يوسف أبوحطب من دبي إلى غزة وتوثيق روح الفلسطينيين العصية على الإنكسار
في ظروف مختلفة، كان الغزّي يوسف أبو حطب سيذهب إلى المدرسة في دبي ويناقش كرة القدم مع أصدقائه.
وبدلاً من ذلك، يشارك الشاب البالغ من العمر 16 عاماً حياته اليومية التي يعيشها في ظل حرب مدمرة ووقف إطلاق نار هش مع شقيقه عبد الرحمن أبو حطب عبر الإنترنت.
ورغم ما مر به من أهوال لا يمكن تصورها، فإنه يواصل تسليط الضوء على صمود شعبه، ويظهر الروح الفلسطينية التي لا تقهر.
"هناك مقولة غزية شهيرة تقول: "اضحك، ستموت غدًا"، وهذه هي الطريقة التي أتعامل بها مع هذه الحرب"، هكذا قال يوسف لصحيفة "خليج تايمز ". "لماذا نحزن، إذا لم يكن هناك حقًا أي فائدة من وراء ذلك؟"
بدأ يوسف وشقيقه عبد الرحمن في توثيق حياتهما وسط الحرب. ومنذ ذلك الحين، جمعا أكثر من نصف مليون متابع، حيث ينشران مقاطع فيديو "يوم في الحياة"، من شحن الأجهزة باستخدام الألواح الشمسية، إلى السفر لعدة كيلومترات للحصول على كيس من الدقيق .
عندما سُئل كيف يتمكن من نشر الإيجابية في مواجهة المصاعب، قال: "لماذا أقضي بقية أيامي في الحزن؟ أفضل أن أقضيها بالأمل والقوة في أن تشرق أيام أفضل".
وُلد يوسف في الإمارات وعاش فيها حتى سبتمبر/أيلول 2021، حين انتقل إلى غزة مع والدته وشقيقيه، بينما بقي والده هناك للعمل. وأضاف أن قصته الفريدة هي التي عززت صوته.
وكان من المقرر أن يغادر يوسف غزة في مايو/أيار 2024، إلا أن المعبر أغلق قبل أيام قليلة من سفره، ما تركه وعائلته عالقين في غزة حتى يومنا هذا.
وبحسب قوله، من المتوقع إعادة فتح المعبر خلال أسابيع قليلة. وقال إنه متحمس للعودة إلى الإمارات والالتقاء بأصدقائه القدامى. ويعد معبر رفح نقطة الدخول والخروج الوحيدة بين فلسطين ومصر، والتي شهدت إغلاقات متعددة منذ 7 أكتوبر 2023.
بعد الهدنة
وقال يوسف إن الوضع في قطاع غزة تحسن بشكل ملحوظ بعد وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير 2025، من انخفاض الأسعار إلى توقف القتال. وأضاف: "أستطيع الآن أن أسير خارج المنزل دون أن أقلق من غارة جوية تودي بحياتي". وأضاف أن سعر كيلو السكر كان 40 درهما في السابق، وأصبح 5 دراهم بعد وقف إطلاق النار.
بعد 471 يوما من الحرب، وعدت إسرائيل النازحين في غزة بالعودة إلى ديارهم، بموجب اتفاقات وقف إطلاق النار التي توسطت فيها قطر ومصر والولايات المتحدة. لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قال إن إسرائيل ستمنع الفلسطينيين من عبور ممر نتساريم، وهي منطقة احتلال أقامتها قوات الدفاع الإسرائيلية.
وحتى تفتح الحدود، يأمل يوسف في مساعدة سكان غزة الآخرين من خلال توزيع طرود المساعدات. وفي يوم واحد فقط، تمكن يوسف من رفع الوعي بين متابعيه على إنستغرام وتوفير ملابس دافئة لـ 134 طفلاً.
وأضاف أنه يأمل في توثيق المزيد من حياته في غزة قبل إخلائها، حيث يقوم بتحميلها "كذكريات".