عقود خادعة ونهاية سعيدة: رعاية شاملة لضحايا الاتجار بالبشر في الإمارات

يتم جلب هؤلاء النساء إلى البلاد بموجب عقود خادعة، وغالبًا ما يتم تجريدهن من حريتهن واستغلالهن من قبل أولئك الذين وعدوهن بالعمل المستقر والأمان.
عقود خادعة ونهاية سعيدة: رعاية شاملة لضحايا الاتجار بالبشر في الإمارات
تاريخ النشر

تصل العديد من النساء إلى الإمارات بعد أن أغرتهن عروض عمل كاذبة ووعود بحياة أفضل، ليكتشفن أنهن أصبحن ضحايا للاتجار بالبشر. يُجلبن إلى البلاد بموجب عقود خادعة، وغالباً ما يُجرّدن من حريتهن ويُستغللن من قبل أولئك الذين وعدوهن بعمل مستقر وأمان.

عندما يتم تحديد هذه الحالات عن طريق الشرطة، أو النيابة العامة، أو الخط الساخن الوطني، يتم تحويل الضحايا إلى مراكز إيواء متخصصة توفر الرعاية وإعادة التأهيل. ومن بين هذه المراكز "مركز أمان للنساء والأطفال"، الذي يقدم العلاج الطبي، والدعم النفسي، والمساعدة القانونية، والتدريب المهني لمساعدة الناجيات على التعافي وإعادة بناء حياتهن.

تصل العديد من الضحايا وهن يعانين من الصدمات أو الإصابات الجسدية بعد أشهر من الاستغلال. يعاني البعض من مشاكل صحية، بما في ذلك الأمراض المزمنة أو آثار الاعتداء الجسدي. وخلال إقامتهن، يتلقين العلاج والاستشارة والتدريب على المهارات لإعدادهن لحياة مستقلة.

بمجرد اكتمال الإجراءات القانونية، قد تختار الناجيات العمل في الإمارات أو العودة إلى وطنهن بمساعدة من صندوق دعم الضحايا، الذي يساعدهن في بدء مشاريع صغيرة مثل صالونات التجميل، أو ورش الخياطة، أو محلات البالة (البقالة). وقد أسست العديد من النساء اللواتي عشن في المركز مشاريع متواضعة لكنها مستدامة في بلدانهن الأصلية.

تابع آخر الأخبار. تابع KT على قنوات واتساب.

وقالت خديجة محمد العاجل، مديرة مركز أمان، إن التركيز ينصب على التعافي العاطفي والاستقرار على المدى الطويل. وأضافت: "نعمل على استعادة الكرامة والاستقلال. تبدأ بعض النساء حياة جديدة هنا، بينما يعود البعض الآخر إلى الوطن بالمهارات والثقة اللازمة للبدء من جديد".

يتناول المركز أيضاً قضايا متعلقة بالأسرة تشمل النساء والفتيات الصغيرات اللواتي يواجهن تحديات تعليمية أو اجتماعية. إحدى الحالات تضمنت فتاة مراهقة تركت المدرسة بسبب صراع عائلي. وقد تم دعمها لاستئناف تعليمها من خلال الاستشارة والشراكة مع جامعات خاصة، وتخرجت في نهاية المطاف وعثرت على عمل.

وتلقت فتاة أخرى، كانت تكافح التوقعات المنزلية المقيدة، التوجيه لها ولأولياء أمورها وأشقائها من خلال ورش عمل حول التواصل وسلوك المراهقين. وقد أدى ذلك إلى تحسن العلاقات الأسرية وتحفيزها على مواصلة دراستها.

أشارت العاجل إلى أن التحديات التي تواجه الأسر تتطور باستمرار بسبب النمو السكاني والتنوع في جنسيات المقيمين في الإمارات. وقالت: "القضايا الاجتماعية تتغير مع المجتمع، ويجب على المؤسسات مثل مؤسستنا أن تتكيف لتقديم التوجيه والتوعية وإعادة التأهيل".

كما أشارت إلى زيادة في المكالمات الواردة من الأطفال الذين يبلغون عن سوء المعاملة، والتي غالباً ما تنبع من سوء تفاهم ثقافي أو جيلي. وأوضحت العاجل: "في بعض الأحيان يتصل طفل قائلاً إن والديه كانا عنيفين لأنهما حرماه من استخدام جهاز آيباد. يتمثل دورنا في مساعدة الأسر والأطفال على التمييز بين السلوك الضار والتربية المسؤولة".

لجعل العملية أقل ترويعاً، يجري المركز مقابلات وجلسات استماع في غرف صديقة للأطفال ومجهزة بأدوات رقمية، متجنباً إعدادات قاعات المحكمة الرسمية. وقالت: "يجب أن تكون البيئة آمنة ومريحة ومألوفة؛ هكذا ينفتح الأطفال ويثقون".

بينما يوفر المركز مأوى مؤقتاً يتراوح بين يوم وستة أشهر (حسب الحالة)، يظل التركيز على إعادة التأهيل وإعادة الإدماج. ويتم توفير الاستشارة والتدريب على المهارات وورش العمل لتقوية العلاقات الأسرية والمرونة العاطفية.

سواء كانت الحالات تتعلق بالاستغلال أو التوتر الأسري، فإن النهج ثابت: معالجة الأسباب الجذرية لمنع تكرارها. وقالت العاجل: "نبدأ بالأسرة لأن التغيير يبدأ من هناك. عندما تفهم الأسر كيفية دعم أطفالها، فإن التأثير يدوم".

من خلال هذه البرامج، يواصل مركز أمان توفير كل من الملاذ وإعادة التأهيل، مما يساعد النساء والأطفال في الظروف الهشة على التعافي وإعادة البناء واستعادة الاستقرار في حياتهم.

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com