

الدكتورة رشا بوحميد
أكدت الدكتورة رشا بوحميد، استشارية طب الطوارئ وعميدة التعليم الطبي العالي في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية – دبي هيلث، على أهمية تعزيز محو الأمية الرقمية بين طلاب الطب، مشيرة إلى أن العديد من المرضى يأتون إلى الأطباء وهم يحملون معلومات وبيانات جمّعوها مسبقاً من الإنترنت قبل تلقي العلاج.
وقالت خلال مشاركتها في القمة الخامسة لمستقبل الرعاية الصحية 2025 التي نظمتها صحيفة «خليج تايمز» في دبي يوم الأربعاء، إن محو الأمية الرقمية يمثل استثماراً تكنولوجياً بالغ الأهمية، لا سيما في كليات الطب، للمساهمة في تطوير مهارات الأطباء المستقبلية وتحسين جودة الرعاية الصحية.
وأضافت الدكتورة رشا:
«تبنّي التكنولوجيا الجديدة لا يتعلق فقط باستخدامها، بل بفهم الهدف منها وكيفية مواءمتها مع أولوياتنا. سمعت أن الممرضين يواجهون صعوبة كبيرة في كتابة الملاحظات الطبية، ولذلك يجب أن نعمل سوياً — الأطباء والممرضون — لهدف واحد، وهو مصلحة المرضى. علينا تمكين التكنولوجيا لتكون شريكاً لنا في تقديم أفضل رعاية ممكنة».
وشهدت القمة حضور كبار قادة الرعاية الصحية من القطاعين العام والخاص في المنطقة، حيث عُقدت تحت شعار «أصداء الغد | بناء مستقبل الرعاية»، وناقشت كيفية تطوير قطاع الرعاية الصحية من خلال الابتكار والتكنولوجيا والتعاون الاستراتيجي.
وأكدت الدكتورة رشا أن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المعلمين والأكاديميين في تمكين الطلبة وتعزيز التفكير النقدي لديهم، مضيفة:
«علينا التركيز على محو الأمية الرقمية. حجم البيانات المتاحة ضخم جداً، والسؤال هو: كيف نميّز بين الصحيح وغير الموثوق؟ وما هو الدليل العلمي وراء تلك البيانات؟ يجب أن يعمل الطلبة كمشاركين ومتعاونين مع متخصصين آخرين، لا سيما عبر التعليم التداخلي بين المهن الصحية».
وأوضحت أن البيانات الضخمة والتحليل المتقدم (Big Data and Analytics) أصبحا واقعاً لا يمكن تجاهله، ولذلك يجب تبنّيهما في التعليم الطبي.
وأضافت:
«نحتاج بوضوح إلى أنظمة حوكمة وسياسات واضحة تساعد الطلاب على فهم حدود استخدام التقنية، وتوضح للمعلمين متى يمكن استخدامها ومتى ينبغي التوقف عن الاعتماد عليها. يجب أن نتيح للطلاب الاستفادة الكاملة من التكنولوجيا، لكن القلق الوحيد هو أنه في بعض الأحيان، كالعاملين في القطاع الصحي، نواجه فترات تتعطل فيها التكنولوجيا، ما يفرض علينا العودة إلى الأساليب التقليدية. وإذا اعتمد الطلبة بشكل كامل على التكنولوجيا، فقد يواجهون صعوبة في استرجاع المعلومات من دونها».
وفي جلسة «حواريّة بجانب الموقد» أخرى، ناقش فيصل خليل حاجي، مدير قسم الابتكار في القطاع الصحي بدائرة الصحة – أبوظبي، وبول داوني، المدير العام لبنك أبوظبي الحيوي، موضوع «من الجزيء إلى السوق: إعادة ابتكار صناعة الأدوية في الإمارات»، حيث تناولا طرق تطوير دورة البحث الدوائي والنقل إلى السوق المحلي والعالمي.
كما شهدت جلسة أخرى نقاشاً بين لينوس باتريك أوبيـد، الرئيس التنفيذي لمستشفيات الإمارات الدولية، والدكتور فرحان شير، المدير العام للعمليات وإدارة الموارد البشرية في مجموعة مستشفيات فقيه، حول الاستدامة في الرعاية الصحية والابتكار، مؤكدين التزام القطاع الطبي في الدولة بتسريع التحول الرقمي وتحقيق الكفاءة التشغيلية المستدامة.