شارك أكثر من 39,000 طالب وطالبة من جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة في مقياس حمدان للمواهب. تُحدث هذه المبادرة الوطنية الرائدة نقلة نوعية في كيفية اكتشاف ودعم ألمع العقول الشابة في الدولة. يستخدم البرنامج، المُطبق في المدارس الحكومية والخاصة، إحدى أكثر الأدوات العلمية تطوراً في العالم العربي لاكتشاف المواهب.
وقالت الدكتورة مريم الغاوي، مديرة مركز حمدان بن راشد آل مكتوم للموهبة والابتكار: "منذ بداية عام 2025، تم تقييم ما يقرب من 9000 طالب من خلال البرنامج الوطني لاكتشاف المواهب، مما أدى إلى اكتشاف أكثر من 400 طالب موهوب. وتؤكد هذه النتيجة دقة وكفاءة المقياس، وتعزز تطوير برامج مصممة خصيصاً لدعم هذه الفئة المتميزة من المتعلمين".
حتى الآن، تم رصد أكثر من 2000 طالب موهوب، والعديد منهم مسجلون الآن في مسارات دراسية متخصصة مدعومة بالإرشاد من قبل الخبراء، ومختبرات الابتكار، والتعلم القائم على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بما يتماشى تماماً مع الرؤية الطموحة لدولة الإمارات العربية المتحدة للمستقبل.
مشيرة إلى أنه "يعتبر من أحدث الأنظمة للتعرف على الموهوبين والمتفوقين في الوطن العربي".
وأوضحت أن الاختبار هو أداة تم تطويرها علمياً لرصد الطلبة الموهوبين في الصفوف من الرابع إلى الثاني عشر. ويجمع هذا الاختبار، الذي أطلقته مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم، بين الأبحاث الدولية والقيم الثقافية والتعليمية المحلية، ويقدم تقييماً شاملاً للقدرات الفكرية والأكاديمية والإبداعية للطلبة.
طريق نحو النمو
يُتاح للطلاب الذين يجتازون الاختبار فرصة الالتحاق ببرامج إثرائية متقدمة تُركز على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) والفنون. تتجاوز هذه البرامج المنهج الأكاديمي التقليدي، وتشمل مختبرات الابتكار، والمسابقات الوطنية والدولية، والتوجيه من الخبراء، وتجارب التعلم العالمية. تُولي هذه المبادرة الأولوية لتنمية التفكير النقدي والقيادة والإبداع، مما يُهيئ الطلاب ليصبحوا مساهمين رئيسيين في منظومة الابتكار في دولة الإمارات العربية المتحدة.
عملية الاختيار
وأوضحت الغاوي أن عملية التعرف على الطلبة الموهوبين والمتفوقين تتكون من ثلاث مراحل رئيسية:
1. الترشيح: يمكن ترشيح الطلاب من قبل مدارسهم أو التقديم مباشرة عبر موقع المؤسسة.
2. التقييم: يكمل المرشحون سلسلة من التقييمات التي تقيس القدرات المعرفية والإبداع والأداء الأكاديمي.
3. الاختيار: يتم اختيار الطلاب الذين يستوفون معايير الموهبة من أجل التطوير والدعم على المدى الطويل.
وأضافت أن "هذه العملية تضمن العدالة وإمكانية الوصول، وتغطي المدارس الحكومية والخاصة في جميع أنحاء الإمارات السبع".
متاح لجميع الجنسيات
تماشياً مع الرؤية الشاملة لدولة الإمارات في مجال التعليم، يرحّب البرنامج بالمشاركين من جميع الجنسيات. ومنذ انطلاقه في عام 2017، قام بتقييم أكثر من 39,000 طالب، ورصد أكثر من 2,200 موهوب. وتهدف المؤسسة إلى اكتشاف 5,000 طالب موهوب بحلول عام 2030.
المشاركة في برامج الإثراء مجانية. تُقام الأنشطة في عطلات نهاية الأسبوع، أو خلال العطلات المدرسية، أو خلال الزيارات المدرسية، وتتطور تدريجياً على مدار ثماني سنوات، مما يضمن نمواً مستداماً.
يتجاوز تأثير البرنامج الطلاب، إذ يشمل تدريباً متخصصاً للمعلمين، وحملات توعية للأسر، وشراكات مع المدارس لخلق بيئات تُقدّر المواهب وترعاها. ومن خلال ترسيخ ثقافة وطنية تُقدّر المواهب، تدعم المبادرة بشكل مباشر التحول التعليمي في دولة الإمارات، وتساهم في تحقيق أهداف رؤية الإمارات المئوية 2071.
شاهد: الشيخ حمدان يحقق حلم دبي لطفلة في التاسعة من عمرها تعاني من السرطان