ماما شمسة: منحة زايد تغير للأفضل حياة الآلاف في كينيا
عقب فوزها بجائزة زايد للأخوة الإنسانية عام 2023، سخّرت شمسة أبو بكر فاضل، أو "ماما شمسة" كما يحلو للكثيرين مناداتها، مبلغ الجائزة وقدره مليون دولار أمريكي لإنشاء مبادرة "منحة زايد" لدعم المشاريع الصغيرة في كينيا.
وبهذا البرنامج، نجحت في دعم ما يزيد عن 4000 فرد عبر تقديم الإرشاد والتدريب على المهارات وتوفير الموارد اللازمة لتحسين سبل عيشهم والحد من تأثير التطرف.
وفي حديثها مع صحيفة "خليج تايمز"، قالت ماما شمسة: "ليس من الضروري القدوم إلى الإمارات العربية المتحدة لمعرفة الإرث الإنساني والأهداف النبيلة التي أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ولهذا السبب أطلقت اسمه على برنامج المنحة، فالشيخ زايد معروف في جميع أنحاء أفريقيا، وإرثه محسوس في جميع أنحاء العالم".
وقد نالت وسيطة السلام الكينية وناشطة المجتمع المحلي تكريماً رفيعاً لجهودها في رعاية الشباب في وطنها، وانتشالهم من براثن العنف والجريمة والتطرف، عبر تقديم الإرشاد والرعاية والتدريب اللازم.
ومنذ انطلاقه العام الماضي، حقق برنامج المنحة تأثيراً ملموساً، حيث استفاد منه ما يزيد عن 4000 فرد من المجتمع عبر مجموعة متنوعة من المشاريع، بدءاً من مشاريع إمدادات الغذاء والمياه، وصولاً إلى إدارة النفايات وزراعة الأشجار. كما تمنح ماما شمسة الشباب والنساء شعوراً بالانتماء ومجتمعاً داعماً يُمكّنهم من بناء علاقات التعاون والتكاتف، بالإضافة إلى الوصول إلى الفرص والموارد المتاحة.
وعندما سُئلت عن تأثير المنحة، استحضرت ماما شمسة قصة أم عزباء في الخامسة عشرة من عمرها في كينيا، تعلمت فنون التجميل من خلال البرنامج بعد أن قاست مرارة الهجر والوصمة الاجتماعية. وبفضل ثقتها المكتسبة، أطلقت الفتاة مشروعها الخاص، وصارت ترشد شابات أخريات في ظروف مشابهة.
وفي مفاجأة سارة، بدأت علاقة ماما شمسة بالإمارات عام 2023، عندما تلقت اتصالاً هاتفياً يُبشرها بفوزها بالدورة الرابعة من جائزة زايد للأخوة الإنسانية. تُمنح هذه الجائزة السنوية، التي تبلغ قيمتها مليون دولار، للأفراد والمؤسسات التي تسعى لتعزيز الأخوة الإنسانية والتضامن في جميع أنحاء العالم.
وقالت ماما شمسة: "لقد كانت مفاجأة كبيرة لي! في البداية ظننتها مُجرد خدعة، واستغرق الأمر بعض الوقت لأُدرك أنها حقيقة".
وتبددت شكوكها عندما تحاورت مع لجنة التحكيم، وتذكرت شعورها بالسلام والامتنان قائلة: "شعرت وكأن الله يستجيب لدعائي". كانت تلك اللحظة الفارقة بداية ارتباطها الوثيق بالإمارات العربية المتحدة، التي تحب أن تسميها "وطنها الثاني".
في مجتمع ماما شمسة، تُعاني النساء في كثير من الأحيان من النظرة الاجتماعية القاسية لمجرد كونهن أمهات دون زواج أو بعد انفصالهن عن أزواجهن، بينما يفتقر الشباب إلى القدوة والدعم المادي والمعنوي. وتركيزاًً منها على هاتين الفئتين، تُسعى ماما شمسة إلى تمكين الأفراد، الذين سيُصبحون بدورهم عناصر فاعلة في بناء أسرهم ومجتمعاتهم.
بدأ تعرّفها على رؤية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في إحدى مدارس الشيخ زايد في كينيا، حيث لمست عن قرب كرم القائد الراحل وبصيرته. تُقدّم هذه المؤسسات التعليم والرعاية الصحية والبيئة المُثلى للأيتام.
وأردفت ماما شمسة قائلة: "تُعطي هذه المدارس الأطفال الكرامة والأمل"، مُضيفةً أنها أثّرت بعمق في التزامها بخدمة المجتمعات المحتاجة.
واختتمت حديثها قائلة: "لقد منحنا الشيخ زايد شمعة أمل، ومن واجبنا أن نُضيئها للآخرين".