32% من الشركات الخاصة تطبق حاليا العمل عن بعد
32% من الشركات الخاصة تطبق حاليا العمل عن بعد

مطالبات بساعات عمل مرنة لتخفيف العبء المالي لسالك ومواقف السيارات

العمل عن بعد يخفف الازدحام المروري وينعكس إيجاباً على مدخرات الموظفين والمزيد من الوقت الجيد مع عائلاتهم
تاريخ النشر

تتزايد الدعوات إلى العمل بساعات عمل مرنة مع زيادة التعرفة على رسوم سالك ومواقف السيارات في دبي العام المقبل. ولن يساعد العمل عن بعد في الحد من الازدحام المروري فحسب، بل سينعكس أيضاً على بعض المدخرات للموظفين، والمزيد من الوقت الجيد مع عائلاتهم.

وقال "مايكل دا كوستا"، المقيم في دبي منذ فترة طويلة: "نعم، هناك حاجة ملحة لمعالجة الازدحام المروري، ولكن مجرد زيادة الرسوم لن يكون الحل الأكثر فعالية"، مضيفاً: "إن التعرفة الجديدة لمواقف السيارات وسالك لن تؤدي إلا إلى زيادة العبء المالي على سائقي السيارات.

وأضاف دا كوستا، الذي يشغل أيضًا منصب مدير العلاقات العامة والإعلام في مجلس الأعمال الفلبيني في دبي والإمارات الشمالية، "تظل طرقنا مزدحمة خلال ساعات الذروة، حتى على الطرق البديلة. ولتخفيف الازدحام المروري حقًا، هناك حاجة إلى نهج أكثر شمولاً، مثل تنفيذ ساعات عمل مرنة ونماذج عمل هجينة للموظفين".

وتشكك "ريتشل فوسبيري"، وهي مقيمة أخرى في دبي منذ فترة طويلة ورئيسة العمليات في شركة "موجو" للعلاقات العامة، أيضاً في نظام التسعير المرن لسالك ومواقف السيارات الذي سيدخل حيز التنفيذ بحلول يناير ومارس من العام المقبل على التوالي.

وأضافت: "أنا شخصياً لا أستطيع تجنب ساعات الذروة لأنها تتزامن مع جداول عملي واجتماعاتي. وسأضطر إلى مغادرة المنزل خلال ساعات الذروة لتجنب تكاليف سالك الإضافية. ولكن إذا تمكنت من العمل من المنزل في بعض أيام الأسبوع أو الحصول على ساعات عمل مرنة، فيمكنني تعديل تنقلاتي اليومية. إن العمل من المنزل مرتين في الأسبوع يعد ميزة رائعة تساعد في التخفيف من بعض تأثير نظام التسعير الجديد".

مزايا سياسات العمل عن بعد

وفي الشهر الماضي، أصدرت هيئة الطرق والمواصلات ودائرة الموارد البشرية لحكومة دبي نتائج مشجعة للمسحين اللذين أجرتهما في وقت سابق من هذا العام حول ساعات العمل المرنة.

ويرى نحو 87% من موظفي حكومة دبي أن ساعات العمل المرنة تتوافق مع احتياجاتهم الشخصية، في حين يرى 89.4% أن هذه الساعات تعزز إنتاجيتهم. كما أظهر الاستطلاع أن 80.4% يعتقدون أن إنتاجيتهم أثناء العمل عن بعد تضاهي إنتاجيتهم في المكتب، بينما أفاد 90% بعدم وجود مشاكل في التواصل مع الزملاء أو المديرين.

وتشير نتائج الاستطلاعين إلى أن 32% من الشركات الخاصة تطبق حاليا العمل عن بعد، في حين أن 58% منها مستعدة لتوسيع هذه السياسات.

وفيما يتعلق بتقليل الازدحام المروري، قالت السلطات إن "تنفيذ ساعات العمل المرنة، مع نافذة بداية مدتها ساعتان، والعمل عن بعد - مما يسمح بأربعة إلى خمسة أيام عمل شهرياً - يمكن أن يقلل من وقت السفر في أوقات الذروة الصباحية عبر دبي بنسبة 30 في المائة".

وأكدت هيئة الطرق والمواصلات ودائرة الموارد البشرية في دبي أن القطاعين العام والخاص مدعوان إلى تبني هذه الممارسات لتقليل الازدحام المروري وتحقيق التوازن بين إنتاجية الأعمال وجودة الحياة.

وأكد مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي عبدالله علي بن زايد الفلاسي، أن نظام العمل عن بعد لم يعد جديداً، بل أصبح «جزءاً أساسياً» من الثقافة المؤسسية في أغلب الجهات الحكومية.

