من "الحلم الأمريكي" إلى "حلم دبي".. الكفاءات العالمية تختار الإمارات بديلاً لتأشيرة H-1B

قوانين هجـرة مرنة ونظام معيشة معفى من الضرائب يدفعان المهنيين نحو الاستقرار في الإمارات ويشعلان ازدهاراً غير مسبوقاً في سوق العقارات
من "الحلم الأمريكي" إلى "حلم دبي".. الكفاءات العالمية تختار الإمارات بديلاً لتأشيرة H-1B
تاريخ النشر

على مدى عقود، كانت تأشيرة العمل الأمريكية H-1B تُعَد بمثابة التاج الذي يتوّج المسيرة المهنية للمهنيين المهرة من جميع أنحاء العالم، ورمزًا لـ "الحلم الأمريكي". إلا أن المشهد قد تبدّل اليوم بشكل جذري؛ فبين الارتفاع الصارخ في تكاليف التقديم، والنظام العشوائي لـ "القرعة" الذي لا يضمن أي نتائج، وحالة عدم اليقين المتزايدة، دفع كل ذلك بالكفاءات العالمية إلى تحويل أنظارها والبحث عن آفاق جديدة بعيدًا عن الولايات المتحدة. وفي خضم هذا التحوّل، تبرز الإمارات العربية المتحدة كنجم ساطع، حيث لا تُغير هذه الهجرة مسارات المهنيين فحسب، بل تُشعل طفرة غير مسبوقة في سوق العقارات المزدهر في الدولة.

من H-1B  إلى الاستقرار الإماراتي

أصبحت عملية الحصول على تأشيرة H-1B مهمة شاقة أشبه ما تكون برهان عالي المخاطر. فنظام القرعة العشوائي يجبر أصحاب المؤهلات العالية على الدخول في سباق حظ لمجرد الحصول على فرصة للنظر في طلباتهم. كما أن الزيادات الأخيرة والكبيرة في رسوم التقديم رفعت الحاجز المالي إلى مستويات قياسية، مما جعل الأمر رهانًا مكلفًا للغاية على كل من الأفراد والشركات الراعية. في هذه البيئة المتقلبة، يجد ألمع العقول في العالم أنفسهم في حالة من الترقب والإحباط، الأمر الذي يفتح الباب أمام بدائل أكثر استقرارًا.

على النقيض تمامًا، نجحت الإمارات العربية المتحدة في ترسيخ مكانتها كمركز عالمي لاجتذاب الكفاءات . فالدولة، التي أدركت القيمة الاقتصادية الاستراتيجية لجذب المهنيين المهرة، قدّمت مجموعة واسعة من خيارات التأشيرات طويلة الأمد وسهلة الإجراءات. على سبيل المثال، تمنح تأشيرة الإقامة الذهبية المرموقة إقامة قابلة للتجديد لمدة عشر سنوات، تستهدف المستثمرين ورواد الأعمال والمواهب الاستثنائية. وبالمثل، توفر تأشيرة الإقامة الخضراء إقامة لمدة خمس سنوات للمهنيين المهرة، مع إلغاء شرط الارتباط بكفيل واحد. يعكس هذا النظام الحديث والواضح رؤية مستقبلية واستقرارًا تشريعيًا قلّما نجدهما في نظام الهجرة الأمريكي.

نمط حياة معفى من الضرائب

تتجاوز جاذبية الإمارات سهولة الإجراءات، فهي تقدم عرضًا مغريًا يجمع بين المزايا المعيشية والفرص المالية الواعدة. وتعتبر سياسة عدم فرض ضريبة على الدخل بمثابة حافز قوي، إذ تتيح إمكانات غير مسبوقة للادخار والاستثمار. وعندما تُضاف هذه الميزة إلى البنية التحتية المتطورة عالميًا، ومستويات الأمان العالية، والبيئة المتنوعة متعددة الثقافات في دبي، تتأكد مكانة الإمارات كوجهة مفضلة للمهنيين وعائلاتهم الباحثين عن جودة حياة راقية واستقرار طويل الأمد.

لقد أسهم هذا التدفق لرواد الأعمال والخبراء العالميين في إحداث طفرة قوية داخل قطاع العقارات الإماراتي. فالقادمون الجدد لا يكتفون بالاستئجار، بل أصبحوا مستثمرين فاعلين يضعون العقار في صميم خططهم المالية وحياتهم الجديدة في الدولة . وقد أدى ذلك إلى زيادة ملحوظة في الطلب على العقارات بمختلف أنواعها، بدءًا من الشقق الأنيقة في المناطق الحيوية مثل وسط مدينة دبي ومرسى دبي، وصولًا إلى الفلل العائلية الفسيحة داخل المجتمعات الهادئة.

خبرة متخصصة لربط المهاجرين بسوق دبي

الاتجاه واضح ولا يمكن إنكاره؛ حيث يُصنَّف المستثمرون الدوليون باستمرار بين أبرز المشترين في سوق العقارات بدبي، ومن المتوقع أن يزداد هذا الزخم مع استمرار التحديات في أنظمة الهجرة الأمريكية والغربية الأخرى. وقد انتبهت شركات العقارات والاستثمار لهذا التحوّل عن كثب. فشركات مثل NOVVI Properties تعمل على سد الفجوة، عبر تقديم استشارات عقارية ومالية مخصصة لعملاء دوليين متنوعين. ومن خلال مساعدة السكان الجدد على فهم سوق العقارات المحلي وإجراءات الشراء، تصبح هذه الشركات شريكًا حيويًا للراغبين في الاستثمار الناجح في الإمارات.

بالنسبة للمهنيين المهرة الذين يدرسون خيارات مستقبلهم، تقدم الإمارات بديلاً واضحًا ومجزيًا مقارنةً بنظام قرعة H-1B غير المضمون. إن سياساتها التأشيرية المرحبة، والمزايا الضريبية، ونمط الحياة الاستثنائي، وسوق العقارات المزدهر المدعوم بخبرات متخصصة، تجعلها الوجهة الأمثل لبناء مستقبل مزدهر. وبينما يتعقد "الحلم الأمريكي" التقليدي، يظهر "حلم دبي" كواقع ملموس، مستقر، وجذاب بشكل لا يُضاهى.

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com