

الصورة المستخدمة هي لأغراض التوضيح فقط.
في عشية يوم الاتحاد، الذي يصادف 18 يوليو/تموز، يأخذنا كبار السن إلى اللحظة التي سمعوا فيها لأول مرة عن بوادر قيام دولة الإمارات العربية المتحدة.
قبل 54 عاماً، في عام 1971، وقع الأب المؤسس الشيخ زايد وإخوانه الحكام على إعلان الاتحاد ودستور دولة الإمارات العربية المتحدة.
يتذكر الدكتور أحمد الخوري، الذي شهد تحول المنطقة منذ الأيام الصعبة في أواخر الخمسينيات وحتى ولادة الأمة في عام 1971، وقتًا كانت فيه الحياة في مدينة أبوظبي تتسم بالندرة والصراع.
تابع آخر الأخبار. تابع KT على قنوات واتساب.
ويتذكر الدكتور الخوري قائلاً: "كانت الحياة في مدينة أبوظبي من أواخر الخمسينيات إلى أوائل الستينيات صعبة للغاية، ويرجع ذلك أساسًا إلى نقص مياه الشرب وبعض الأغذية الثابتة مثل الأرز".
كانت البنية التحتية التي نعتبرها اليوم أمرًا مسلمًا به معدومة تقريبًا. كان التعليم في بداياته، حيث لم تفتح أول مدرسة، وهي مدرسة الفلاحية، أبوابها إلا عام ١٩٥٨. وكانت الرعاية الصحية أكثر ندرة.
وقال الدكتور الخوري لصحيفة الخليج تايمز : "لم تكن الرعاية الصحية موجودة حتى أواخر الستينيات"، مسلطًا الضوء على التحديات الأساسية التي واجهها السكان في الوصول إلى الخدمات الأساسية.
ولكن حتى في تلك الأوقات العصيبة، بدأت همسات رؤية عظيمة تسري. سمع الدكتور الخوري لأول مرة عن فكرة الاتحاد، ليس عبر القنوات الرسمية، بل عبر الشبكات غير الرسمية التي تربط المجتمعات ببعضها.
وقال "سمعت ذلك من أقاربي وأيضا من أساتذتي البريطانيين عندما كنت أدرس في مركز التدريب البري التابع لشركة أدنوك والذي كان يسمى آنذاك مركز أدنوك للموانئ".
وكان مفهوم الوحدة محل مناقشة في التجمعات العائلية والمؤسسات التعليمية، مما يشير إلى أن الفكرة استحوذت على خيال الناس في مختلف مجالات المجتمع.
كان المدربون البريطانيون للدكتور الخوري في مركز التدريب مُشجعين للغاية بشأن آفاق الاتحاد. وعندما كان صغيرًا، كان الدكتور الخوري يستفسر عن مزايا هذا الترتيب، فكانوا يُجيبون باستمرار بأن "الاتحاد هو الاستقرار والتقدم".
أشرق يوم 18 يوليو 1971 كأي يوم آخر في أبوظبي، حيث وجد الدكتور الخوري نفسه يتابع أحداث التاريخ. لكن الخبر الذي وصله في ذلك اليوم لم يُغير حياته فحسب، بل مسار منطقة بأكملها.
وقال الدكتور الخوري: "لقد كنت في غاية السعادة والسرور لأن أحد أقاربي كان يقول إن هذا الاتحاد مفيد لنا جميعاً".
كانت الاحتفالات حميمة وصادقة، نابعة من ترابط المجتمعات. وأضاف: "أتذكر فرحة الأقارب وتبادلهم التهاني، وكنا نحن الأطفال نحاكيهم ونتبادل التهاني".
كانت التغييرات التي تلت الاتحاد فورية وعميقة. بالنسبة للدكتور الخوري ولعدد لا يُحصى من الآخرين، كانت حرية التنقل من أبرز الفوائد الملموسة التي تحققت في البداية.
وأضاف "تمكنا من السفر إلى إمارات أخرى دون أن يتم تفتيشنا من قبل الشرطة للتأكد من هويتنا أو جواز سفرنا".
كما أتاح الاتحاد فرصًا جديدة في قطاع النفط والغاز المزدهر. وتابع الدكتور الخوري: "أتذكر أن مواطنين من إمارات أخرى تمكنوا من الانضمام إلى شركات النفط والغاز بسهولة أكبر"، مؤكدًا: "تسارعت وتيرة تطوير البنية التحتية. بنينا مدارس ورعاية صحية أفضل في جميع أنحاء الإمارات".
