من الشارع إلى القلب.. حيوانات مشردة تجد في الإمارات بيوتاً تُعيد لها الحياة

يجد العديد من السكان حيوانات مهجورة ولا يستطيعون تجاهل محنتهم، بل يقدمون لهم الرعاية والمأوى المحب.
 الحمام المنقذ مع تيفاني ديكنسون.

الحمام المنقذ مع تيفاني ديكنسون.

تاريخ النشر

عندما عثرت تيفاني ديكنسون على حمامة صغيرة مترنحة تكافح للوقوف على أحد أرصفة دبي، لم تكن تعلم أنها على وشك أن تضم فردًا جديدًا إلى عائلتها. الطائر، الذي أسمته لاحقًا «بوتس»، كان يعاني فيروسًا عصبياً جعله ضعيفًا جدًا للبقاء في البرية.

بعد مرور عامين، تعيش بوتس في شقة مع تيفاني وشريكها، تطير لمسافات قصيرة داخل الغرفة، وتستحم ثلاث مرات أسبوعيًا، ولديها حتى حسابها الخاص على إنستغرام يحمل اسم @mybalconypigeons.

قصة بوتس ليست فريدة من نوعها. ففي مختلف أنحاء الإمارات، يجد الكثير من السكان الحيوانات المتروكة أو المصابة في صناديق كرتونية أو في مواقف السيارات أو حتى في مواقع البناء. وبعد عام أو اثنين، تصبح هذه الحيوانات — من القطط والكلاب الصغيرة إلى الحمام — جزءًا من عائلات لم تكن تنوي في البداية سوى مساعدتها ليوم واحد فقط.

تابع آخر الأخبار. تابع KT على قنوات واتساب.

تنحدر تيفاني من خلفية تطوعية في إنقاذ الحيوانات، إذ عملت مع جمعية تُعنى بإنقاذ الأنواع التي يتغاضى عنها الناس عادة — كالحمام والنوارس والبجع وغيرها. تقول: «لقد وقعت في حب الحمام». ففي أبريل 2022، وأثناء نزهة صباحية، لاحظت فرخ حمام صغيرًا لا يستطيع الطيران ولا يسير مع باقي السرب. وعندما أخذته إلى الطبيب البيطري، تبيّن أنه مصاب بفيروس عصبي يسبب له الدوار ويمنعه من الطيران أو الاعتماد على نفسه.

أعادت تيفاني الطائر إلى المنزل، ومنذ ذلك الحين أصبح فردًا من العائلة يعيش معها ومع شريكها. تقول: «إنها نظيفة جدًا ولها شخصية مميزة. إذا سمعت صوت الماء في الحمام، تُسرع لتستحم أولاً».
وترى تيفاني أن مشاهدة بوتس وهي تطير داخل منزلها تذكير بذاك القرار الإنساني الذي غيّر حياتها. تقول: «يعتقد الناس أن الحمام طيور قذرة، لكن الحقيقة أن البيئة هي التي تجعلها مريضة. بوتس علّمتني كم يُساء فهمها».

«من رعاية مؤقتة إلى عائلة دائمة»

عندما عادت شيرين زيمّو وزوجها من عطلة في يوليو الماضي، لم يتوقعا ما كان بانتظارهما أمام مبنى إقامتهما في منطقة أرجان. تقول شيرين: «عندما نزلنا من سيارة الأجرة، لاحظت قفص حيوانات أليف بجانب موقع بناء مقابل المبنى، اقتربت فوجدت بداخله قطّتين صغيرتين حديثتي الولادة، ومعهما علبة تونة مفتوحة».

رغم أنهما كانا يملكان قطتين في المنزل، لم يكن بإمكانهما تجاهل الموقف. تقول شيرين: «أنا عاشقة للحيوانات، ولم أستطع تركهما هناك، فأخذناهما معنا حتى نجد لهما حلاً».

في تلك الليلة، أبلغهم الطبيب البيطري الوحيد الذي كان مفتوحًا في المنطقة أن فرص نجاتهما ستكون أفضل في المنزل، فاشتريا حليبًا خاصًا للقطط الصغيرة وأعاداهما إلى شقتهما.

تصف شيرين الأسابيع التالية بأنها كانت «دورة مكثفة» في رعاية المواليد الجدد: «تعلمنا كيف نرضعهما بالزجاجة ونساعدهما على التبول والإخراج، لأنهما لا يستطيعان فعل ذلك بمفردهما في هذا العمر».

وبعد عام، أصبحت القطتان اللتان جُلبتا للمبيت ليلة واحدة فقط جزءًا من العائلة. تقول: «تعلّقنا بهما كثيرًا، وكذلك هما بنا، فأنا بالنسبة لهما الأم. لم أكن أعلم أنني قد أمتلك قططًا بهذه الحنية. إنهما تتبعاني أينما ذهبت، وتنامان بجانبي، وتطلبان القبل والاحتضان طوال الوقت. الأمر مؤثر جدًا».

«عادة إنقاذ تمتد لمدى الحياة»

أما نتاشا ديسوزا، المقيمة في دبي، فليست غريبة على فكرة إنقاذ الحيوانات. تقول: «كل الحيوانات الأليفة التي امتلكتها على مدار أكثر من ثلاثين عامًا — من كلاب وقطط — كانت حيوانات تم إنقاذها، لكل منها قصة مختلفة تمامًا. بعضها ودّعناه على مر السنين، لكنها بقيت معنا حتى أنفاسها الأخيرة».

أقدم قطتين لديها، «بوني» و«ميندي»، تبلغان الآن 15 عامًا، وتقول: «ولدتا من قطة كنت أطعمها في حينا القديم في ديرة». وعندما انتقلت العائلة إلى «دبي لاند» عام 2010، أحضرت معها الصغار الثلاثة الباقين على قيد الحياة، وتضيف: «منذ ذلك الحين بقي اثنان فقط — بوني وميندي — وهما الآن قطتان كبيرتان في السن، لكنهما سعيدتان وفي صحة جيدة».

أما القطة «روزي»، فكانت إنقاذها التالي أثناء جائحة «كورونا». تقول نتاشا: «كانت إحدى القطط التعيسة التي تُركت في الحي خلال الجائحة. رأيتها لأول مرة في يونيو 2020 وهي حامل، ولا أعلم كيف نجت من حرارة الصيف، أظن بعض الجيران كانوا يطعمونها».

وفي أوائل عام 2021، وجدت روزي طريقها إلى منزل نتاشا. «اكتشفت أننا نطعم القطط في المرآب، فظهرت عند باب المنزل ولم تغادره بعدها. أجرينا لها عملية التعقيم بعد أن اختفى صغارها، ويبدو أنها تعرّضت للإيذاء في وقت ما لأنها تعاني فتقًا، لكنها الآن بخير واندمجت مع القطتين الأخريين».

ثم جاءت «روبي» وصغيرتها «تون تون»، أحدث أفراد العائلة. قالت نتاشا: «روبي كانت أيضًا أنثى قطة تخلّى عنها أصحابها بعد أن حملت، وظهرت في فناء منزلنا مطلع عام 2023 وهي جائعة. أحد صغارها، تون تون، كان أذكاهم ولحق بها. جعلا من منزلنا موطنًا لهما، هما قطتان داخليتان وخارجيتان، لكنهما دائمًا تعودان للنوم داخل غرفتنا. إنهما بالفعل جزء من عائلتنا».

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com