

أفاد ممثل للأمم المتحدة في دبي أن الاحتياجات الإنسانية العالمية وصلت إلى مستويات قياسية، في حين انخفضت التبرعات بشكل كبير، حيث لم تتمكن وكالات الأمم المتحدة من الحصول حتى على نصف التمويل المطلوب.
وقالت برانجير بول، منسقة الأمم المتحدة المقيمة في الإمارات: "بينما تتزايد الاحتياجات، ينخفض التمويل أيضاً. في العام الماضي، لم يتم تحريك سوى أقل من 50% من التمويل المطلوب لتلبية حاجات من يحتاجون إلى مساعدات إنقاذ حياة".
وفقاً للأمم المتحدة، فإن 305 ملايين شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة في 2025 بسبب تفاقم الأزمات. وأشارت بول إلى أن هذا هو أعلى عدد من الأشخاص المسجل عالمياً بحاجة إلى المساعدة، حيث تؤدي الصراعات وتغير المناخ إلى نزوح غير مسبوق، وجوع، وتدمير.
وقد تحدثت بول في حلقة نقاشية بمدينة جميرا الأربعاء، حيث عرض مركز دبي الإنساني (DXBH) فيلمه القصير "من أجل الإنسانية"، الذي يعرض وراء الكواليس كيفية انتقال المساعدات من قلب دبي إلى المجتمعات المتضررة حول العالم، في ظل التزام المركز بتسريع استجابة الأعمال الإنسانية وجعلها أكثر ذكاءً وترابطاً.
تأسس مركز دبي الإنساني عام 2003، وهو في طليعة تسليم المساعدات إلى مختلف مناطق العالم. ففي النصف الأول من هذا العام فقط، وزع المركز مساعدات تقدر قيمتها بأكثر من 179 مليون درهم إلى 81 دولة حول العالم.
قال ستيفن أندرسون، مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي في الإمارات، إن البرنامج دعم 120 مليون مستفيد العام الماضي. وأعطى مثالاً حديثاً على زلزال شرق أفغانستان الذي ما زال يؤثر على كثير من الناس، مشيراً إلى صعوبة العمل في أفغانستان، لكنه أكد أن مخزونات الطعام الجاهزة مكنت برنامج الغذاء العالمي من أن يكون الوكالة الأولى التي تمكنت فعلياً من إيصال الموارد إلى المنطقة. وأضاف أن كل النظام الذي وفره مركز دبي الإنساني سهل هذا الأمر، حيث تمكنت أربع رحلات إغاثة من التوجه إلى هناك بسرعة، وتم نقل حوالي 250 طناً من المساعدات.
وتحدث بدر عباس، نائب رئيس الشؤون التنفيذية في "طيران الإمارات للشحن الجوي"، عن مساهمة الشركة في استجابة الإمارة الإنسانية، مؤكداً أن "السرعة حاسمة جداً في الاستجابة الإنسانية". وتابع أن الشركة استخدمت رحلاتها الأسبوعية الـ 53 إلى باكستان عبر خمسة مطارات لنقل الغذاء والماء والمأوى بعد الفيضانات في 2022، وأن شبكة وجهاتها الواسعة مكنت إيصال المساعدات حتى إلى المناطق النائية.
كما ذكر كيف استجابت دبي خلال جائحة كورونا بنقل مليار جرعة لقاح عبر أكثر من 2,000 رحلة خلال 18 شهراً، مع وصول اللقاحات إلى الوجهة خلال 48 ساعة فقط. وأضاف أن "طيران الإمارات" تستعد لتعزيز التزامها بتوصيل المساعدات عبر خدمة البريد السريع، مع خطط لتوسيع الحلول من الباب إلى الباب، وزيادة أسطولها الجوي ليصل إلى 21 طائرة شحن مخصصة بحلول نهاية ديسمبر 2026، مع خطط لمضاعفة القدرات وإضافة 20 وجهة جديدة خلال العقد المقبل، مما يوفر مرونة أكبر لدعم منظمات الإغاثة في مهامها.
وأشارت برانجير بول إلى أن "إعادة ضبط" إنسانية عالمية جارية بسبب نقص التمويل المزمن، ما يتطلب تحولاً في التركيز من تقديم المساعدات وقت الأزمة إلى الوقاية منها. وقالت: "حالياً، أقل من 3% من التمويل يذهب للإجراءات الاستباقية. نعلم أن كل دولار يُستثمر في الوقاية يوفر 4 دولارات في الاستجابة الإنسانية. لدينا البيانات، وحان وقت تسريع الاستجابة الجماعية".
وأضاف بدر عباس أن الاستجابة الإنسانية ليست مجرد قدرة وإنما تعاون، وقال: "لا يمكن لأي جهة بمفردها حل هذه التحديات. الأمر يتطلب قوة مشتركة من الحكومات والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص يعملون بتناغم".