
في العاشرة من عمره فقط، صنع مصلح سعيد العرياني لنفسه اسماً في عالم الزراعة. بدأت رحلته في سن الرابعة خلال زياراته لمزرعة جدته، حيث وقع في غرام فن الزراعة. والآن، بعد ست سنوات، حوّل حديقته الخلفية الصغيرة إلى حديقة مزدهرة، يزرع فيها مجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات التي يستخدمها في ابتكار وصفاته الفريدة لـ"قنابل البروتين"، وهي مزيج مغذي من المكونات الطبيعية والنباتية.
كُرِّمَ مصلح مؤخرًا في معرض زراعي، حيث قدّمته الدكتورة آمنة بنت عبد الله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وخلال كلمتها، أشارت إليه بمودة بأنه "مزارعها الشاب المفضل"، مشددةً على أهمية المواهب الشابة في القطاع الزراعي.
يتذكر مصلح قائلاً: "كانت أول نبتة زرعتها هي الجرجير. بدأتُ الزراعة بمراقبة جدتي ومحاولة تقليدها. في البداية، كنتُ مُتمردًا بعض الشيء، لكنني الآن أصبحتُ أفضل بكثير". يعكس تفانيه حكمة الشيخ زايد، صاحب مقولة شهيرة: "أعطوني زراعةً، أعطيكم حضارةً".
حديقة مصلح الآن موطنٌ لمجموعةٍ رائعةٍ من المحاصيل، منها الجزر والفلفل والثوم والباذنجان والبطاطس والقرنبيط والفلفل الكرزي والطماطم الكرزية. ويُرجع نجاحه إلى المثابرة: "إذا أخطأتُ، لا أتوقف؛ بل أواصل العمل".
في البداية، مُنح مصلح قطعة أرض صغيرة في حديقته، ثم توسّعت مساحته الزراعية مع اكتسابه الثقة والمهارة. وبفضل دعم والده سعيد، الذي قدّم له التوجيه والأدوات اللازمة، حقق مصلح الاكتفاء الذاتي لعائلته من خلال إنتاجه.
"أمي تساعدني في كل شيء"، أضاف مصلح. معًا، يُبدعان وصفات متنوعة، منها قنبلة بروتينية مصنوعة من حبوب المونج الممزوجة بزيت الزيتون والزعتر. ومن المكونات الأخرى التي يُحب استخدامها الحلبة والكمون والكركم والحبة السوداء.
لم تقتصر رحلة مصلح على زراعة الطعام فحسب، بل شمل أيضًا مشاركة شغفه. يعرض منتجاته بفخر في المعارض، ويحافظ على حضوره النشط على إنستغرام، حيث يتواصل مع زملائه من عشاق الزراعة.
يتطلع مصلح إلى المستقبل، ويحلم بأن يصبح مهندسًا زراعيًا، مدفوعًا برغبة في الابتكار وتوسيع نطاق ممارساته الزراعية. يقول: "أريد أن أواصل النمو والتعلم"، مجسدًا روح التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالتحول الزراعي.
وأكدت الدكتورة آمنة خلال كلمتها على أهمية دعم المزارعين الإماراتيين، وقالت: "لا يمكن تحقيق الأمن الغذائي دون وجود مزارعين يحصلون على الدعم الجيد".