

يشهد قطاع تعليم الطفولة المبكرة في دبي ازدهاراً كبيراً. ومع تزايد أعداد العائلات التي تختار تربية أطفالها هنا، تتوسع حضانات ومراكز ما قبل المدرسة في المدينة بسرعة لتلبية الطلب.
بالنسبة للآباء، هذا يعني خيارات أكثر من أي وقت مضى، ولكنه يعني أيضاً ضرورة فهم ما يجعل المركز فعالاً حقاً، بدءاً من منهجه ومعلميه وصولاً إلى بيئة التعلم العامة.
في العام الدراسي 2024-2025، سجلت مراكز الطفولة المبكرة الخاصة (ECCs) في دبي 29,634 طفلاً في 312 مركزاً، مرتفعة من 274 مركزاً في العام الماضي، مع افتتاح 38 مركزاً جديداً.
قالت الدكتورة آمنة المعزمي، الرئيس التنفيذي لقطاع النمو والتنمية البشرية في هيئة المعرفة والتنمية البشرية (KHDA): "يلعب التعليم عالي الجودة في مرحلة الطفولة المبكرة دوراً حيوياً في إعداد الأطفال للمدرسة وللحياة. يُظهر النمو المطرد في التسجيل جنباً إلى جنب مع النمو المتسارع للمراكز أن ضغوط السعة قد خفت بعد أن بلغت ذروتها في العام الأكاديمي 2023-2024، مما يضمن خياراً ووصولاً أكبر للعائلات".
وفي الوقت نفسه، يشير الخبراء إلى أن السنوات المبكرة - من الحمل حتى سن الثامنة - هي الفترة التي يتطور فيها دماغ الطفل بأسرع ما يمكن، حيث يكتمل 90% من نمو الدماغ بحلول سن الخامسة. وتُرسي هذه السنوات التكوينية الأساس لثقة الطفل ومهاراته الاجتماعية وتعلمه مدى الحياة.
تُرسي السنوات الأولى أساس تعلم الطفل، وصحته العاطفية، ونجاحه المستقبلي.
تُسلط الأبحاث الضوء على ما يلي:
يمكن لـ 30 دقيقة فقط من التفاعل الهادف يومياً أن تعزز بشكل كبير الأداء الأكاديمي والرفاهية العاطفية.
التغذية السليمة خلال الألف يوم الأولى ضرورية لنمو صحي للدماغ والجسم.
اللعب يُعزز الإبداع والثقة ومهارات حل المشكلات.
قالت كارا سمال، مديرة مركز رافلز للطفولة المبكرة في لايكس: "أعتقد أن الكثير من الآباء يدركون مدى أهمية تلك السنوات المبكرة. الأمر لا يتعلق فقط بإبقاء الأطفال مشغولين، بل بمساعدتهم على بناء الثقة والاستقلالية والمهارات الاجتماعية من سن مبكرة جداً. هناك أيضاً وعي أكبر بكثير الآن بفوائد التعليم المبكر عالي الجودة، ومع نمو دبي بهذه السرعة، ترغب العائلات حقاً في منح أطفالها أفضل بداية ممكنة".
التحديات المصاحبة للتسجيل المبكر:
التكلفة وإمكانية الوصول: قد تكون برامج الطفولة المبكرة عالية الجودة باهظة الثمن أو يصعب الوصول إليها لبعض العائلات، مما يخلق تفاوتاً.
الضغط على الآباء: يمكن أن يؤدي الوعي المتزايد بالتنمية المبكرة إلى ضغوط أبوية أو الشعور بالذنب حيال "عدم القيام بما يكفي".
الهيكلة المفرطة للسنوات المبكرة: قد يؤدي التركيز المفرط على التعلم الرسمي في وقت مبكر جداً إلى تقليل وقت اللعب الحر والاستكشاف والراحة، وكلها أمور حيوية للنمو الصحي.
منذ الولادة حتى 3 سنوات: 16,868 طفلاً
من 3 إلى 6 سنوات: 12,766 طفلاً
الأهمية: تلبي مراكز الطفولة المبكرة احتياجات الأطفال من الرضاعة حتى رياض الأطفال، مما يرعى النمو خلال المراحل الحرجة للتطور المعرفي والاجتماعي والعاطفي.
