الشيخ راشد. الصورة: ملف وام
مرت خمسة وثلاثون عاماً على وفاة المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، باني دبي. ومع ذلك، لا يزال إرثه خالداً، بدءاً من بناء مطار دبي الدولي الضخم وصولاً إلى مركز دبي التجاري العالمي الشهير.
حكم الشيخ راشد الإمارة من عام 1958 حتى وفاته في 7 أكتوبر 1990. وخلال تلك السنوات التأسيسية الحاسمة من عمر الدولة، تقدمت الإمارة بسرعة من منطقة فقيرة اقتصادياً إلى منطقة شهدت طفرة تنموية مع إنشاء الطرق والمطار والميناء البحري.
تابع آخر الأخبار. تابع KT على قنوات واتساب.
في عام 1960، وقبل توحيد الإمارات، فُتح مطار دبي الدولي أبوابه وسط أرض قاحلة. وقد شُيّد بناءً على أوامر من الشيخ راشد، الذي أشار إلى غياب السفر الجوي المباشر إلى مدينته. اليوم، يقف المطار الضخم كواحد من أكثر المطارات ازدحاماً واتصالاً في العالم، مستقبلاً 92.3 مليون مسافر في عام 2024 وحده.
عندما وضع الشيخ راشد خطط بناء مركز دبي التجاري العالمي في منطقة كانت تعتبر آنذاك نائية عن دبي، سادت حالة من التشكيك. ولكن بمرور الوقت، اكتسبت المنطقة بسرعة سمعة كونها مركزاً تجارياً، وتستضيف اليوم مؤتمرات وفعاليات ومعارض رئيسية. بُني البرج في عام 1979 تحت اسم "برج الشيخ راشد"، وكان في وقت ما أطول مبنى في الإمارات، وأول ناطحة سحاب فيها.
تولى الشيخ راشد أيضاً مشروع بناء ميناء بحري. كان ميناء راشد مرفأً كبيراً دعم اقتصاد دبي والإمارات بطرق لا يمكن تصورها. فقد أراد حاكم دبي الراحل أن يجذب انتباه الشركات ورجال الأعمال من جميع أنحاء العالم ليصبح الجسر التجاري بين الشرق والغرب. تم افتتاح الميناء في عام 1972، وطمح الشيخ راشد إلى زيادة موارد دولته وشجّع خطوط الشحن الدولية على القدوم إلى دبي.
بجوار ميناء راشد تقع أحواض دبي الجافة، وهي أكبر منشأة أحواض جافة في الخليج. الحوض الجاف هو منطقة يمكن للسفن والقوارب الدخول إليها عندما تكون ممتلئة بالماء ثم تُفرّغ للسماح بالصيانة والإصلاح. نشأت فكرة أحواض دبي الجافة في عام 1971، ولكن تم الانتهاء منها بعد 12 عاماً في عام 1983. تمتد المنشأة على مساحة 200 هكتار وتضم خمسة أحواض، يمكنها التعامل مع أكبر سفن العالم.
تحت قيادته، قام الشيخ راشد بتوسعة خور دبي، وهو ممر مائي حيوي في قلب المدينة، وكان له تأثير كبير في تعزيز دور دبي في التجارة. أدرك حاكم دبي الراحل أهمية تنويع الاقتصاد، ولذلك بذل جهوداً كبيرة لتحفيز قطاعات التجارة والسياحة والخدمات.
يُعد نفق الشندغة، الذي يربط أحياء ديرة والراس والشندغة، نفقاً طريقاً مهماً بالقرب من خور دبي. إنه أقدم نفق يتم بناؤه في دبي وكان أحد أوائل الممرات الرئيسية التي ربطت المنطقتين، وهما منطقتان تجاريتان رئيسيتان. تم افتتاح النفق في عام 1975، بحضور الشيخ راشد والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، حاكم قطر السابق.
سُمي على اسم حاكم دبي الراحل، ويُعد مستشفى راشد واحداً من أكثر المستشفيات ازدحاماً في المنطقة. تأسس المستشفى في عام 1973، ويشتهر بخدمات الرعاية المتخصصة في الإصابات والطوارئ. وفي عام 2016، أُطلق عليه لقب أكبر مستشفى في الإمارات.
لقد وضع الشيخ راشد الأسس التي بُنيت عليها نهضة دبي الحديثة، تاركاً وراءه إرثاً قيادياً تميز بالحكمة والقرارات الجريئة التي سرّعت وتيرة التقدم.