

نيش شيواك (يسار) مع يوج بعد التنظيف
بينما كان سكان منطقة المنخول يخلدون إلى النوم بعد ليلتين من الاحتفالات، باشر ثلاثة أشخاص من ذوي المبادرات الطيبة بتنظيف الحي الذي امتلأ بقايا الألعاب النارية التي أُطلقت احتفالاً بمهرجان ديوالي.
بعد الساعة الواحدة صباحاً من يوم 22 أكتوبر، بدأ المقيم في دبي نيش شيوك وصديقه يوغ بتنظيف المنطقة. وصادف أن مر أحد المارة، ويدعى عادل، فانضم إليهما، وبدأ الثلاثة في كنس الشوارع المحيطة بمسجد المنخول. وقد جمعوا مخلفات الألعاب النارية من أنابيب كرتونية وأغلفة بلاستيكية وأجزاء محترقة خلفها الاحتفال.
قال نيش: «عندما عدت إلى المنزل قرابة الساعة الثالثة فجراً في 21 أكتوبر، وجدت الشوارع مغطاة بالنفايات. كنت قد زرت صديقي بعد مشاهدة الألعاب النارية مع الجيران، وبحلول الوقت الذي عدت فيه، كانت المنطقة مليئة بالمخلفات».
وأضاف: «انزعجت من الفوضى، وقررت أن أتخذ خطوة، فقمت بنشر قصة على إنستغرام أعلنت فيها أنني سأقوم بتنظيف الشوارع مساءً ودعوت الآخرين للانضمام إليّ. نمت قرابة الخامسة صباحاً، وعندما استيقظت، شعرت بالدهشة — فقد كانت المنطقة نظيفة تماماً، إذ أن بلدية دبي كانت قد قامت بتنظيفها بحلول السابعة صباحاً».
وأعرب نيش عن إعجابه بسرعة استجابة السلطات قائلاً: «كان أمراً مذهلاً أن أرى مدى سرعة الجهات المعنية في تنظيف المكان. شعرت بالفخر، لكن في الوقت نفسه، أردت أن أقدم مساهمتي الخاصة».
وجاءت الفرصة في الليلة التالية. يقول نيش: «استمرت احتفالات ديوالي في 21 أكتوبر، ومعها جاءت ألعاب نارية أخرى ومزيد من المخلفات، فقررنا أنا ويوغ أنه حتى لو كان الوقت متأخراً، سنقوم بالتنظيف هذه المرة».
مجهزين بمكنسة وأكياس قمامة، بدأ الصديقان التنظيف بعد منتصف الليل. قال نيش: «لم نرغب في انتظار أحد، كان المكان هادئاً، فبدأنا الكنس حول المسجد».
وبينما كانا منهمكين في العمل، لاحظهما عادل وقال: "دعاني أساعدكما"، فانضم إليهما. «معاً قمنا بتنظيف المنطقة لأكثر من ساعتين»، أضاف نيش.
شاهد الثلاثة وهم ينظفون المنطقة:
بالنسبة لنيش، لم يكن الهدف لفت الأنظار أو التفاخر. قال: «هذه مخلفات نستخدمها جميعاً ونتركها وراءنا. الألعاب النارية ممتعة، لكن النفايات تبقى ما لم يقم أحد بجمعها. أردنا فقط أن نفعل ما بوسعنا».
وأعرب نيش عن أمله في أن يفكر الناس أكثر قبل رمي النفايات بعد الاحتفالات، قائلاً: «المهرجانات تعني الفرح والتقارب، وليس ترك النفايات خلفنا. إذا خصص كل واحد منا بضع دقائق للتنظيف، فسيحدث ذلك فرقاً كبيراً».
أنهى الرجال الثلاثة عملهم قرابة الساعة الثالثة صباحاً، وبحلول الصباح بدت الأرض والممرات بالقرب من مسجد المنخول نظيفة تماماً.