تستعد مجموعة مزارع العين، إحدى أعرق وأكبر منتجي الأغذية في دولة الإمارات العربية المتحدة، لمضاعفة إنتاجها من البيض إلى 800 مليون بيضة سنوياً، مما يجعلها واحدة من أكبر منتجي البيض في دول مجلس التعاون الخليجي.
ويأتي هذا التوسع في إطار سعي الكيان المندمج حديثاً إلى تعزيز الأمن الغذائي وترسيخ مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كقوة عالمية في مجال البروتين.
وفي حديثه لصحيفة "خليج تايمز"، كشف الرئيس التنفيذي "حسن صافي": "ننتج حالياً حوالي 400 مليون بيضة سنوياً. وبمجرد أن نصل إلى 800 مليون، سنصبح من أكبر منتجي بيض المائدة في المنطقة. وهذه خطوة استراتيجية كبرى".
وتقوم الشركة أيضاً بتوسيع إنتاجها من الدواجن وتقديم مجموعة من منتجات الألبان والعصائر الغنية بالبروتين والتي تستهدف المستهلكين المهتمين بصحتهم.
يأتي هذا التوسع في أعقاب اندماج استراتيجي جمع خمسة من أبرز منتجي الأغذية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي مزارع العين، وألبان مرموم، ودجاج العجبان، وبيض الجزيرة الذهبي للدواجن، ومزارع صحة العربية، تحت مظلة واحدة. ويهدف هذا الاندماج، بدعم من شركتي "غيثا" القابضة و"ياس" القابضة، إلى إنشاء منصة موحدة لإنتاج الأغذية بسلسلة توريد متكاملة.
لطالما شكّل مناخ الإمارات العربية المتحدة القاسي تحدياً للزراعة، لكن مزارع العين صمدت أمام الصعاب منذ تأسيسها قبل أكثر من أربعة عقود. ويعزي "صافي" نجاح الشركة إلى الابتكار المستمر، والآن، وبشكل متزايد، إلى استخدام الذكاء الاصطناعي.
قال "صافي": "عندما بدأنا بتربية الأبقار في الصحراء، كانت فكرة ثورية. أما الآن، فيُحسّن الذكاء الاصطناعي كل شيء، من مراقبة صحة الأبقار إلى التنبؤ بالمبيعات".
بالشراكة مع جامعة الإمارات العربية المتحدة وشركة عالمية متخصصة في الذكاء الاصطناعي، تعمل مزارع العين على تطوير نموذج تنبؤي يستخدم بيانات الاستهلاك التاريخية واللحظية لتحسين العرض وتقليل الهدر. "بفضل الذكاء الاصطناعي، نؤمن أننا نستطيع خفض متوسط الهدر في قطاع التجزئة."
وسيُمثل ذلك مكسباً كبيراً للأمن الغذائي وكفاءة العمليات. كما يُستخدَم الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن علامات المرض لدى الأبقار باستخدام أنظمة روبوتية، مما يسمح بتدخل أسرع وأكثر دقة. وقال: "نستكشف روبوتات تجوب الحظائر، تلتقط الصور، وتحدد الأبقار المريضة قبل أن يلاحظها البشر."
بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي، تستثمر الشركة في تقليل استهلاك السكر، ومنتجات الألبان الخالية من اللاكتوز، والتغليف المستدام، وابتكارات البروتين البديل. ورفض "صافي" الكشفَ عن أرقام محددة للصادرات بسبب لوائح الإدراج، لكنه ألمح إلى طموحات لتكرار نموذج سلسلة القيمة الكاملة لشركة مزارع العين في الأسواق النامية. وأضاف: "لا نتطلع إلى تصدير المنتجات الطازجة مباشرةً، لكننا ندرس فرص الاستثمار وبناء نماذج مماثلة إقليمياً. وقد وصلنا إلى مراحل متقدمة من دراسات الجدوى".
قال "عيسى الخوري"، نائب الرئيس التنفيذي لشركة "غيثا" القابضة، إن دمج الشركات الخمس لا يهدف فقط إلى توسيع نطاق أعمالها، بل إلى تحقيق أثر ملموس أيضاً. وأضاف "الخوري": "نحن لا نبني شركة عملاقة في مجال الألبان فحسب، بل نبني شركة رائدة في مجال الأمن الغذائي. ونرى أن هذه المنصة قادرة على احتضان عمليات الاستحواذ والشراكات المستقبلية في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها".
وأضاف أن المجموعة تتمتع الآن بمكانة فريدة تُمكّنها من استقطاب شركاء دوليين في قطاعات تُركز على الصحة والابتكار، مثل الأغذية النباتية والزراعة الذكية. وصرح قائلاً: "لدينا الإمكانات والبيانات والطموح. والأهم من ذلك، تقع على عاتقنا مسؤولية المساهمة في تعزيز مرونة الغذاء في دولة الإمارات العربية المتحدة."
أكّد "صافي" أن جودة المنتج محور استراتيجي رئيسي للمجموعة المندمجة حديثاً. واختتم حديثه قائلاً: "نحن نرفع معايير الجودة. ونريد لعملائنا أن يثقوا بصحة ما يقوله كل ملصق. وهذا يشمل تحسين الشفافية، وإمكانية التتبع، والنزاهة الشاملة فيما نقدمه".