حصلت الممرضة "نعومي أويو أوهيني أوتي"، وهي أم لثلاثة أطفال ومدافعة قوية عن الرعاية العادلة لمرضى السرطان، على جائزة أستر جارديانز العالمية للتمريض 2025 أثناء مراسم الحفل المقام في دبي يوم الاثنين.
نعومي، العاملة في مجال الرعاية الصحية العالمية من غانا، خطفت الأضواء برسالتها القوية: "أولويتنا الأولى الآن هي توحيد معايير التدريب، وهو أمرٌ مُلِحّ". وبينما دعت إلى ضرورة توحيد معايير تعليم التمريض، حثّت الكوادر التمريضية على تولي "أدوار قيادية".
"كل من يعمل في التمريض هو قائد. سواء أكان يقدم رعاية مباشرة أو يطالب بموارد أفضل، فإنه يتحمل مسؤولية مباشرة عن صحة المريض. القيادة ليست مجرد منصب، بل هي التزام بالمسؤولية، والنزاهة، والعمل الفعّال. إنها تعني الدفاع عن حقوق المرضى، وعن الزملاء، وعن النظام الصحي."
بدأت الممرضة نعومي مسيرتها المهنية في عام 2001، وأوضحت كيف شهدت بنفسها اختلالات في مستوى رعاية مرضى السرطان، مؤكدة أنها التزمت بمعالجتها من خلال التعليم، وحملات التوعية، والعمل على إصلاحات نظامية مستدامة.
وبالجائزة النقدية بقيمة 250 ألف دولار، المخصصة للمساهمات الاستثنائية للممرضة نعومي، سوف تعمل الآن على تعزيز جهودها، وتوسيع برامج التدريب، وتطوير أعضاء هيئة التدريس، وإلهام ممرضات المستقبل في جميع أنحاء القارة.
كما أوضحت أهمية الشراكات في هذه المسيرة، قائلة: "هناك العديد من الجهات التي تساهم بخبرات غنية، ورغم أننا أسّسنا بعض التعاونات مسبقاً، إلا أن شراكات جديدة في طور التشكّل، وكل منها يحمل فرصة لإحداث تأثير أكبر وأعمق".
على سبيل المثال، من خلال برنامجنا التدريبي التجريبي مع الجمعية الدولية للممرضات في رعاية مرضى السرطان، ساهمت إحدى المشاركات في وضع السياسات الوطنية من خلال المساعدة في تطوير مواد التوعية بسرطان الثدي. تغيير حقيقي، خطوة بخطوة.
وأوضحت في المستقبل أنها مستعدة للاستمرار في عملها حيث يمكنها التواصل بشكل مباشر مع الوزراء وصناع القرار الرئيسيين.
وقالت الممرضة، التي تسعى للحصول على درجة الدكتوراه في موضوع "الرعاية الداعمة للناجين من سرطان الثدي": "يجب أن نعمل على إدماجه ضمن السياسات الوطنية ومؤسسات التدريب. فهذه ليست مجرد فكرة طموحة، بل حركة مستمرة تهدف إلى التطوير، والتعليم، والتحوّل."
كما عزت نجاحها إلى زوجها الذي دعمها طوال رحلة تعلمها. وأضافت: "لم يكن الأمر سهلاً، لكن زوجي كان دائماً يدعمني".
"الممرضون هم نبض نظام الرعاية الصحية، كما قال الدكتور أزاد موبن ذات مرة. عندما يُتقن الممرضون عملهم، يعمل النظام بأكمله بكفاءة. وعندما يخطئون، فإن الجميع يشعر بالعواقب."
أحد الدروس التي تعلمتها من هذه الرحلة، وحتى من الجائزة، هو أهمية التوثيق والوضوح. المساءلة مهمة. مهما كان ما تفعله، انتبه له.
وفي الوقت نفسه، كان من أبرز ما في الحفل رسالة من الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الذي هنأ المرشحين النهائيين وأشاد بالتزام أستر دي إم للرعاية الصحية بدعم المساهمات الهامة للممرضات في جميع أنحاء العالم.
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش في دولة الإمارات العربية المتحدة:
"تُعدّ جائزة أستر جارديانز العالمية للتمريض منصة متميزة لتكريم واحدة من أنبل المهن وأكثرها تأثيراً في تاريخ الإنسانية، وهي مهنة التمريض. فالممرضون والممرضات هم بحق خط الدفاع الأول في أي نظام للرعاية الصحية، إذ يقدّمون الرعاية والراحة والأمل في أحلك اللحظات، ويجسّدون أسمى قيم الإنسانية من خلال تعاطفهم وخدمتهم المخلصة."
"في دولة الإمارات العربية المتحدة، ننظر إلى مهنة التمريض بفخر وامتنان، ونعترف بالجهود الدؤوبة لأولئك الذين يخدمون في هذا المجال الحيوي."
قال الدكتور آزاد موبن، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أستر دي إم للرعاية الصحية: "أعادت الممرضة نعومي أوهيني أوتي تعريف معنى أن تكون ممرضاً، ليس فقط كمقدمة رعاية، بل كمبتكرة وقائدة وصانعة تغيير. مساهماتها لا تُسهم في دعم المرضى فحسب، بل في منظومة الرعاية الصحية بأكملها، وترسي بها معياراً ذهبياً يُحتذى به".
وقالت أليشا موبين، المديرة الإدارية والرئيسة التنفيذية لمجموعة أستر دي إم للرعاية الصحية: "إن قصة نعومي هي تذكير قوي بالبطولة التي تتكشف كل يوم في المستشفيات والعيادات والمجتمعات في جميع أنحاء العالم."
تم اختيار الممرضين المتميزين من خلال عملية مراجعة صارمة أجرتها شركة "إرنست آند يونغ" بالتعاون مع لجنة الفرز ولجنة التحكيم العليا.
وقالت موبن: "نحن فخورون للغاية بتسليط الضوء العالمي على عملها، ومن خلالها، نكرم ملايين الممرضين الذين يعينون على تشغيل أنظمة الرعاية الصحية وتطور البشرية".