الإمارات: ارتفاع تكاليف المخيمات الشتوية يقلق أولياء الأمور
أعرب أولياء الأمور في الإمارات العربية المتحدة عن قلقهم إزاء ارتفاع تكاليف المخيمات الشتوية لأطفالهم، حيث تصل تكلفة بعضها إلى 1100 درهم في الأسبوع، لكنها لا تعمل إلا لبضع ساعات كل يوم.
مع إغلاق المدارس في البلاد لمدة ثلاثة أسابيع خلال العطلة الشتوية من 16 ديسمبر 2024 إلى 5 يناير 2025، تستكشف العديد من العائلات خيارات مختلفة للمخيمات. ومع ذلك، فإن التكاليف المرتفعة لهذه المخيمات دفعت بعض الآباء إلى التفكير في حلول بديلة، مثل أخذ إجازة من العمل لرعاية أطفالهم بأنفسهم.
وفي حديثها لصحيفة خليج تايمز ، قالت "نيها بهاجوات" إنها تفكر في إرسال ابنها الأصغر إلى معسكر كرة قدم. ومع ذلك، لا تزال غير متأكدة مما إذا كان الأمر يستحق التكلفة، خاصة وأن لديها بالفعل طفلًا أكبر سنًا في المنزل.
"أفكر في إرسال ابني الأصغر الذي يدرس في السنة الرابعة إلى معسكر كرة القدم التابع لـ ISM، لكن تكلفة المعسكر الأسبوعي تبلغ 780 درهماً إماراتياً، لكن معظم خيارات المعسكرات تتراوح تكلفتها بين 1000 و1100 درهم إماراتي في الأسبوع"، كما قالت.
وأضافت : "عندما يكون لديك أكثر من طفل، فمن الصعب أن تقرر ما إذا كان الأمر يستحق المال أم لا. ومع ذلك، فإن ابني الأكبر الذي يدرس في الصف الثامن لن يحضر أي معسكر هذا العام. وبدلاً من ذلك، سوف يدرس في المنزل ويقضي وقتاً مع الأصدقاء في الحي".
أريد أن أبقي الأطفال مستمتعين
وأشارت نيها إلى أن "الاصطحاب بعد الظهر من هذه المعسكرات قد يشكل تحدياً إضافيًا خلال يوم عمل مزدحم أو عند تنسيق نظام مشاركة السيارات، ولكن ترك الأطفال في المنزل بمفردهم مع المربية أثناء وجود الوالدين في العمل قد يؤدي إلى قضاء وقت طويل أمام الشاشات، حيث لا يستمعون دائماً إلى المساعدة، وهو ما يمثل مشكلة أخرى. لذلك، غالباً ما يكون إرسالهم إلى المعسكر هو الخيار الأفضل".
وأوضحت "سالي ماديسون"، وهي أم لطفلين، أن المعسكرات رغم أنها خيار ضروري للآباء العاملين، إلا أنها قد تكون باهظة الثمن. وقالت: "هذه المعسكرات باهظة الثمن، ولكن لسوء الحظ، فهي خيارنا الوحيد. أريد أن أبقي الأطفال مستمتعين، لأن البقاء في المنزل سيؤدي إلى الملل، مما يجعل من الصعب علي العمل".
وسلطت سالي الضوء على مجموعة متنوعة من الخيارات المحلية في منطقتها في المدينة المستدامة، مثل المعسكرات الرياضية والفنية ومعسكرات اللعب، حيث تتراوح الأسعار من 165 درهماً إماراتياً في اليوم إلى 715 درهماً إماراتياً في الأسبوع لطفل واحد. وأشارت إلى أن "التكلفة بالنسبة لطفلين يمكن أن تصل بسرعة إلى ما يقرب من 1500 درهم إماراتي في الأسبوع". وفي حين تقدم معسكرات مثل معسكر PlayPoint في مركز محلي للألعاب الناعمة خصماً للأشقاء، لا تزال سالي تجد صعوبة في تبرير التكلفة، خاصة بالنظر إلى ساعات العمل الأقصر مقارنة بجداول المدارس.
وأضافت المغتربة البريطانية: "تبدأ المعسكرات عادة في الساعة التاسعة صباحًا بدلاً من الثامنة صباحًا، مما يقلل من الوقت المتاح. في بعض الأحيان تتساءل عما إذا كان من الأفضل إرسالهم إلى المعسكر أو مجرد أخذ إجازة والاعتناء بهم بنفسك. ومع ذلك، عندما تخرج، ينتهي بك الأمر إلى إنفاق المال، لأنهم يريدون دائماً القيام بأنشطة".
وذكرت أيضًا أنه على الرغم من أن العديد من المعسكرات تقدم ترفيهًا جيدًا، إلا أن الأنشطة غالبًا لا تتوافق مع التركيز المعلن عنه. وقالت: "اخترت معسكرًا رياضيًا معتقدة أنهم سيتعلمون الرياضة، ولكن عندما عادوا إلى المنزل، أخبروني أنهم يرسمون ويلعبون لعبة المطاردة. كنت أتوقع المزيد من التنظيم، خاصة عندما أدفع مقابل معسكر يركز على الرياضة".
مجموعة متنوعة من المعسكرات يقودها محترفون
وعلى الرغم من المخاوف المتعلقة بالتكلفة، يرى بعض الآباء أن تنوع خيارات المعسكرات في دبي يشكل جانباً إيجابياً من العروض التي تقدمها المدينة. وسلطت "إيلينا تاتارتشوك"، وهي مهاجرة روسية تعيش في دبي منذ ست سنوات، الضوء على مجموعة واسعة من المعسكرات المتاحة لمختلف الاهتمامات والفئات العمرية. وأشارت أيضاً إلى أن الآباء هنا محظوظون لأنهم يستطيعون الوصول إلى معسكرات مصممة لتناسب كل طفل من حيث العمر ومستوى المهارة، بقيادة متخصصين من ذوي الخبرة.
وتفكر إيلينا في تنظيم عدة معسكرات لأطفالها، بما في ذلك معسكر الفنون الإبداعية في أولي أولي بالإضافة إلى معسكر متعدد الرياضات في مدرسة صنمارك ومعسكر فيت ريبابليك في سبورتس سيتي.
ووجدت إحدى المقيمات في قرية جميرا أن معسكر مدرسة سنمارك، الذي تبلغ تكلفته 700 درهم في الأسبوع لبرنامج نصف يوم، يوفر توازناً جيداً بين القدرة على تحمل التكاليف والجودة. وأشارت إلى أن "الأطفال يستمتعون بالترفيه والتواصل الاجتماعي ويتعلمون مهارات جديدة لمدة تتراوح بين خمس إلى ست ساعات يومياً".
وتحرص إيلينا بشكل خاص على تسجيل أطفالها، الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و7 أعوام، في المخيم، حيث أكدت أنه يوفر بديلاً منتجًا لوقت الشاشة في المنزل. "يحظى الأطفال برعاية جيدة ويقضون وقتًا رائعًا". بعد أسبوع واحد من المخيم، تخطط إيلينا لأخذ عائلتها في رحلة لبقية العطلات. وأضافت: "كانت تجربتي مع المخيمات في دبي إيجابية للغاية وأشعر بوجود مجموعة متنوعة من الخيارات المتاحة، من الرياضة إلى الفنون الإبداعية، التي تلبي اهتمامات مختلفة".