

الصورة: ملف
غداً، ستتزين شوارع الإمارات ومنازلها ومحالها التجارية بالألوان الوطنية، فيما يحتفل الملايين ممن يعتبرون هذا الوطن بيتهم بيوم العلم الإماراتي.
ومع رفع المواطنين والمقيمين رؤوسهم عالياً في الثالث من نوفمبر لمشاهدة العلم يرفرف في السماء، تتجدد مشاعر الفخر الوطني، بغض النظر عن خلفية كل شخص أو بلده الأصلي.
وقد دعا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الجمهور إلى رفع العلم عند الساعة الحادية عشرة صباحاً غداً.
وفي الوقت الذي يجدد فيه الجميع ولاءهم للوطن، يسلط هذا التقرير الضوء على سبب اختيار الثالث من نوفمبر تحديداً، وكيف تم تصميم علم الإمارات، وماذا تعني ألوانه.
بينما كان العالم يرقب نهضة هذا الوطن، تحولت البلاد من صحراء مترامية الأطراف إلى مدينة شامخة بالأبراج الخرسانية. لم يتحقق هذا التقدم في يوم واحد، بل كان ثمرة طموح عالٍ وجهد متقن من فرق العمل الميدانية، وفق الخطط التي وضعها قادة الإمارات.
يجسد كل من "عيد الاتحاد" ويوم العلم الإماراتي تقديراً لجهود القادة الذين أسسوا نهضة الدولة، والتي تُعَدّ من الأسرع تطوراً على مستوى العالم.
يُحتفل باليوم الوطني الإماراتي في الثاني من ديسمبر من كل عام، تخليداً لقيام الاتحاد في عام 1971، وبداية عهد جديد ليس للدولة فحسب، بل للمنطقة بأكملها، حيث تأسست الإمارات وانتُخب المغفور له الشيخ زايد رئيساً لها.
أما يوم العلم الإماراتي، فيُحتفى به تخليداً لذكرى تولي المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئاسة الدولة، واستمراره في قيادة مسيرة النهضة والتنمية.
تم إعلان يوم العلم من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في 11 ديسمبر 2012، ليصبح مناسبة سنوية وطنية، وتم الاحتفال به للمرة الأولى في عام 2013.
العلم الذي يثير مشاعر الانتماء في قلوب ملايين المقيمين على أرض الإمارات كان من تصميم أبناء الوطن أنفسهم.
ففي فترة ما قبل الاتحاد، أعلن الديوان الحاكم في أبوظبي عن مسابقة لتصميم العلم الإماراتي، ونُشر إعلان عنها في صحيفة "الاتحاد" قبل شهرين من إعلان قيام الدولة. جذب الإعلان انتباه شاب إماراتي يبلغ من العمر 19 عاماً قرر المشاركة في المسابقة، وقدم ستة تصاميم مختلفة. وكانت المفاجأة أن أحد تصميماته فاز من بين أكثر من 1,030 تصميماً مشاركاً.
وفي حوار سابق مع صحيفة "خليج تايمز"، قال الدبلوماسي الإماراتي المخضرم عبد الله محمد المعينة إنه شاهد الإعلان قبل ثلاثة أيام فقط من انتهاء موعد التقديم، فسارع لشراء أدوات الرسم وعمل طوال الليل لإنجاز التصاميم.
وبالنسبة للمعينة، الذي كان أيضاً يصمم المجوهرات في ذلك الوقت، فإن علم الإمارات سيبقى "أغلى جوهرة رسمها في حياته".
رُفع علم دولة الإمارات للمرة الأولى في الثاني من ديسمبر عام 1971 على يد الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وقد تم رفع علمين في ذلك اليوم احتفالاً بتأسيس الاتحاد، أحدهما في بيت الاتحاد بدبي، والآخر في أبوظبي.
وكانت لحظة رفع العلم هي نفسها التي اكتشف فيها عبد الله المعينة للمرة الأولى أن تصميمه قد تم اختياره. فقد روى أنه كان يشاهد الحدث عبر التلفاز، ثم ركض مسافة نصف ساعة سيراً على الأقدام باتجاه قصر المشرف في أبوظبي ليعاين العلم عن قرب.
وقال في حديثه سابقاً لـ"خليج تايمز": "عندما وصلت، وقفت بجوار سور القصر، وشاهدت العلم يرفرف بفخر على ساريته". وبعد فترة وجيزة، تم الإعلان رسمياً عن فوزه في المسابقة، وتسليمه جائزة مالية قدرها 4,000 ريال، إذ لم يكن الدرهم الإماراتي قد تم اعتماده بعد.
استلهم عبد الله المعينة ألوان العلم من قصيدة للشاعر صفي الدين الحلي، وصف فيها الأفعال بالبياض، والمروج بالخضرة، والمعارك بالسواد، والسيوف بالحمرة.
الأحمر يرمز إلى الشجاعة والإقدام والتضحيات التي قدمها الآباء والأجداد.
الأخضر يدل على النمو والازدهار والتطور الثقافي.
الأبيض يعبر عن السلام والعطاء والخير.
الأسود يجسد القوة والعزيمة ورفض الظلم والتطرف.