

سواء كنت ترغب في قضاء يومك بإطعام الأفيال وحيوانات وحيد القرن، أو تفضل الجلوس في حافلة تواجه فيها وجهاً لوجه الفهود والأسود، فهناك عدة أسباب مشوقة لزيارة حديقة دبي سفاري.
وقبيل افتتاحها الرسمي في 14 أكتوبر، قدمت وجهة الحياة البرية والمحافظة على البيئة لمحة لما ينتظر الزوار في موسمها السابع، الذي سيقام تحت شعار "الحياة البرية تحكم".
افتتحت الحديقة للمرة الأولى في عام 2018، ونمت منذ ذلك الحين لتضم أكثر من 3000 حيوان من 300 نوع مختلف. وكما في الأعوام السابقة، ستضم الحديقة هذا العام ست مناطق رئيسية يمكن للزوار استكشافها سيراً على الأقدام أو عبر القطار المكوكي، وهي: الوادي، القرية الإفريقية، قرية المستكشف، السفاري الصحراوي العربي، القرية الآسيوية، ومزرعة الأطفال.
تُعد حديقة الحيوانات الأليفة المكان الذي يمكن للزوار، خاصة الأطفال، الاقتراب فيه من بعض الحيوانات. ففي حظيرة الماعز القزم، تُقدَّم أغصان صغيرة من الأوراق لمن يرغب في إطعام الحيوانات الودودة. وتسرع الماعز بالتجمع حول الشخص الذي يحمل الأوراق، فبعضها متحمس للحصول على أكبر قدر ممكن من الطعام، فيما يفضل البعض الآخر البقاء بعيدًا بخجل.
في أحد الحظائر، يُحتفظ بطائر الريا الأكبر — الذي يشبه النعامة بشكل لافت — برفقة بعض الأبقار. وبحسب المرشد السياحي عمر، فقد نشأت بين الحيوانين علاقة انسجام يتشاركان فيها المكان بسلام. وتُستخدم جلود طائر الريا في صناعة الجلود، ما جعله هدفاً للصيد المفرط، وأدى ذلك إلى إدراجه ضمن فئة "شبه المهددين بالانقراض".
في القرية الآسيوية، استرخى القِبّانان طارق وبانشو في حظيرتهما. وكانت بانشو متحمسة لدرجة أنها أطلقت أصواتاً غنائية مرتفعة. وشرح عمر قائلاً: "إنها سعيدة لأن الزوار عادوا إلى الحديقة بعد صيف هادئ". يُعد القِبّان من أمهر المتأرجحين على الأغصان، وهو أحادي التزاوج بطبيعته، ويمكنه اجتياز ما يصل إلى 55 كيلومتراً في الساعة بالقفز على الأغصان.
كانت الزرافتان مارا وإيمارا في منطقة الإطعام، بينما وُزعت الزرافات الأخرى في أجزاء مختلفة من الحديقة، وفقاً لما أوضحه عمر. تستهلك الزرافة الواحدة نحو 45 كيلوغراماً من الأوراق يومياً. ويمكن للزوار حجز تجربة لإطعامها ومشاهدة لسانها البنفسجي الطويل وهو يلتقط الطعام من أيديهم.
تُعد تجربة "سفاري المستكشف" من أبرز التجارب التي لا ينبغي تفويتها. إذ يتيح البرنامج للزوار الجلوس في حافلة مريحة تتجول داخل الحديقة المفتوحة لمشاهدة الحيوانات في بيئاتها الطبيعية. وقد جرى تصميم كل حظيرة بعناية لتوفير الأمان للحيوانات، مع الحفاظ على كثير من سلوكياتها الطبيعية.
كانت النمرة "إنديرا" أول من صادفناه خلال الجولة، إذ استلقت تحت الأشجار وهي تراقب بصمت حافلات السفاري أثناء مرورها. وأوضح عمر أن الحديقة تضم ستة نمور جميعها وُلدت فيها، أربعة منها ذكور واثنتان إناث، وتتميز بوجود بقع بيضاء خلف آذانها.
بحلول الوقت الذي وصلت فيه حافلة السفاري إلى منطقة الفهود، كانت الساعة تقترب من الخامسة مساءً، وهو الوقت الذي تنشط فيه الفهود "زيغ" و"زاغ" استعداداً للعب. ركض أحدهما بجانب الحافلة لمسافة عدة أمتار، ما أضفى على الجولة لحظة مثيرة للزوار. ويقول المرشد عمر إن موظفي الحديقة يخفون الطعام في أماكن متفرقة ليقوم الفهود بالبحث عنه، مما يساعدها على الحفاظ على غرائزها الطبيعية في الصيد.
يشكل وحيد القرن الأبيض الجنوبي أحد "الخمسة الكبار" من الحيوانات الإفريقية في الحديقة، وتشمل المجموعة أيضاً الأسود، والفهود، وجواميس الكيب الإفريقية، والفيلة الإفريقية.
تتميّز بشرة وحيد القرن بالحساسية الشديدة وقد تتهيج حتى من لدغات الحشرات الصغيرة. وقد طوّر علاقة تكافلية مع الطيور التي تنظف جلده من الطفيليات.
كانت الفيلتان "زولو" و"تينغو" تستمتعان بتناول وجبتهما في الحظيرة، بينما كان أصغرها "جينغا"، البالغ من العمر 14 عاماً، يلعب بمفرده في الجانب الآخر.
وبحسب المرشد عمر، يمكن للفيلة أن تكون "يمينية" أو "يسارية" بمعنى أن لديها جانباً مفضلاً لاستخدام خرطومها وأنابيبها. يحتوي خرطوم الفيل على أكثر من 60 ألف عضلة، ويُعتقد أن هذه الحيوانات تتمتع بقدرة على الإحساس بالعواطف والتعاطف. كما يمكن للزوار حجز فرصة لإطعامها.
يحمل هذا الموسم طابعاً تعليمياً تحت عنوان "حراس الحياة البرية"، الذي يُلهم العائلات والأطفال من خلال ورش عمل تفاعلية، وأحاديث عن الحياة البرية، وأنشطة تعليمية ترفيهية. ومن أبرز الفعاليات تقديم عرض مطوَّر لفقرة "مملكة الطيور الحية"، الذي يعد بتجربة تعليمية ترفيهية أكثر إبهاراً وغنى بالمعلومات.
تضم الحديقة هذا العام أيضاً عدداً من الحيوانات المولودة حديثاً أو الصغيرة في السن. فهناك مولود جديد في حظيرة حيوانات الليمور، كما أن الدب الآسيوي رُزق بصغيرين العام الماضي أُطلق عليهما "ديم" و"سوم".
تُفتح أبواب الحديقة في 14 أكتوبر من الساعة التاسعة صباحاً حتى السادسة مساءً. ويمكن للضيوف اختيار خدمة الدخول السريع للوصول السهل إلى أبرز التجارب، أو حجز جولة خاصة بإشراف مرشد سياحي لاستكشاف الحديقة في مجموعات صغيرة.