مبادرة طلابية تجمع 720 ألف درهم للتعليم الخيري بدبي
عم النشاط والحيوية قاعة التربية البدنية الفسيحة في إحدى مدارس دبي الصاخبة بحضور أكثر من 150 طالباً وطالبة يوم الاثنين 8 يونيو، فكانت مهتهم تعبئة الحقائب المدرسية بمجموعة من العناصر الأساسية بدءاً من القرطاسية إلى الكتب، باستخدام الأموال المجمعة المخصصة للمحتاجين،
داء ذلك عبر مبادرة خيرية تحت شعار "طلاب للطلاب" والتي تعد جزءاً من حملة أطلقتها "دبي العطاء" لتشجيع طلاب الصفين السابع والثامن على التطوع والاتحاد من أجل قضية مشتركة، حيث نجحت المبادرة في جمع 720 ألف درهم في مرحلتها الأولى.
وتقوم المدارس المشاركة في حملة التبرع هذه بتعبئة ما مجموعه 9 آلاف مجموعة مدرسية، حيث يقام النشاط في الفترة ما بين 10 إلى 25 يونيو في مختلف المدارس.
انطلاق المبادرة
وكانت نور خليل واحدة من هؤلاء المتطوعين الذين كانوا يضعون الأدوات المكتبية من جميع الأشكال والأحجام في كل حقيبة بكل حب وحماس.
وقالت في حديثها لصحيفة "الخليج تايمز" : أشعر بالحماس عند القيام بذلك لأنني أستطيع أن أتخيل ملامح الطلاب المحتاجين عند استلام هذه الحقائب الرائعة ذات العجلات.
وأضاف طالب من الصف الثامن: " بالتأطيد ستغمرهم السعادة برؤية هذه الأشياء".
وكان" أوين رولاندز" يقدم مشهداً رائعاً برفقة طالب آخر من الصف السابع، وهو ينتقي بحماس و عناية الأدوات التي تهدف إلى تقديم الدعم لأولئك الأقل حظاً.
وقال: "لقد قمنا بتعبئة اللوازم المدرسية للأطفال المحتاجين وأشعر بالسعادة عندما أدرك أنني أستطيع مساعدة الناس وأنهم سيكونون قادرين على التعلم وتوفير المال، حيث أنه لا حاجة لشراء اللوازم المدرسية لأننا قادرين على منحها لهم ".
وأضاف:" كنت أضع المبراة داخل المقلمة وكنت أساعد أيضاً في تعبئة المحايات.
وقال أحد طلاب مدرسة "رافلز" الدولية: "لقد شكلنا صفاً طويلاً لننقل الأشياء لبعضنا البعض، وبالنتيجة كانت العملية سريعة".
وكانت الطاولات مزينة بأكوام من الأقلام وأقلام الرصاص والدفاتر والكثير منها كان موضوعاً في صفوف منظمة.
وتبادل الأطفال الابتسامات وهم مجتمعون على هدف مشترك يسعون الى تحقيقه ببراعة خلال ساعة مدرسية واحدة.
وقالت "أزانتي موسترد"، وهي طالبة آخرى في الصف السابع: "أشعر بالحماس عند القيام بذلك لأنني أعلم أن هناك أطفالاً يحتاجون حقاً إلى هذا ويمكنهم أخيراً التعلم لأنهم لا يملكون المال لشراء هذه الأشياء مثلنا."
مشاركة مجتمعية
وأثبت هذا الحدث أنه حافز لمزيد من المشاركات المجتمعية مع بعض المتطوعين من أولياء الأمور الذين يساعدون على الأرض.
وقال أحد الآباء:" "كوالد، أنا هنا لأننا كآباء قدوة لأطفالنا فهذا الجهد جدير بالثناء، وأكبر درس يمكن تعلمه هو أنه حتى لو كان لديك ما يكفي، هناك أشخاص عليك الاعتناء بهم، فالأمر لا يتعلق بك وحدك."