تُمثَّل 163 جنسية، حيث تشكل الجنسيات العشرة الأوائل (بما في ذلك الهند، والإمارات، وباكستان، والمملكة المتحدة، ومصر) 66% من إجمالي التسجيل.
الأهمية: تُعزز هذه البيئة متعددة الثقافات التعرض للغات والوعي الثقافي والاندماج.
توظف مراكز الطفولة المبكرة في دبي 2,588 معلماً و 2,630 مساعد معلم. وتُمثل الجنسيات العشرة الأولى للمعلمين – الهند، والمملكة المتحدة، وباكستان، والفلبين، ومصر، وسريلانكا، وجنوب إفريقيا، ولبنان، وسوريا، والجزائر – 70% من إجمالي الموظفين.
الأهمية: يُضفي الطاقم التعليمي الدولي تنوعاً تربوياً.
تستخدم مراكز الطفولة المبكرة في دبي 17 منهجاً مختلفاً، ويُعد مرحلة التأسيس للسنوات المبكرة (EYFS) بالمملكة المتحدة الأكثر انتشاراً.
تشمل البرامج الأخرى المتبناة على نطاق واسع: برامج ما قبل المدرسة الدولية، ومنهج مونتيسوري، وميبل بير، والمنهج الإبداعي، ومناهج الولايات المتحدة المختلفة (واشنطن، كولورادو، كونيتيكت)، وبرنامج الروضة الفرنسي، بالإضافة إلى مقاربات والدورف، والفنلندية، والروسية، ومقاربات صينية أو نوردية مختارة.
الأهمية: مع وجود العديد من الخيارات، يجب على الآباء التفكير في مدى توافق المنهج مع أسلوب تعلم طفلهم وقيمه وخططه الدراسية المستقبلية.
الأعمار 3-4 سنوات: 79% يحضرون خمسة أيام في الأسبوع.
الأعمار 5-6 سنوات: 86% يحضرون أربعة أيام على الأقل في الأسبوع.
أقل من عام واحد: 97% يحضرون ثلاثة أيام على الأقل في الأسبوع.
الأهمية: معظم الأطفال يشاركون بدوام كامل طوال الأسبوع، مما يؤكد أهمية المشاركة المستمرة والبرمجة عالية الجودة.
اللغتان الإنجليزية والعربية هما الأكثر استخداماً. وتشمل اللغات الإضافية: الماندرين، والروسية، والإسبانية، والسويدية، والهندية، والأردية.
الأهمية: يدعم التدريس متعدد اللغات التطور المعرفي ولكنه يتطلب أيضاً من المراكز توفير دعم قوي للغة للمتحدثين غير الأصليين.
ما هو المنهج الذي يتبعه المركز؟ وكيف يتوافق مع المراحل الدراسية المستقبلية؟
ما هي مؤهلات واستمرارية الطاقم التعليمي؟
كيف يتم توفير دعم اللغة للأطفال الذين يتعلمون بلغة غير لغتهم الأم؟
كيف يُعزز المركز التنوع والاندماج؟
ما هي متطلبات الحضور وخيارات المرونة المتاحة؟
ما مدى تنافسية القبول؟ وكيف يمكن للآباء تأمين مكان؟
اتجاه النمو: ارتفع التسجيل بنسبة 8% للعام 2024-2025.
المزيد من المراكز: تم افتتاح 38 مركزاً جديداً.
تزايد التنوع: المزيد من الجنسيات والمناهج وطرائق اللغة.
الحضور طوال الأسبوع: يتحول الاتجاه نحو المشاركة لخمسة أيام.
ما يجب الانتباه إليه: تظل ضمان الجودة هي المفتاح. يجب على الآباء التحقق من الاعتماد التنظيمي، وتقارير التفتيش، ومعدل دوران الموظفين، وكيفية إدارة المراكز للنمو دون التضحية بجودة الرعاية والتعلم.