قوة وردية: إماراتيتان تهزمان السرطان بالأمل

السيدتان توجهان قوتهما إلى مساعدة الآخرين، وتحويل تجاربهما من اليأس إلى الأمل
الصورة: وكالة فرانس برس

الصورة: وكالة فرانس برس

تاريخ النشر

امرأتان من أبوظبي، واجهتا يومًا ما أحلك أيام سرطان الثدي، تقولان إنهما وجدتا القوة في إيمانهما وعائلتهما خلال معركتهما ضد المرض. شابت رحلتهما لحظات من الخوف والريبة، لكن عزمهما على المواصلة لم يتزعزع.

الآن، وبعد التعافي، توظف كلتاهما تلك القوة في مساعدة الآخرين، محولتين تجربتهما من اليأس إلى الأمل.

"لقد عشت اللحظة"

عندما شُخِّصت سارة الشيباني بسرطان الثدي في مرحلته الثانية وهي في الرابعة والثلاثين من عمرها، قررت مواجهته بكل قوة. تتذكر قائلةً: "اكتشفتُ المرض في يوليو 2013. أجرينا الجراحة فورًا". ولأنها عازمة على عدم تفاقم حالتها من الثانية إلى الثالثة أو الرابعة، قبلت العلاج فورًا. "بدأتُ العلاج الكيميائي لمدة ستة أشهر، وانتهيتُ من العلاج الإشعاعي في شهر واحد. تعافيتُ في أبريل 2014".

قالوا لي إن إصابتي بالسرطان في تلك السن كانت غريبة بعض الشيء، لكن الحمد لله، تقبلت المرض بإيجابية. لم أخشَه قط؛ كنتُ أركز على كيفية علاجه. تُعزي الفضل لعائلتها - وعقليتها - في استمرارها. قالت: "دعمتني عائلتي منذ البداية، بعد الله". "لكنني أقول دائمًا: إذا لم يُحفّز المريض نفسه ويتقبل المرض، حتى لو وُجد أي دعم في العالم، فلن يُجدي نفعًا".

اعترفت بأن العلاج الكيميائي كان مُرهقًا. وقالت: "كانت الأشهر الثلاثة الأولى هي الأصعب لأننا كنا نتناول العلاج الكيميائي الأحمر الذي يُحرق الجسم ويُضعف جهاز المناعة... لكنه لم يُفقدني الأمل". حتى مع ضعف جسدها، رفضت عزل نفسها. وأضافت: "كنت أذهب إلى المركز التجاري والحديقة، لم أكن أعزل نفسي في المنزل. حاولت القيام بأشياء تُفيد المجتمع".

وعندما فقدت شعرها منذ جلسة الكيماوي الأولى اختارت أن تبقى واثقة بنفسها. «لم يكن لدي شعر، لكنني كنت أضع المكياج»، ورغم اكتسابها 20 كيلوغراماً بسبب التغيرات الهرمونية، واصلت حضور المناسبات الاجتماعية ووجدت سعادتها في الأشياء الصغيرة، مثل التسوق لملابس جديدة. «عشت حياتي، عشت اللحظة».

بعد تعافيها، بدأت حياتها تنبض بالبهجة. قالت مبتسمةً: "تزوجتُ متأخرًا، وبدأتُ علاج التلقيح الصناعي الحمد لله، ساعدني العلاج على الولادة. والشهر القادم سيبلغ طفلي عامًا واحدًا".

لكن التجربة غيّرت نظرتها للحياة والعمل. فقالت: "العلاج الكيميائي والعلاجات الأخرى غيّرت طريقة تفكيري. غيّرت مجال تخصصي من المالية إلى رأس المال البشري. أدركت أنني لستُ بحاجة إلى كل هذا التوتر. كنتُ بحاجة إلى تخفيفه لأنني رأيتُ أثره على صحتي".

حالة نادرة

بالنسبة لوئام الهاشمي، مدربة تنفيذية في أبوظبي، بدأت معركتها مع سرطان الثدي قبل أشهر قليلة، لكن صمودها ألهم الكثيرين. قالت: "اكتشفتُ المرض في فبراير 2025. كنتُ في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، واخترتُ الدكتورة عائشة السلامي، التي فحصتني وبدأت العلاج".

تذكرت الدكتورة عائشة أن عملية التشخيص والعلاج سارت بسرعة. «بدأنا خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع»، قالت. «كان العلاج عبارة عن كيماوي مع علاج موجّه لأن النوع كان إيجابياً ثلاثيّاً… ست جرعات، تليها جراحة ثم علاج إشعاعي. أنهت الإشعاع الأسبوع الماضي، والآن ستستمر على العلاج الهرموني».

تفاعل جسم وئام بشدة مع العلاج الكيميائي. قالت: "كانت الجرعة الأولى قوية جدًا. تفاعل جسدي معها - شعرتُ بحساسية جلدية شديدة، وشعرتُ بحرقة في جسدي بالكامل". وأضافت الدكتورة عائشة: "إنها من الحالات النادرة التي عانت من جميع الآثار الجانبية تقريبًا، حتى أثناء الجراحة، واجهت مضاعفات".

لكن العبء النفسي كان بنفس القدر من الثقل. قالت وئام: "كانت الأيام الثلاثة الأولى بمثابة صدمة. أغلقتُ هاتفي وعزلتُ نفسي لاستعادة توازني. الخطوة الأولى والأهم هي التحدث مع النفس - فتحسين طريقة حديثك مع نفسك أمرٌ بالغ الأهمية في هذه المعركة".

بعد أن استعادت رباطة جأشها، استأنفت حياتها المهنية رغم الألم. قالت: "قررتُ مواصلة التدريب حتى أثناء مرضي. كانت الأيام الثلاثة الأولى بعد كل جرعة صعبة للغاية، لكنني كنت أعود بعدها لتقديم الجلسات. أحيانًا كنت أمشي ببطء شديد بسبب ألم أعصاب ساقي، لكن لم يلاحظ أحد في العمل مرضي".

كانت ابنتها، طالبة الطب، تعاني من الخوف. قالت وئام: "كان الأمر صعبًا عليها للغاية لأنها تعرف ما قد يفعله العلاج الكيميائي. كانت تقول لي: 'قد يسبب فقدان السمع أو غيره'. لقد كان وقتًا عصيبًا علينا".

جاءت أسوأ لحظة لها بعد جلستها الثالثة من العلاج الكيميائي. تتذكر قائلةً: "ذهبتُ إلى والدي وقلتُ له: ربما لن أستيقظ غدًا. أنا متعبة جدًا". "لم يكن الأمر مجرد ألم، بل شعرتُ وكأن جسدي قد بلغ حده الأقصى". عندما بدأ شعرها يتساقط، سيطرت على اللحظة. قالت: "بمجرد أن لاحظتُ تساقطه، ذهبتُ إلى الصالون وحلقت رأسي كالمراهقة". "جعلتُ من الأمر احتفالًا - أحضرتُ حلوى، واستعنتُ بمصور محترف، والتقطتُ صورًا لنفسي مرتديةً الأبيض. أردتُ توثيق الرحلة ورؤية ما مررتُ به".

الآن، مع عودة شعرها إلى النمو واستعادة قوتها، تمتلئ تأملات وئام بالوضوح والشجاعة. قالت: "الأمر يتعلق بكيفية رغبتك في المضي قدمًا. سنموت جميعًا، لكنني أردتُ أن أذهب إلى الصف كمقاتلة".

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com