ولعل التغيير الأهم الذي أحدثه الدكتور الخوري هو الشعور بالانتماء الذي ولّده الاتحاد. قال: "كان لدينا أقارب من إمارات أخرى، وكنا نقول إننا الآن أمة واحدة".
اليوم، بينما يستذكر الدكتور الخوري رحلة الإمارات العربية المتحدة من تلك الأيام الصعبة في خمسينيات القرن الماضي إلى ما أصبحت عليه اليوم من دولة مزدهرة، تبدو مشاعره جلية. قال عندما سُئل عن مشاعره تجاه التحول الذي شهدته الإمارات: "فخور جدًا".
بالنسبة لسكان آخرين، مثل حسن سالم، البالغ من العمر 65 عامًا، لم يصلهم خبر الوحدة إلا بعد أشهر من توقيع العهد في 18 يوليو/تموز. يقول: "سمعنا بالأمر في 2 ديسمبر/كانون الأول، لكننا علمنا أن الشيوخ اجتمعوا في اجتماع مهم. لم يُعلن عن ذلك رسميًا عبر الإذاعة أو التلفزيون".
كان حسن طالبًا في المدرسة آنذاك، وكان عمره آنذاك إحدى عشرة عامًا فقط، لكنه أدرك أهمية هذه اللحظة التاريخية. قال إنه وزملاءه في المدرسة كانوا متحمسين للغاية لفكرة قيام دولة جديدة، دولة ستوحد الإمارات الست (انضمت إليها إمارة رأس الخيمة السابعة بعد عام).
غمرت الفرحة سكان الشارقة عندما علموا أن حاكمهم الجديد هو المغفور له الشيخ زايد بن نهيان. حكم الشيخ زايد إمارة أبوظبي المستقلة آنذاك منذ عام ١٩٦٦، عازمًا على تطوير الإمارة بأسرع وقت ممكن. استخدم عائدات النفط لتحسين حياة شعبه، فبنى مدارس ومنازل ومستشفيات وطرقًا متطورة.
انتشرت كلمة كرمه إلى الإمارات الأخرى، حيث قال حسن: "عندما سمعنا أنه سيصبح الحاكم الجديد للبلاد، شعرنا بسعادة غامرة". وخرج الطلاب بأعداد كبيرة للتظاهر احتفالاً.
قبل تأسيس الإمارات، كانت مدرسة حسن، مدرسة علي بن أبي طالب في الشارقة، ترفع علم الإمارة، وهو مستطيل أحمر محاط بإطارات بيضاء. في ذلك اليوم، رُفع إلى جانبها علم الإمارات الجديد، بألوانه العربية الأصيلة: الأحمر والأخضر والأبيض والأسود، تعبيرًا عن وحدة الأمة.
عائشة سالم، ٥٥ عامًا، التي شهدت ميلاد الإتحاد، كانت أيضًا طالبة في المدرسة آنذاك. لكنها كانت لا تزال صغيرة جدًا على استيعاب اللحظة التاريخية التي كانت تتكشف. تتذكر قائلةً: "عندما دخلتُ الصف الرابع، قالوا لنا فجأةً: سنعلمكم النشيد الوطني الإماراتي. كنا نغني نشيدًا جديدًا، وأخبرونا عن تفاصيل الاتحاد وتأسيسه".
وأضافت عائشة: "رُفع علم الإمارات أيضًا، ولم نفهم ما يحدث. كانت المعلمة تُغني لنا النشيد الوطني الإماراتي الجديد، وكنا نُغني خلفها. لاحقًا، وُزِّعت أوراقٌ تحمل النشيد الوطني الجديد لدولة الإمارات في الفصول الدراسية".
إن قصة اتحاد الإمارات العربية المتحدة، كما رواها أولئك الذين عاشوها، هي تذكير بأن القيادة الثاقبة، الممزوجة بإصرار الشعب، قادرة بالفعل على تحويل الأحلام إلى حقيقة.
الكشف المبكر والصور الفورية: كيف تلتقط الطائرات بدون طيار المصنعة في الإمارات العربية المتحدة المتسللين وتعزز الأمن الإمارات العربية المتحدة: مئات الموظفين في حالة من الغموض بعد تعليق رحلات طيران ويز إير إلى أبو ظبي