دكتور مانديب سينغ
دكتور مانديب سينغ

طفل إماراتي معجزة يتعافى من جراحة معقدة قبل الولادة

135 يوماً في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة تغلب على كل الصعاب وخرج من المستشفى إلى منزله في العين
تاريخ النشر

بالنسبة إلى لطيفة وزوجها، فإن العودة بطفلهما إلى المنزل بعد الولادة لا يعدو كونه معجزة، فقد أثبت طفلهما، الذي واجه تحديات متعددة، بدءاً من الخضوع لإجراءات حرجة في الرحم ثم إجراء عملية جراحية كبرى بعد ذلك بعمر ستة أيام فقط، أنه مناضل بالفطرة.

وبعد إقامة لمدة 135 يوماً في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في مدينة برجيل الطبية، أبوظبي، تغلب الطفل الصغير على كل الصعاب وخرج من المستشفى ليعود إلى منزله مع والديه، وشعر والدا الطفل، وهما زوجان إماراتيان من مدينة العين، بالارتياح بعد تعافيه بعد رحلة طبية معقدة بدأت حتى قبل ولادته.

تشخيص صعب

وشعر الزوجان بسعادة غامرة عندما علما أنهما ينتظران طفلهما الأول بعد خمس سنوات من الزواج بعد إجراء عملية التلقيح الصناعي الناجحة، وتحولت حماستهم الأولية إلى قلق بعد إجراء فحص لمدة 12 أسبوعاً عندما تم اكتشاف أن الطفل يعاني من خلل في الحجاب الحاجز، مما تسبب في انفتاق الأمعاء والكبد في الصدر.

وكان التشخيص بمثابة صدمة للزوجين. قالت الأم لطيفة: "كان من الصعب أن نسمع أن طفلنا قد لا يبقى على قيد الحياة بسبب حالته الصحية المعقدة أو أن الحمل قد لا يكتمل".

ولقد بحثا عن متخصصين يمكنهم تقديم المساعدة، وأخيراً استشارا الدكتور "مانديب سينغ"، استشاري طب الأمومة والتوليد في مركز "كيبروس نيكولايدس" لطب وعلاج الأجنة في BMC.

وعندما علما بتوفر الرعاية المتخصصة داخل البلاد، قررا عدم السفر إلى الخارج لتلقي العلاج. «مع تقدم الحمل، كان من الواضح أن الخلل كان شديداً، مما أدى إلى ضغط شديد على الرئتين.

"إن فرص بقاء الطفل على قيد الحياة مع مثل هذا العيب الخطير تبلغ حوالي 10-15 في المئة. وكان أملهما الوحيد هو الخضوع لعملية معقدة داخل الرحم تسمى إجراء FETO (إجراء انسداد القصبة الهوائية للجنين)، حيث يتم وضع بالون في الرحم". وقال الدكتور سينغ، الذي قاد فريق الأطباء الذي يدير الحالة: “يقوم الأطباء بفحص القصبة الهوائية للطفل باستخدام منظار الجنين لتشجيع نمو الرئة”.

ومن بين أعضاء الفريق الآخرين الدكتور "إيفيانو أوسويتا"، استشاري ومدير طب الأطفال حديثي الولادة، والدكتور "مصدق عنايات"، استشاري طب الأطفال حديثي الولادة، والدكتور أحمد عمران، استشاري التخدير التوليدي، والدكتور "شيخ عرفان باشا"، استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة، والدكتور "راجاسيخار سينجاباجو"، أخصائي جراحة الأطفال)، والدكتور "كيسافا راماكريشنان" استشاري، وحدة العناية المركزة للأطفال.

فريق الأطباء والطاقم الطبي بعد إجراء العملية الجراحية.
فريق الأطباء والطاقم الطبي بعد إجراء العملية الجراحية.

وعندما سمعت لطيفة لأول مرة عن الإجراء التداخلي الذي سيتم إجراؤه عندما يكون طفلها لا يزال في رحمها، كان يملؤها الخوف والقلق. ومع ذلك، ومع تطمينات الفريق الطبي، قرر الزوجان المضي قدماً في الإجراء.

التغلب على التحديات

في الأسبوع 27 من الحمل، تم إجراء العملية بنجاح بمساعدة الدكتور "موريسيو هيريرا"، الطبيب الزائر والمتخصص في طب الأجنة. ومع ذلك، واجهت الأم انتكاسة عندما دخلت في المخاض المبكر بعد فترة وجيزة وبدأت في تسريب السائل الأمنيوسي، واستمر الحمل تحت مراقبة الفريق الطبي، وبقيت لطيفة في المستشفى بقية فترة حملها.

وفي الأسبوع 34، عندما دخلت في المخاض، أجرى الفريق الطبي عملية متخصصة تُعرف باسم EXIT (العلاج خارج الرحم أثناء الولادة)، والتي سمحت للطفل بالولادة جزئياً بينما لا يزال ملتصقاً بالمشيمة، مما يسمح له بتلقي الأكسجين من جسد والدته حيث تمكن الفريق الطبي من موازنة تنفسه قبل ولادته. خلال هذه الفترة، قام الدكتور عرفان باشا بثقب البالون وإدخال أنبوب داخل الرغامى لمساعدة الطفل على التنفس. ثم تم تسليم الطفل ونقله إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة (NICU). في وقت لاحق، خضع الطفل لإصلاح جراحي كبير للحجاب الحاجز بعمر 6 أيام على يد الدكتور راجاسيخار.

بالنسبة للطيفة، فإن رؤية طفلها في وحدة العناية المركزة للأطفال المبتسرين جلبت لها مشاعر مختلطة من الألم والفرح والخوف، ويسافر الزوجان يومياً من العين إلى أبوظبي ليكونا بجانب طفلهما والتأكد من حصوله على أفضل رعاية ممكنة.

لقد كان وقتاً صعباً. لقد دعمني زوجي وعائلتي، وأعطوني الثقة بأن هذا الأمر سوف يمر، وبدا المستشفى وكأننا عائلة ثانية، حيث يقدم لنا الرعاية الرحيمة. وقالت لطيفة: "أنا ممتنة لدولة الإمارات لنظام الرعاية الصحية المتطور، الذي سمح لنا بالبقاء على مقربة من عائلاتنا وأحبائنا".

العودة إلى المنزل

وبعد مرور أربعة أشهر ونصف، كان الطفل جاهزاً للعودة إلى المنزل قريباً. "نحن سعداء للغاية لأن حالة الطفل قد تحسنت بشكل كبير. وفي الأشهر القليلة الماضية، تغلب على التحديات الصحية الحرجة حيث عمل فريقنا بأكمله معاً لتقديم أفضل رعاية. وأضاف الدكتور مانديب: "نأمل أن نتمكن من الاستمرار في تقديم هذا العلاج لأي طفل في وضع مماثل".

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com