذي لمدرسة جيمس الدولية - الخيل: "يُسمح لطلابنا في المرحلة الثانوية بإحضار الهاتف إلى المدرسة، والاحتفاظ به إما في خزانتهم أو في حقيبتهم المدرسية. وهذا يعني أنه لا ينبغي استخدام الهاتف أثناء اليوم الدراسي. بعد المدرسة، إذا احتاج الطالب إلى الاتصال بالمنزل (أو العكس)، فلديه وسيلة للقيام بذلك. ولا يُنصح باستخدام الهواتف في المدرسة الابتدائية، كما هو مذكور في دليل العائلات لدينا".
وبالنسبة للأجهزة الأخرى، أكد مدراء المدارس أن أجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية تُعتبر مجرد وسيلة لتحقيق غاية، وليست الغاية في حد ذاتها.
وأضاف "هيربرت": "التكنولوجيا أداة قوية، ولكن يجب على جميع المعلمين تقديم مبررات لاستخدام التكنولوجيا في الدروس. يمكن للتكنولوجيا أن تعزز الدرس بشكل كبير، من خلال المنصات والموارد والتفاعل والتحدي المعرفي، ولكن لا ينبغي لنا أبداً الاعتماد على التكنولوجيا لمجرد استخدامها. إن التخطيط الجيد مع المعلمين هو الأساس".