وقالت "إيشا داس"، سكرتير جمعية أولياء أمور مدرسة رافلز الدولية: "أنا أؤمن بأنه "مع تقدمك، عليك رفع الآخرين معك". قد يكون ذلك ليوم واحد فقط، ولكن عندما ترى الجهد الجماعي لجميع الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور و الجميع متكاتف معاً، ستتأكد أن هذا سيحدث تأثيراً هائلاً".
وسلط قادة المدارس الضوء على نجاح مبادرة المشاركة المجتمعية في حشد المجتمع المدرسي الأوسع في دبي، مما أتاح للطلاب فرصة لـ "التفكير" و"دعم التعليم لأقرانهم" الذين ينتمون إلى الفئات الاجتماعية منخفضة الدخل.
وقال "ستيفن جايلز" مدير مدرسة رافلز الدولية: "يتعلق الأمر بالتفكير في الآخرين فالطلاب على دراية أن العالم ليس هو نفسه بالنسبة للجميع، العالم مكان كبير، وفي الواقع عندما تتاح لك الفرصة لرعاية الآخرين ودعمهم، فيجب عليك دائماً القيام بذلك".
وأكد أن مدارس " إنوفينتشر التعليمية" الخمس شاركت في هذه المبادرة الخيرية بإرادتها الجماعية، حيث أقيمت فعاليات على مدار اليوم في مواقع مختلفة.
وأضاف جايلز: "لا توجد أموال على الإطلاق، فقد تم توفير جميع المعدات من قبل "دبي العطاء" ونحن فقط نقدم القوى العاملة والعمالة اللازمة لتجميعها معاً. الطلاب متحمسون للغاية، لذا فعندما منحناهم الفرصة، تطوعوا جميعاً ليكونوا جزءاً منها.
مبادرة "طلاب للطلاب".
في المرحلة الأولى من مبادرة "طلاب للطلاب"، نجحت المدارس المشاركة البالغ عددها 14 مدرسة في جمع مبلغ 720 ألف درهم، حيث نظم الطلاب مجموعة متنوعة من الفعاليات، من معارض الربيع إلى مبيعات المخبوزات والألعاب، لجمع الأموال من أجل شراء اللوازم المدرسية الأساسية للأطفال في المدارس الخيرية في دولة .
وتشمل المدارس المشاركة مدرسة الاتحاد الخاصة والممزر ومدرسة كولجيت الدولية وأكاديمية دبي الدولية وتلال الإمارات وأكاديمية دبي الدولية فرع البرشاء ومدرسة جيمس ليجاسي وأكاديمية جيمس الحديثة ومدرسة جميرا الابتدائية وكلية جميرا ومدرسة نورد أنجليا الدولية دبي وأكاديمية رافلز العالمية ومدرسة رافلز الدولية ومدرسة الصفا كوميونيتي ومدرسة الألفية والمدرسة الهندية الدولية.
وبتسليط الضوء على المرحلة الثانية والمراحل اللاحقة من هذا البرنامج التجريبي الخيري، أشار عبد الله أحمد الشحي، المدير التنفيذي لمبادرة دبي العطاء، إلى أن هذا البرنامج قد يصبح بصفة سنوية قريباً.
وقال: "لقد عقدنا شراكة مع المدارس الخاصة في دبي لمساعدة أقرانهم من الأسر ذات الدخل المحدود من خلال جمع الأموال عن طريق أنشطة ممتعة مختلفة. نحن نقوم بتقييم هذه المبادرة وهناك رغبة من المدارس المختلفة للمشاركة فيها."
ونجحت المدارس المشاركة في جمع مبلغ إجمالي قدره 720 ألف درهم. وأضاف الشحي: "بهذا التبرع، اشترينا اللوازم الأساسية وأعددنا حقائب مدرسية للطلاب من الأسر ذات الدخل المنخفض. هذه هي المرحلة الثانية من هذا النشاط حيث يجتمع الطلاب لتجميع تلك العناصر المدرسية الأساسية معنا. وبعد ذلك سنقوم بتوزيع هذه المجموعات على المدارس الخيرية كجزء من المرحلة الثالثة التي ستكون في أغسطس قبل بدء العام الدراسي مباشرة".