

محمد بن راشد
في ذكرى ميلاده السادس والسبعين، يحتفي المواطنون والمقيمون في دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، نموذج القيادة المتواضعة والرحيمة.
على مدى عقود، قاد سموه إمارة دبي بإيمان راسخ وعاطفة صادقة، مجسداً مبادئ الثقافة الإماراتية الأصيلة، ومؤكداً في كل خطوة أنه قائد قريب من الناس، يعلي من شأن التواضع والكرم، ويُولي الأسرة أهمية بالغة في حياته. وهذه خمسة مواقف خالدة تُظهر جانبه الإنساني، وتُبرز ملامح قيادته المُلهِمة التي لامست القلوب وذهبت إلى ما هو أبعد من المكاتب الرسمية ومشاريع البنية التحتية.
بعيدًا عن الصور النمطية للاحتفالات المترفة التي قد يقيمها الملوك والقادة بمناسبة أعياد ميلادهم، فضّل صاحب السمو الشيخ محمد أن يُمضي يومًا بسيطًا بين الناس قبل عيد ميلاده بعامَين، حيث تنقل في شوارع دبي مستخدمًا المترو، وتناول الطعام في مطاعم محلية شعبية، ما فاجأ الجمهور وأثار إعجابهم الكبير.
وقد وثّقت عدسات الهواتف هذه الجولة العفوية، حيث ظهر سموه وهو يتفاعل بلطف مع الركاب وموظفي المترو وزوار المطاعم، في لحظات اختلطت فيها مشاعر الفخر بالتواضع، وأثبت أن قرب القائد من شعبه لا يحتاج إلى مراسم أو بروتوكول.
لا تخفى على أحد محبة صاحب السموالشيخ محمد بن راشد للخيول العربية الأصيلة، وهي عشق متجذّر في شخصيته وتاريخه. إلا أن هذا الحب تخطى حدود الرياضة ووصل إلى فعل إنساني مؤثر، حينما شاهد مقطع فيديو لطفلة عراقية تبلغ من العمر 8 سنوات، تبكي بحرقة على وفاة حصانها الوحيد، والذي كانت ترعاه رغم نصائح الأطباء لها بالابتعاد.
لم يتم تجاهل مشاعر الطفلة، بل لامست قلب صاحب السموالشيخ محمد، فأمر فوراً بإهدائها قطيعاً من الخيول، وببناء مركز تدريب خاص بها. وكانت المبادرة بمثابة رسالة أمل، وتجسيد حقيقي للتعاطف الأبوي مع معاناة الأطفال.
في عام 2023، اكتسب طفل كويتي يُدعى "بدر" شهرة واسعة بعد ظهوره في مقابلة تلفزيونية محلية، عبّر فيها عن حبه الكبير لدبي وحماسه لرؤية برج خليفة مجددًا خلال عطلة العيد. أثار كلامه ضجة إيجابية على مواقع التواصل، ولم تمر هذه اللحظة على الشيخ محمد دون تفاعل.
استجاب سموه فوراً لرغبة الطفل، والتقاه خلال زيارته للإمارة، حيث التُقطت لهما صورة تذكارية أصبحت حديث الجميع. هذا اللقاء البسيط كان له أثر بالغ في نفس الطفل وعائلته، وأكد مرة أخرى أن الشيخ محمد لا يترك رسائل المحبة دون رد.
في أكثر من مرة، عبر صاحب السمو الشيخ محمد عن امتنانه للكوادر التي تعمل بصمت خلف الكواليس، وتُسهم بصبرها وحِرصها في تقديم الخدمات للمجتمع.
ومن أبرز تلك المواقف، عندما أعاد نشر فيديو تضمن حديثاً إذاعياً عن موظف في الجوازات يدعى عبد الله البلوشي، الذي بادر بإيقاف مسافرة مقعدة وابنها قرب بوابة المغادرة، ليتاح لهما وقت وداع إضافي مؤثر قبل السفر. قال الموظف بأدب جم: "أردنا فقط أن تطلب لنا الدعاء والمغفرة".
كما نشر سموه صوراً لموظف شاب يعمل في مركز تسجيل وتفتيش المركبات في القصيص، مشيدًا بأخلاقه العالية وأسلوبه الفعّال في التعامل مع العملاء، مؤكدًا أن "هذه هي النماذج التي نعتز بها".
ألقي نظرة على الصورة أدناه:
ألق نظرة على صورة من الحدث الضخم أدناه:
ربما لا يعرف كثيرون أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد كان صاحب أكبر تبرع فردي في حفل "Live Aid" الشهير الذي أقيم عام 1985 لجمع التبرعات لمكافحة المجاعة في إثيوبيا.
في البداية، لم يصدق منظمو الحفل حجم التبرع، إلى أن تأكد الخبر عبر مكالمة رسمية مع مكتبه في لندن. أثار التبرع ضجة عالمية إيجابية، وساهم في تنشيط حملة التبرعات، ليصل المبلغ الإجمالي المحصَّل من الحفل إلى نحو 100 مليون دولار.
شارك آنذاك أشهر نجوم العالم، من بينهم "كوين"، "U2"، "ديفيد بوي" و"إلتون جون"، في عرضٍ موسيقي موحّد بُثّ من لندن وفيلادلفيا، وشاهده نحو ملياري شخص حول العالم، في لحظة إنسانية لا تُنسى.
الأمثلة الخمسة ليست إلا غيضاً من فيض لمواقف كثيرة عاشها الناس مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أو سمعوا عنها، تجسّد رؤيته للقيادة القائمة على العدل، والتواضع، والتقدير الحقيقي لمعاناة الآخرين.
وفي عيد ميلاده الـ76، يتذكر المواطنون والمقيمون في الإمارات وغيرها من بقاع العالم أن القادة العظام لا يُقاسون فقط بحجم إنجازاتهم، بل أيضاً بعمق إنسانيتهم.
كل عام وأنت بخير يا صاحب السمو، ودمت مثالاً يُحتذى به في القيادة والعطاء.
الصور والفيديوهات من أرشيف المكتب الإعلامي لحكومة دبي