

الصورة: ملف رويترز
بعد عامين من الحرب، يقول بعض سكان غزة المقيمين في الإمارات إنهم يرون بصيص أمل للسلام، في حين لا يبدو آخرون متفائلين كثيراً.
قالت مريم (تم تغيير الاسم بناءً على طلبها): "أخشى أن أصدق أي شيء يقولونه. لقد رأينا خطط سلام من قبل. ورأينا محادثات سابقة. ونعلم كيف انتهت جهود الوساطة التي قادتها قطر. لذلك، لن أرفع سقف آمالي عالياً. لكن إذا تمكنت [الخطة] من وقف إراقة الدماء الوحشية، فسيكون ذلك راحة كبيرة".
وفي الأسبوع الماضي، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اقتراح لوقف إطلاق النار من 20 نقطة خلال استضافته لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض. ويوم الاثنين، تواجد وفد رفيع المستوى من حماس في مصر برفقة رئيس الوزراء القطري لبدء محادثات غير مباشرة مع إسرائيل.
تنحدر مريم من غزة، لكن عائلتها هاجرت إلى الأردن في عام 2008. وقالت إنها تأمل أن تسمح لها خطة السلام بالعودة إلى ديارها يوماً ما. وأضافت: "بمجرد أن غادرت عائلتي غزة، لم يعد أي منا إلى هناك. أعلم أن الأمر بعيد المنال، لكنني آمل أن يُستعاد السلام، وفي يوم من الأيام نتمكن من العودة إلى المنزل. المنزل الذي نشأت فيه سُوّي بالأرض في عمليات القصف. إذا كان مستقبل خالٍ من الحرب أمراً ممكناً، أود أن أعود وأعيد بناء منزلي".
وبينما يمر العالم بعامين منذ بدء حرب غزة، نشرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) صحيفة وقائع تفصّل حجم الدمار والتأثير الإنساني الذي فرضته إسرائيل. منذ 7 أكتوبر 2023، أسقطت إسرائيل ما لا يقل عن 75,000 طن من المتفجرات على القطاع. وتُظهر صحيفة الوقائع أن حوالي 80% من المباني في غزة تضررت أو دمرت، وأكثر من 98% من الأراضي الزراعية تضررت أو أصبحت غير صالحة للاستخدام، و660,000 طفل انقطعوا عن الدراسة للسنة الثالثة على التوالي. كما تضررت أو دمرت نحو 90% من مرافق المياه والصرف الصحي. وكانت الأمم المتحدة قد قدرت سابقاً أن إعادة إعمار غزة قد تتطلب أكثر من 53 مليار دولار و15 عاماً.
بالنسبة للمقيمة في دبي، أنوار عوني، يمثل الوضع المستمر في غزة تذكيراً مؤلماً بماضيها. تتذكر قائلة: "في عام 1948 - وهو العام الذي وُلد فيه والدي - شردت إسرائيل عائلته من مدينتهم يافا. فرّ أجدادي إلى غزة مع والدي وأعمامي وعمتي، التي كانت تبلغ من العمر حوالي 10 سنوات آنذاك".
نشأ والد أنوار في غزة لكنه طُرد منها في شبابه، وحُرم من العودة حتى عندما كان والده على فراش الموت. وأضافت: "عمتي ما زالت تعيش في غزة، وبالنسبة لها كانت هذه الحرب هي المرة الثانية التي تُشرّد فيها من منزلها".
انتقلت أنوار إلى الإمارات عام 2012، وخلال العامين الماضيين خسرت "كل شيء" بما في ذلك منزلها وعمل عائلتها ومعظم عائلتها الممتدة. وقالت: "الـ 27 عاماً التي عشتها في غزة، والذكريات التي صنعتها والأشخاص الذين أحببتهم، جميعهم رحلوا. زرعت أشجار الزيتون والبرتقال والتين والليمون واللوز في منزلي. كان المقصود منها أن يأكل منها أبناء إخوتي وأخواتي، وكنت أعتني بها، لكنها اختفت الآن. أحرقوا جامعتي؛ قتلوا أبناء عمي وجيراني ودمروا كل ذكرى سعيدة لدينا هناك".
أعربت أنوار عن شكوكها في الأمل بحل سلام دائم، لكنها قالت: "لكنني ما زلت أحلم. أحلم بأن أزور فلسطين حرة وأرى مسقط رأس والدي وأعمامي وعماتي. لا أعرف ما إذا كان هذا سيصبح حقيقة يوماً ما".
حذّر العديد من خبراء الأمم المتحدة من أن العناصر الرئيسية في خطة ترامب للسلام في غزة لا تتفق مع القانون الدولي وتخاطر بتعميق قمع الفلسطينيين. وقد انتقد الخبراء، ومن ضمنهم فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، دعوة الخطة لتشكيل "مجلس سلام انتقالي" في غزة، يرأسه ترامب بنفسه. ووصف الخبراء التحرك نحو الإبقاء على الاحتلال الإسرائيلي الجزئي "إلى أجل غير مسمى" من خلال محيط أمني داخل غزة بأنه "غير مقبول على الإطلاق".