

بدا لاعبا الإمارات كايو لوكاس وحارب سهيل محبطين بعد المباراة. الصورة: رويترز
مع انطلاق صافرة النهاية في استاد جاسم بن حمد، خيّم الصمت والدهشة حتى على مخرجي البث المباشر. ففيما كانت قطر تحتفل بفوزها 2-1 وتأهلها إلى كأس العالم 2026، كان مشجعو الإمارات في مختلف أنحاء الدولة يعيشون صدمة نهاية مؤلمة لأمسية اتحد فيها الوطن كله خلف لونه الأبيض في مشهد غير مسبوق من الوحدة الوطنية والدعم الجماهيري.
في المراكز التجارية المزدحمة، وعلى شاشات السينما التي نقلت المباراة مباشرة، اجتمع الإماراتيون على اختلاف أعمارهم واهتماماتهم. فقد فتحت «سينما سيتي» و«فوكس سينما» أبوابها، إلى جانب المقاهي والحدائق والمطاعم في مختلف مدن الدولة، لتتيح للجميع متابعة اللقاء معًا — عائلات، وطلاب، وشيوخ تذكروا مشاركة التسعينات في المونديال. من أبوظبي إلى دبي، توقف وطن بأكمله ليحلم معًا.
قال حمد الشحي لصحيفة «خليج تايمز»: «الليلة أظهرت ما يعنيه لنا كرة القدم، وكيف نقف صفًا واحدًا خلف الأبيض. رؤية أجدادنا يجلسون معنا ويهتفون، وزملائي القادمين من مكاتبهم، وإخوتي الصغار الذين أتوا مباشرة من المدرسة — كلنا كنا خلف فريقنا. هذه الروح لن تزول رغم النتيجة الحزينة».
ورغم الخسارة 2-1، بهدفي بوعلام خوخي ورودريغو "رو-رو" لقطر، وردّ متأخر من سلطان عادل العامري، أكّد مشجعو الإمارات أن الحلم لم ينتهِ بعد. فالفريق الشاب لا يزال أمامه طريق نحو كأس العالم، رغم أنه أصبح أكثر صعوبة الآن.
تابع آخر الأخبار. تابع KT على قنوات واتساب.
قال يوسف النقبي: «الانتظار المستمر منذ 35 عامًا لم ينتهِ، بل طال أكثر فقط. فريقنا شاب وموهوب، وهدف سلطان أثبت أننا نملك الجودة. أمامنا فرصة أخرى من خلال الملحق، وسنعود أقوى بإذن الله من هذه التجربة».
وأثارت المباراة الجدل بين الجماهير حول التحكيم وإدارة اللقاء، إذ تساءل كثيرون على منصة «إكس» (تويتر سابقًا) عن قرارات عدة مؤثرة خلال الـ105 دقائق من اللعب.
قال أحد المشجعين (O.A): «التحكيم سمح بحدوث كل هذا، وإضاعة واضحة للوقت، مع أخطاء وادعاءات إصابات لم تُحسب. لم يكن ينبغي أن نخسر هذه المباراة».
ونشر عبدالله المهري على «إكس»: «من الواضح أن العدالة التحكيمية غابت، ففاز المنتخب القطري... المنتخب الإماراتي لم يظهر كما تمنينا، لأسباب خارجة عن إرادته، ففازت قطر. حلم الوطن لم ينتهِ، وكل تأخير فيه خير. مبروك لإخواننا القطريين».
وأشار المشجعون إلى لحظات مثيرة للجدل مثل ركلة زاوية مبكرة لم تُحتسب، وأخطاء متناقضة، وزمن تعويض بسيط رغم تأخيرات طويلة.
لكن، وسط خيبة الأمل، لم ينسَ الإماراتيون الروح الرياضية. قال عمر الهاشمي: «كرة القدم تجمعنا، حتى في المنافسة. فوز جيراننا القطريين الليلة مستحق، وهذه المنافسة تدفعنا نحن وهم للتقدم. سنلتقي مجددًا.»
ومع مغادرة الآلاف صالات السينما وإطفاء العائلات لأجهزة التلفاز في أنحاء الإمارات، كانت المشاعر متشابهة بشكل لافت: حزن، نعم، لكن لا يأس. فخر بالأداء، إيمان بالقدرات، وثقة بأن الانتظار المستمر منذ 35 عامًا سينتهي قريبًا.
قال يوسف النقبي في ختام حديثه لـ«خليج تايمز»: «لقد أعطى هذا الفريق كل ما لديه الليلة، وسيفعل ذلك مجددًا في الملحق المقبل. الحلم لم ينتهِ... إنه فقط يسلك طريقًا أطول نحو الوطن.»]