92%من المقيمين بالإمارات يفضلون المنتجات المحلية

كشفت دراسة في دولة الإمارات أن نحو ستة من كل 10 أو 58 في المائة من العملاء قالوا إنهم مهتمون أكثر بشراء احتياجات المنزل من تجار التجزئة الذين يقدمون خصومات، وأن 92 في المائة يبحثون عمداً عن الفواكه والخضروات المنتجة في الدولة.

وتستند هذه المعلومات إلى أحدث استطلاع بعنوان "خريطة تصورات العملاء" الذي أجرته شركة "أوليفر وايمان" والذي يتتبع تصورات العملاء وعاداتهم المتعلقة بالاستهلاك في قطاع البيع بالتجزئة (البقالة). ويقول التقرير إن السوق في الإمارات "قد نضج وأصبح لدى العملاء تفضيلات مختلفة مقارنة بأقرانهم في أسواق دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، مما يخلق تحديات وفرص على حد سواء".

وهذا يعني أن تجار التجزئة في الدولة الإمارات "يتم دفعهم إلى تمييز أنفسهم إما من خلال تقديم قيمة إضافية أو عروض استثنائية - مع وجود استثناءات نادرة تنجح في تحقيق التوازن بين الاثنين - والقدرة على المنافسة".

وقالت "مريم أوريبيلا"، المقيمة في دبي والتي لديها أسرة كبيرة، لصحيفة خليج تايمز إنها تبحث دائماً عن المتاجر الكبرى التي تقدم خصومات كبيرة. "أنا أبحث عن العروض الترويجية. في بعض الأحيان أحصل على زيت الطهي بسعر أرخص بنسبة 30 في المائة من سعر المتجر (أ)؛ وأشتري الأرز والبقول والدقيق بخصم 20 في المائة من المتجر (ب)؛ وفي الأسبوع التالي، أعود إلى المتجر (أ) لشراء سلع أخرى بأسعار أقل".

وأضافت: "الأمر أشبه بلعبة "المزج والمطابقة" - فأنت تشتري سلع بقالة مختلفة من تجار تجزئة مختلفين يقدمون خصومات، وتحصل على قيمة أكبر مقابل أموالك".

ولا تقتصر الزيادة في المبيعات على المتاجر التقليدية التي تعرض سلعاً بأسعار مخفضة. قال أحد السكان: "تحتوي بعض المتاجر البيع عبر الإنترنت على قسم "تخفيضات تفريغ المخزون". تحتوي على الحليب والخبز والدجاج والأسماك وما إلى ذلك بفترة صلاحية محدودة وتُعرض دائماً بخصم يتراوح بين 40 إلى 50 في المائة. في أحد الأيام، حصلنا على دجاج بخصم 50 في المائة وكان هذا هو عشائنا".

التخصيص أمر أساسي

ومن النتائج الرئيسية الأخرى التي توصل إليها الاستطلاع أن التخصيص - أو تصميم خدمة أو منتج لاستيعاب أفراد محددين - يمثل فرصة للتميز في سوق الإمارات ، حيث قال أكثر من 70% من المشاركين في الاستطلاع أنهم مهتمين بالعروض المخصصة.

وأشار "ألكسندر بوهل"، شريك التجزئة والمستهلك في شركة أوليفر وايمان من ألمانيا: "إن مجموعات السوبر ماركت الكبرى التي من المرجح أن تزدهر هي تلك التي يمكنها الابتكار بشكل أفضل وتمييز نفسها عن منافسيها".

وأضاف: "إن إحدى النتائج الرئيسية التي توصلت إليها الدراسة: أنه بالمقارنة مع الأسواق الغربية، فإن المستهلكين في دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر تنوعاً من حيث الخلفية الثقافية والقوة الشرائية واللغات المستخدمة. وبالنسبة لتجار التجزئة، فإن هذا يفتح فرصة مهمة للتميز من خلال التخصيص".

وأوضح أيضاً: "إن تمكين المستهلكين من الوصول إلى المنتجات والعروض الترويجية الأكثر ملاءمة لهم يمكن أن يحقق ميزة كبيرة في السوق. وفي هذا السياق، تلعب برامج الولاء دوراً حيوياً. وفي الوضع المثالي، يرى العميل هذه البرامج كرفيق موثوق به أثناء التفاعلات اليومية في مساحة تمتد إلى ما هو أبعد من كونه بائع التجزئة الذي يمتلك البرنامج".

وأضاف أن "الاستطلاع وجد أن 60% من المشاركين في الإمارات أعربوا عن اهتمامهم بالحصول على المزيد من الخدمات من خلال برامج الولاء، حيث تعد المأكولات والمشروبات والمدفوعات وخدمات الرعاية الصحية الخيارات الأكثر إثارة للاهتمام. بالإضافة إلى ذلك، من المرجح بشكل كبير أن يشارك المستهلكون في الإمارات البيانات لتمكين مثل هذه البرامج، مقارنة بالمستهلكين الأوروبيين".

دعم المنتجات المحلية

ووفقاً للاستطلاع نفسه، فإن 92% من العملاء يبحثون عمداً عن الفواكه والخضروات المنتجة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهذه علامة جيدة على جهود الحكومة لدعم الإنتاج المحلي وتعزيز القطاع الزراعي لتمكين الأمن الغذائي المحلي.

وبحسب وزارة التغير المناخي والبيئة، فإن الإنتاج المحلي من الخضار يلبي حاليا أكثر من 20 في المائة من إجمالي الطلب المحلي، ويمثل الخيار 80 في المائة من الإنتاج.

وأشارت الوزارة إلى أن هناك نحو 38 ألف مزرعة عاملة بالدولة، ويبلغ إجمالي إنتاج الخضروات حوالي 156 ألف طن سنوياً، وإنتاج الفاكهة حوالي 200 ألف طن.