وأضاف أن بعض الشركات في دبي تسمح للموظفين بعدة أيام في السنة لاختيار العمل عن بعد، كما توفر بعض الجهات الحكومية مرونة في بدء العمل بين الساعة 6.30 صباحاً و8.30 صباحاً، ما يسمح للموظفين بتوزيع تنقلاتهم خلال ساعات الذروة الصباحية والمسائية، وبالتالي تسهيل الوصول والمغادرة من وإلى مكان العمل.

نعمة لكثيرين، ولكن ليس للجميع

في غضون ذلك، قال مسؤول كبير في إدارة الموارد البشرية لصحيفة خليج تايمز إن العمل من المنزل قد يكون نعمة لكثيرين، لكنه لا يناسب الجميع.

وأشارت "جوي إس. ديستور"، المديرة التنفيذية للموارد البشرية في شركة بن حمودة للسيارات ورئيسة شركة فيل إتش آر في أبوظبي والعين، إلى أن "هناك بعض الصناعات التي تتطلب تواجد الموظفين بدوام كامل في أماكن العمل".

وأشارت إلى أن قطاع مبيعات السيارات، على وجه الخصوص، لا يستطيع تحمل تكاليف منح موظفيه خيار العمل من المنزل. وأضافت: "نحن بحاجة إلى تحقيق أهداف معينة، ونحتاج إلى التفاعل وجهاً لوجه والتعاون في الموقع بين أعضاء الفريق".

"لكنني أقترح العمل المرن للعاملين في أقسام المحاسبة أو تكنولوجيا المعلومات أو الموارد البشرية. لقد أثبتنا بالفعل خلال جائحة كوفيد أننا قادرون على العمل وإبقاء العمل مستمراً حتى من المنزل"، أكد ديستور، مضيفًا: "نحتاج فقط إلى تأمين البنية الأساسية للاتصالات لضمان سير العمليات بسلاسة.

ومن ناحية أخرى، حذر ديستور أيضًا من الجانب السلبي للعمل من المنزل. وقال: "عندما تدرك الشركات أنها تستطيع بالفعل البقاء مع خيار العمل المرن والتمتع بنفس مستوى الإنتاجية، فقد يؤدي هذا إلى تقليص حجم العمالة وتسريح بعض الموظفين".

تخفيف الازدحام على الطرق

وفي الوقت نفسه، أشارت الدكتورة "مونيكا مينينديز"، العميدة المساعدة لكلية الهندسة لشؤون الدراسات العليا في جامعة نيويورك أبوظبي، إلى إمكانية تطبيق التسعير الديناميكي لإبعاد السيارات عن طرق دبي.

وأشارت إلى أن تحديد أسعار مواقف السيارات والرسوم على الطرق - من بين أمور أخرى - هما أداتان فعالتان عادة للحد من استخدام السيارات والازدحام الناتج عن ذلك.

وأشارت إلى أن "إدخال التنوع في أسعار هذه التدابير من شأنه أن يضفي مرونة إضافية على النظام، مما قد يعالج مشكلة الازدحام عندما تكون هناك حاجة ماسة إلى ذلك (على سبيل المثال، في ساعات الذروة أو خلال الأحداث التي تولد حركة المرور). والهدف الأساسي هو تثبيط عزيمة جزء على الأقل من السائقين عن استخدام سياراتهم أو، في بعض الحالات، عن القيام بالرحلة على الإطلاق".

وأكدت الدكتورة مينينديز على أهمية نجاح هذا النهج، وقال: "من الضروري أن يتمتع سائقو السيارات بإمكانية الوصول إلى خيارات نقل أخرى مثل الحافلات أو أنظمة المترو، أو المرونة في إعادة جدولة رحلاتهم أو التخلي عنها تمامًا".

وأضافت أن "زيادة توافر خدمات النقل العام خلال الفعاليات الكبرى أمر ضروري ومطلوب لضمان القدرة الكافية لاستيعاب السائقين التقليديين الذين يتحولون إلى وسائل النقل العام للتهرب من زيادة الرسوم خلال مثل هذه الفعاليات".

وتعتقد الدكتورة مينينديز أيضًا أن ساعات العمل المرنة يمكن أن تساعد بالتأكيد العديد من المسافرين على تجنب رسوم الذروة من خلال توفير مرونة أكبر في الجدولة الزمنية.

وأكدت أن "دمج مخططات التسعير المتغيرة الجديدة لمواقف السيارات والطرق مع التدابير الجديدة التي تزيد من توفير وسائل النقل العام خلال الأحداث المولدة للحركة المرورية، وتشجيع ساعات العمل المرنة، أمر عملي ومرغوب فيه للغاية".

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com