مقيمون يضحون براحة رأس السنة لخدمة المجتمع
في حين يستقبل معظم أنحاء العالم العام الجديد بالألعاب النارية والتجمعات العائلية والراحة المستحقة، يظل عدد لا يحصى من الأفراد ثابتين في مناصبهم، لضمان سير الخدمات الحيوية بسلاسة.
بالنسبة للبعض، إنها دعوة، وبالنسبة للآخرين، هي تضحية ضرورية لبناء مستقبل أكثر إشراقا.
بالنسبة لريم عبد الله، مدربة الحياة المتفانية، فإن يوم رأس السنة الجديدة ليس يوم عطلة على الإطلاق، بل هو أحد الأيام الأكثر أهمية في عامها.
وقالت: "بالنسبة للكثيرين، يرمز يوم رأس السنة الجديدة إلى الراحة والاحتفال، ولكن بالنسبة لي، فهو فرصة لمساعدة الناس على بدء عامهم بوضوح وهدف. إنه لشرف لي أن أرشد شخصًا ما في تحديد نغمة العام المقبل".
تعتقد ريم أن الطبيعة التأملية للعطلة تلهم الناس لاتخاذ خطوات عملية نحو تحقيق أهدافهم. وأضافت: "التدريب ليس مجرد وظيفة بالنسبة لي؛ إنه نداء. إذا احتاج شخص ما إلى التوجيه اليوم، فسأكون هناك لمساعدته على تصور واحتضان الحياة التي يريدها حقًا".
غالبًا ما تحمل جلساتها في العام الجديد طاقة خاصة. "يشعر الناس بموجة من الأمل والعزيمة في هذا اليوم. إنه لأمر لا يصدق أن نشهد دوافعهم ونساعدهم على تحويلها إلى خطوات قابلة للتحقيق. لهذا السبب لا أتوقف عن العمل في هذا اليوم. هذه هي طريقتي للاحتفال - من خلال مساعدة الآخرين على النمو".
يرى الصيدلي محمد عبادي (46 عاماً) أن رأس السنة الجديدة هو مجرد يوم آخر للوفاء بواجبه تجاه المجتمع. فبالنسبة له، يعني العمل ضمان صحة الناس ورفاهتهم، حتى في أيام العطلات.
وأوضح قائلاً: "الصحة لا تأخذ يوم عطلة، ولا يمكنني أن أفعل ذلك أيضًا. إن وجودي هنا في رأس السنة الجديدة يضمن حصول مرضاي على ما يحتاجون إليه عندما يكونون في أمس الحاجة إليه".
إن التزام محمد يتجاوز المسؤوليات الروتينية. يقول: "بينما يحتفل الآخرون، أركز على التأكد من أن أرففنا مليئة بالبضائع وأن مرضانا يحصلون على الرعاية اللازمة. هكذا أستقبل العام الجديد ـ بعزم وتصميم".
بالنسبة لمحمد، فإن العمل في ليلة رأس السنة يوفر أيضًا لحظات من التواصل مع الآخرين. "ستفاجأ بعدد الأشخاص الذين يأتون، ليس فقط من أجل العلاج ولكن لمشاركة قصصهم. في بعض الأحيان، مجرد الاستماع إليهم هو وسيلة للمساعدة"، كما قال. "إنه أمر مجزٍ بطريقته الخاصة".
بالنسبة لروز ماري، أمينة الصندوق الفلبينية البالغة من العمر 31 عامًا، فإن يوم رأس السنة الجديدة هو تجربة مريرة وحلوة في نفس الوقت. فهي تعمل بلا كلل لدعم أسرتها في الوطن، وغالبًا ما تضحي بلحظات الاحتفال من أجلهم.
"أفتقد قضاء رأس السنة الجديدة مع عائلتي في الوطن، لكن العمل اليوم يذكرني بالسبب الذي جعلني هنا - لتوفير احتياجاتهم وبناء مستقبل أفضل. سعادتهم تجعل الأمر يستحق العناء"، قالت.
ورغم التحديات، تجد روز ماري العزاء في الأفراح الصغيرة التي تصادفها في يومها. وتضيف: "أرى العملاء يحتفلون ويشاركون فرحتهم، وهذا يجعلني أشعر بالارتباط، حتى وإن كنت بعيدة عن المنزل. إنها طريقتي الصغيرة للمشاركة في روح العام الجديد".
بالنسبة لروز، أصبح العمل خلال العطلات أيضًا لحظة للتأمل. تقول: "في كل عام جديد، أفكر في أهدافي وأذكر نفسي بالأحلام التي أعمل من أجلها. هذا يجعلني أركز، حتى عندما يكون الأمر صعبًا".