

شيفانك فارون
بينما كان أقرانه يتابعون مطاردات توم وجيري المعتادة، كانت أذن شيفانك فارون، ابن الثلاث سنوات، تلتقط إيقاعاً أعمق. لم تكن تصرفات القط والفأر هي ما يشد انتباهه، بل النغمات الأوركسترالية المتدفقة في الخلفية.
تحول "الضجيج الخلفي" بالنسبة لمعجزة دبي المقيم إلى لغة، فكان يصرخ بشكل عفوي "هذا باخ!"، أو يحدد اللحن بدقة متناهية ليقول: "إنه موزارت" أو "هذا بيتهوفن". بالنسبة لهذا الطفل ذي الأصول التاميلية الألمانية السريلانكية، الموسيقى "ليست مجرد ضجيج، بل هي وسيلة تواصله وإحساسه وفهمه للعالم"، وفقاً لوالدته ياليني.
شيفانك يحطم الأرقام القياسية
اليوم، يحمل شيفانك فارون، البالغ من العمر ست سنوات، لقباً عالمياً نادراً: رقماً قياسياً عالمياً في موسوعة غينيس للتعرف على أكبر عدد من مؤلفي الموسيقى الكلاسيكية من ألحانهم في دقيقة واحدة، حيث تمكن من تسمية ستة عشر موسيقياً بشكل خاطف.
ما يميز شيفانك أنه لا ينجذب إلى الكلمات، بل إلى الجوهر الموسيقي الصافي. تكفيه ثوانٍ قليلة من عزف على الكمان أو البيانو ليُحدد القطعة واسم ملحنها. وبحسب ياليني، هو قادر حالياً على التعرف على أكثر من 65 مقطوعة كلاسيكية عن طريق الأذن، تشمل أعمال باخ، وشوبان، وفيفالدي، وغيرهم من العمالقة.
تحت ضغط الوقت
ولم تكن الرحلة إلى غينيس سهلة. بدأت الفكرة كـ "مرح"، لكن العائلة سرعان ما أدركت "ندرة" موهبته. التحدي الأكبر كان عامل الوقت؛ فبينما يستطيع شيفانك التمييز في أي وقت، إلا أن محاولة التسجيل تطلبت السرعة والدقة تحت الضغط.
شكلت العائلة فريقاً صغيراً، وتدربوا يومياً في الأماكن العامة لبناء الثقة وتثبيت التوقيت. وفي 14 سبتمبر/أيلول، وقف شيفانك في المحاولة الرسمية أمام معلميه الذين حضروا كشهود. وصفت والدته تلك اللحظة: "كان الجميع يحبسون أنفاسهم... يراقبون في صمت وهو يستمع ويذكر أسماء كل ملحن".
الحياة بعد الشهرة
بالرغم من حصوله على الشهادة التي وُصفت بأنها "لا تصدق"، ظل شيفانك في المنزل كما هو؛ "يهمهمة بهدوء، يُعيد ترتيب النوتات في رأسه، ويطرح أسئلة لا تنتهي عن سبب شعوره بسعادة وتر معين أكثر من غيره". لكن الفرق هو "أن العالم الآن يستمع إليه أيضاً".
يحدو الطفل حامل الرقم القياسي حلماً كبيراً، وهو "لقاء باخ يوماً ما". وبينما تعلم ياليني أن ذلك مستحيل، إلا أنها تنهي بقولها: "أعتقد بطريقة ما أنه التقى بالفعل باخ". الآن، ينتظر شيفانك فرصته للاستمتاع بالموسيقى بين آلات دار أوبرا دبي، إيذاناً بانطلاقه في استكشاف المزيد من عالمه الساحر.