عيد بلا موائد… وقلوب الفلسطينيين في الإمارات مع غزة

كان من الصعب الشعور بالفرح في الاحتفالات، مع العلم بالموت والمعاناة التي تحدث في الوطن.
عيد بلا موائد… وقلوب الفلسطينيين في الإمارات مع غزة
تاريخ النشر

بدأ المسلمون في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة، مثل العديد من المسلمين حول العالم، احتفالات عيد الأضحى المبارك يوم الجمعة الموافق 6 يونيو، بأداء صلاة العيد في المساجد والمصليات المفتوحة.

احتفال مرير في ظل الألم

ولكن بالنسبة للمغتربين الفلسطينيين، يحمل الاحتفال وزناً معقداً ومراً. فبينما تتكشف أجواء العيد في الإمارات، المكان الذي يعتبرونه الآن وطناً، لا يزال الكثيرون منهم يحملون عبء القلق على أحبائهم الذين يعيشون في غزة، حيث ألقت مشاهد الدمار والمعاناة بظلالها على ما يجب أن يكون يوم فرح وبهجة.

بالنسبة لـ"جنا أ."، شابة فلسطينية مقيمة في دبي تبلغ من العمر 24 عاماً، كان "الاحتفال بالعيد هذا العام كئيباً، اتسم بمشاهد بشعة من الموت والمعاناة والدمار التي تُعرض على شاشات التلفزيون ومنصات التواصل الاجتماعي".

وقالت: "من المستحيل أن أحتفل بالعيد بعد رؤية هذه الصور". وذكرت الشابة المقيمة في الإمارات أنها "لم تزر فلسطين منذ 7 سنوات، وذلك أساساً بسبب تزايد عنف المستوطنين في منطقة قريتنا".

تضامن وتبرعات لأهل غزة

شاركت "أ.هـ." (اسم حُجب بناءً على طلبها)، وهي مقيمة في دبي من أصل فلسطيني، أفكارها حول هذا الأمر. "والداي وأقاربي بخير. لكن كون الجميع في الوطن بخير لا يعني أننا لا نعرف ما يحدث في غزة. إنه أمر صعب، خاصة خلال العيد."

الشابة البالغة من العمر 32 عاماً، والتي تعمل كاتبة نصوص، شاركت هي وشقيقها في حملة لجمع التبرعات لدعم المحتاجين في غزة ممن لا يستطيعون تحمل تكاليف الاحتفالات. وقالت: "كانت إحدى أفضل التجارب التي مررت بها"، متأملةً التضامن والارتباط الذي شعرت به مع المحتاجين في الوطن.

بالنسبة لبعض الفلسطينيين في البلاد، لم يكن هذا العيد مجرد صلوات وتبرعات – بل كان تذكيراً بصمود شعبهم، والصعوبات التي يواجهها أحباؤهم، والارتباط العميق الذي يمتد عبر الحدود، حتى في أحلك الأوقات.

قال شقيق "أ.هـ."، "م.أ.هـ."، مهندس البرمجيات البالغ من العمر 36 عاماً: "لقد عشنا في دبي لما يقارب 10 سنوات الآن، ولا يصبح الأمر أسهل رؤية إخواننا وأخواتنا في غزة يكافحون وبالكاد يجدون ما يأكلون".

"يجب أن يكون العيد وقت احتفال، ولكن من الصعب الشعور بهذا الفرح عندما تعلم ما يحدث في الوطن. ومع ذلك، استفدنا منه قدر الإمكان، التقينا بالعائلة هنا وتبرعنا لحملة التبرعات الخاصة بصديقنا. هكذا وجدنا بعض السلام".

أمنيات بسيطة تتجاوز المسافات

بالنسبة لـ"زين"، شابة فلسطينية تبلغ من العمر 21 عاماً من الشارقة، يتناقض العيد في الإمارات بشكل صارخ مع الاحتفالات "في الوطن".

في فلسطين، الاحتفالات لا تنتهي؛ فلمدة 3 أيام، تزور العائلات بعضها البعض، تتبادل التهاني مع الأقارب. في الإمارات، الاحتفالات أقصر في العيد، حيث عدد الأقارب في البلاد أقل، مع بقاء معظم عائلتها الممتدة في فلسطين، أضافت زين.

لهذا العيد، أمنية زين بسيطة ومؤثرة جداً. تتمنى أن تتمكن عمتها في فلسطين من الأكل. "أتمنى لو يستطيعون الحصول على الطعام. ليس الأمر أنهم لا يستطيعون تحمل تكاليفه، بل أنه لا يوجد شيء متاح ببساطة."

تذكرت جنا بحب "المجتمع المتماسك" في فلسطين؛ "رائحة التراب، طعم الفاكهة التي زرعتها عائلتي وحصدتها لسنوات، دفء النسيم القادم من البحر الأبيض المتوسط."

لهذا العيد، أمنيتها هي "العودة إلى الوطن؛ لجميع الفلسطينيين العودة إلى الوطن" وتجربة "الشعور بالانتماء الذي لا يوجد إلا في فلسطين".

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com