فرص تدريب جاذبة لطلاب الإمارات تفتح آفاقاً جديدة
قرر "كارل ماكامادزه" عدم الذهاب إلى زيمبابوي في العطلة الصيفية لهذا العام، ولديه سبب وجيه جداً للبقاء في الإمارات وقد حصل على فرصة تدريب في واحدة من أرقى المنظمات في العالم والحائزة على جوائز عالمية.
وقال طالب السنة الثانية الذي يسعى حالياً للحصول على شهادة في العلوم المالية في جامعة ولونجونج في دبي: "تمكنت من الحصول على فرصة تدريب مع شركة "فيليب موريس إنترناشيونال" ومقرها مركز دبي المالي العالمي. تعرفت على هذا التدريب عندما جاءت إدارة الموارد البشرية الخاصة بهم إلى جامعتي للإعلان عن فرص التدريب. إنها منظمة عالمية، أعتقد أن هذه التجربة ستضفي الكثير لسيرتي الذاتية".
التدريب التنافسي
وقال الوافد الأجنبي عند سرد القصة والخطوات الشاقة التي مرّ بها، إنّ الحصول على مكان في الشركة كان تنافسياً للغاية.
وأضاف : "لقد كان الانضمام إلى هذا البرنامج تنافسياً للغاية، فقد تقدم تسعمائة شخص لهذا التدريب، وأجرينا جولات دقيقة من المقابلات والتقييمات، وفي نهاية المطاف، تمكنت من أن أكون من بين أفضل 8 طلاب في جميع أنحاء دولة الإمارات الذين حصلوا على فرص التدريب في شركة "فيليب موريس إنترناشيونال"."
وأوضح كارل أنّ دبي كانت اختياره الأفضل، واصفاً إياها كبداية لمرحلة جديدة وممتعة في مسيرته المهنية، وأضاف: "دبي مركز عالمي .. لا أرى نفسي أعود إلى وطني خلال الصيف مرة أخرى. أعتقد أنني سأحرص على الحصول على تدريبات خلال فصل الصيف وأخصص كل فصول الصيف لتجارب العمل والتدريب لأن وجود تدريب في سيرتك الذاتية، خاصة في شركة جيدة، يضعك في المقدمة في منافسة سوق العمل."
وأشار إلى إنّ التدريب الذي بدأه بالفعل فاق توقعاته، "إنها منظمة رائعة وأنا أتعلم الكثير، وكل ذلك من خلال التدريب العملي، إنهم يستفيدون من المتدربين لديهم بالفعل في حين أنّ العديد من المنظمات لا تُشغل المتدربين لديها كثيراً".
وقال مازحاً: "نحن مشغولون للغاية، ولسنا مجرد شخص يُطلب منه إعداد القهوة".
خبرة عملية
وقال كارل في حين أن الشركة التي يتدرب فيها تقدم نموذج عمل مختلط، فإن جامعته تسمح أيضاً بفصول دراسية مرنة لتجنب التداخلات.
وتقدم العديد من الجامعات، مثل جامعة كارل، ائتماناً أكاديمياً للتدريب الداخلي، مما يسمح للطلاب باكتساب خبرة عملية مع استيفاء متطلبات الدرجة العلمية أيضاً.
وأضاف: "بهذه الطريقة يمكنني مواصلة فترة تدريبي خلال الفترة الدراسية الجامعية، إنه توازن رائع".
وبالمثل، بدأت "كيرا كور كورانا" تدريبها في شركة "أديكس إنترناشونال" منذ أسبوعين. وقالت الوافدة الهندية التي تنحدر من مدينة حيدر أباد الجنوبية أنها واجهت تحديات في إقناع والديها بقرارها بالبقاء في دبي من أجل التدريب.
وقالت: "خضت نقاشاً كبيراً مع عائلتي لأنني حصلت على بعض فرص التدريب في الهند أيضاً. لكني أتطلع إلى الاستقرار هنا بعد التخرج. أريد العمل في دبي لبضع سنوات قبل أن أتوجه للحصول على درجة الماجستير في مكان آخر".
ومثل كارل، تؤكد كيرا من جديد أنّ وجود تجربة تدريب في السيرة الذاتية يجعل الخريجين أكثر قبولاً لدى أصحاب العمل المحتملين.
وقال طالب هندسة علوم الكمبيوتر الذي يعمل كمتدرب في مجال التسويق والمبيعات: "لقد أتممت 21 عاماً مؤخراً وأشعر أنّه مع التقدم في العمر يزداد الجد والاهتمام. كنت أرغب أيضاً في القيام بشيء يساعدني في توضيح تفكيري بشأن مسار العمل المستقبلي في حياتي. وهذا سيساعدني أيضاً على فهم ماهية الحياة المؤسسية".
كما وصفت كيرا هذا التدريب بأنه فصل جديد ومثير في حياتها، وهو فصل يجعلها تتعلم دروساً حول الانضباط والاستقلال المالي. وقالت: "أحب العمل الذي أقوم به ومتحمسة له، بالإضافة إلى ذلك، تطلب المدرسة التدريبية في حرم بيتس بيلاني بدبي إكمال تدريبين داخليين كجزء من المتطلبات الأكاديمية ولكن هذا العام كان اختيارياً بالنسبة لي."
دروس مهمة
وقالت كيرا إنّ العديد من زملائها في الفصل يذهبون إلى بلادهم ليكونوا مع عائلاتهم. وبالتالي، يفرغ مكان الإقامة التي تقيم فيها تدريجياً مع اقتراب وقت العطلة.
وأضافت: "أدرك أيضاً أن هذه هي الأشهر الثلاثة الأخيرة التي سأقضيها مع عائلتي، لكنني اخترت البقاء بعيدة عن عائلتي لأنني أشعر أنها ستكون تجربة تعليمية جيدة بالنسبة لي، وستساعدني في المستقبل."
بالإضافة إلى ذلك، أوضحت أن هذا يبقيها مشغولة ومنتجة ويساعدها في الحفاظ على روتين ثابت حتى أثناء إجازتها، وقالت: "هذا ما ستكون عليه الحياة بعد عام من الآن عندما أتخرج، إنني أتعلم أيضاً كيف أضبط نفقاتي وأكون حذرة فيما يتعلق بالحدود التي يجب أن أرسمها لأمور معينة".
انتظار الفرص
وفي الوقت نفسه، قال "جون جوشوا فارجاس أبانادور" أنه يستمر في التحقق من بوابة الكلية الإلكترونية لاستكشاف فرص التدريب المحتملة.
وقال الوافد الفلبيني: "أفضل قضاء إجازتي في التدريب بدلاً من أنشطة الإجازة المعتادة لأنني أريد أن أبقى مشغولاً وأرى الجامعة كرحلة مستمرة".
وعلى الرغم من أن والدا جون يقيمان في أبو ظبي، إلا أنه لا يزال يعيش في السكن الجامعي حيث يأمل في الحصول على فرصة مناسبة قريباً.
وقال طالب السنة الأولى الذي يشغل أيضاً منصب رئيس مجلس الطلاب في جامعة ولونجونج: "كنت أقوم ببعض الأعمال عن بعد لصالح منظمة دولية، وفي الوقت نفسه، أقوم أيضاً بالتقدم لفرص التدريب والتحقق منها في دبي، حيث يوفر التدريب فرصة لاستكشاف مسارات وظيفية مختلفة في مجال دراستنا وهو أمر غاية في الأهمية".