على مدى الأيام القليلة الماضية، جرفت مياه البحر أعداداً كبيرة من السلاحف البحرية إلى شواطئ دبي بسبب الرياح العاتية ودرجات الحرارة المنخفضة. وقد دفع هذا مشروع محمية إعادة تأهيل السلاحف إلى إطلاق نداء استغاثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يطلب من مرتادي الشاطئ الإبلاغ على خط الإنقاذ الخاص بهم إذا عثروا على سلاحف عالقة. كما حث المشروع السكان على "أن يمشوا على طول الشاطئ إذا سنحت لهم الفرصة".
وأكدت إدارة حماية البيئة في دبي أن المنشأة تتلقى العديد من المكالمات. وجاء في البيان الذي نشرته صحيفة خليج تايمز : "نتلقى حالياً عدداً كبيراً من المكالمات المتعلقة بالسلاحف البحرية التي تحتاج إلى الإنقاذ".
"لا تستطيع السلاحف البحرية - مثل الزواحف الأخرى - تنظيم درجة حرارة أجسامها، وفي أشهر الشتاء عندما تكون المياه أكثر برودة، تكون أقل نشاطاً، وقد تكون السلاحف الأصغر سناً عرضة للإصابة بالأمراض. عندما يكون البحر هائجاً، تنجرف السلاحف إلى الشاطئ وتصبح عالقة على الرمال.. على مدار اليومين الماضيين، ونتيجة للرياح القوية، قامت محمية إعادة تأهيل السلاحف برعاية 12 سلحفاة بحرية وهو أمر طبيعي تماماً في هذا الوقت من العام."
منذ إطلاقه في عام 2004، نجح برنامج محمية إعادة تأهيل السلاحف في العثور على آلاف السلاحف ورعايتها وإطلاقها في البحر. وفي كل مرة يتم فيها العثور على سلحفاة مريضة أو مصابة، يقوم الخبراء في المبادرة برعايتها حتى تستعيد صحتها ثم إطلاقها مرة أخرى في البحر.
وفي بيانها، نصحت محمية إعادة تأهيل السلاحف السكان بما يجب عليهم فعله إذا عثروا على سلحفاة مصابة أو عالقة. وقالت: "نطلب من أفراد الجمهور إخراج السلحفاة من الماء، ولفها بمنشفة مبللة".
"لا تقم بإزالة أي من الكائنات الحية الدقيقة أو القشريات والمحاريات التي تنمو على أجسامها. فهذه الكائنات تتكتل وتتسبب في معاناة شديدة إذا تم إزالتها."
وطلبت الهيئة من المواطنين للاتصال بالخط الساخن المجاني المخصص (800TURTLE)، الذي هو (800 887853). وأضاف البيان: "يمكن لفريق محمية إعادة تأهيل السلاحف في جميرا أن يوجهك إلى الخطوات المناسبة للعناية بالسلحفاة البحرية حتى وصول الفريق."
"ونود أن نشجع الجميع على توخي الحذر على الشواطئ والإبلاغ عن أي سلاحف بحرية تقطعت بها السبل أو تعرضت لخطر أو إصابة على الفور حتى يمكن اتخاذ الخطوات اللازمة لرعايتها في مرافق مركز رعاية السلاحف البحرية المخصصة في جميرا برج العرب وجميرا النسيم."
قالت ساديا أنور، المقيمة في دبي، إنها ستتوجه إلى الشاطئ صباح الخميس وتبحث في المنطقة عن السلاحف العالقة. وأضافت: "أنا من رواد كايت بيتش بانتظام ورأيت المنشور الذي نشرته محمية إعادة تأهيل السلاحف على وسائل التواصل الاجتماعي".
"سأتوجه إلى الشاطئ لأرى ما إذا كان بإمكاني العثور على أي سلاحف تقطعت بها السبل. أعتقد أنه من المهم أن نعتني كمجتمع بالحيوانات البحرية ونبذل قصارى جهدنا لضمان بقائها آمنة."
كانت ساديا، التي ترتاد الشاطئ بشكل منتظم، قد أنقذت في السابق حيوانات أخرى تقطعت بها السبل على الشاطئ وتأكدت من إعادتها إلى موطنها الطبيعي بأمان.
في مقابلة سابقة مع صحيفة خليج تايمز ، شارك متحدث باسم محمية إعادة تأهيل السلاحف سبب أهمية عدم إزالة الطحالب الموجود على أجسام السلاحف. قال المتحدث: "تحتوي هذه الطحالب على نهايات عصبية وفي بعض الأحيان يتم معها نزع بعض جلود السلاحف". "يمكن أن يسبب ذلك التهابات ثانوية في الجلد وهو مؤلم للغاية. لذلك، من المهم إبقاء السلاحف على منشفة مبللة أو مستوى منخفض من الماء. كما أن المياه العذبة مقبولة أسفل فتحتي الأنف".