عجمان: 6 سنوات ألم تنتهي في ساعات بمستشفى"ثومبي"
كان "محمد أفتاب"، وهو هندي مقيم في الإمارات العربية المتحدة، يعاني من آلام شديدة في ذراعه منذ ما يقرب من ست سنوات، وكان يعاني من حالة ظلت دون تشخيص على الرغم من الاختبارات الطبية العديدة.
زار أكثر من 25 مستشفى وعيادة في الإمارات والهند والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وخضع لحوالي 25 فحصاً بالتصوير المقطعي المحوسب (CT) و 14 تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI). وتضمنت الزيارات استشارات مع متخصصين في أقسام مختلفة مثل جراحة العظام وطب الأعصاب وجراحة الأعصاب وجراحة الأوعية الدموية.
قال محمد أفتاب: "لقد قلبت هذه المشكلة الصحية غير المتوقعة حياتي رأساً على عقب. قمت بزيارات وفحوصات لا تُحصى للأطباء، وحتى أنني خضعت لعملية جراحية لعلاج مشكلة مشتبه بها، لكن الألم ازداد سوءاً. الأدوية القوية جعلتني أشعر بالدوار؛ وللتغلب على ذلك، جربت علاجات بديلة مثل الطب التجانسي والأيورفيدا والحجامة والوخز بالإبر، لكن لم يكن هناك أي تحسن. كانت محاولتي مستمرة للتغلب على الألم، ولكن كل محاولة للتخفيف كانت تفشل".
في يونيو 2024، انتهت رحلة محمد الشاقة أخيراً في مستشفى جامعة "ثومبي" في عجمان. حيث قام فريق متعدد التخصصات من الأطباء بتشخيص ورم كبي نادر بحجم 6 ملم في ذراعه اليمنى. تم تحديد هذا الورم الصغير الحميد كمصدر لألمه الشديد، الذي أفلت من الكشف لسنوات.
قال الدكتور فيصل أمير، استشاري في مركز الجراحة التجميلية بمستشفى جامعة "ثومبي": "الأورام الكبية نادرة ويمكن أن تشكل تحدياً للمتخصصين الذين ليسوا على دراية بها".
"نظراً لصغر حجمها، يمكن أن تظل غير مكتشفة لسنوات. وأضاف الدكتور أمير: "في حالة محمد، كان الورم ينمو ببطء على مدى السنوات الست الماضية، مما سبب له الألم وقدراً كبيراً من التوتر والإحباط بسبب عدم قدرته على حل المشكلة".
وفقاً للأطباء، فإن الأشخاص الذين يعانون من الأورام الكبية غالبا ما يشعرون بعدم الراحة الشديدة في الأصابع أو اليدين. تتطور هذه الأورام عادة في الأنسجة العميقة وتنشأ من الأجسام الكبية، وهي بنية متخصصة تعمل على تنظيم تدفق الدم ودرجة الحرارة.
ويمكن أن تسبب مشاكل كبيرة، خاصة عند التعرض لدرجات حرارة باردة أو ضغط على المنطقة المصابة. إن صغر حجمها وموقعها العميق يجعل من الصعب اكتشافها، مما يؤدي غالباً إلى سنوات من الأعراض غير المشخصة قبل العثور على العلاج المناسب. عادةً ما تكون هناك حاجة إلى الاستئصال الجراحي لمعالجة الحالة؛ ومع ذلك، نظراً لحجمها الصغير، يمكن أن تكون العملية صعبة للغاية.
بالنسبة لمحمد أفتاب وأسرته، كان اكتشاف السبب الجذري لمشاكله الصحية المستمرة مصدر ارتياح كبير. قال أفتاب: "أوصى جراح الأعصاب بأن أستشير الدكتور أمير، مشيراً إلى أنه ربما يكون إما ورماً عصبياً أو ورماً كبياً. لقد فوجئت عندما سمعت أنه ينبغي علي استشارة جراح تجميل. فبحسب ما كنت أعلم، يقوم جراحو التجميل بإجراءات لتحسين المظهر."
"بعد تقييم شامل واستشارة مع الدكتور "أرونديب أرورا"، أخصائي الأشعة في مستشفى جامعة "ثومبي"، قرروا إجراء فحص آخر بالرنين المغناطيسي. كشف هذا الفحص في النهاية عن وجود ورم بحجم 6 ملم في ذراعي. قال محمد أفتاب: "وأخيراً، حصلت على إجابة على ما كان قد أثر على صحتي لفترة طويلة، واستغرق الأمر ست سنوات للحصول على التشخيص".
جراحة ناجحة وشفاء
أجرى الدكتور أمير عملية جراحية مجهرية لإزالة الورم من ذراع محمد قال: . "كانت الجراحة ناجحة، وتحمل المريض العملية بشكل جيد. ومع ذلك، كان علينا الانتظار لعدة أسابيع للتأكد من إزالة الورم بالكامل وعدم وجود أي نمو متبقي. في مثل هذه الحالات، يتعين علينا إجراء تقييمات دقيقة بعد العملية الجراحية ومتابعة التصوير للتأكد من استئصالها بالكامل ومتابعة أي تكرار محتمل".
"في حالة أفتاب، تم استئصال الورم بالكامل، واختفى الألم منذ ذلك الحين. وهو الآن يتعافى بشكل متزايد، مع استمرار المتابعة لمراقبة تقدمه العام."
بعد الجراحة، تعافى محمد أفتاب بسرعة. قال: "أنا الآن مصمم على العودة إلى لعب الكريكيت، وهي رياضة اضطررت للتخلي عنها بسبب الألم. اقترح بعض الأطباء أنني قد أضطر إلى التعايش مع الألم والاعتماد على الدواء. وبعد فترة طويلة، أصبحت أخيراً قادراً على الاستمتاع بالأنشطة التي أحبها مرة أخرى. وأضاف محمد أفتاب: "عائلتي سعيدة أيضاً".