طفلة من دبي تدخل التاريخ في سباق الكارتينج الدولي بفرنسا
حققت "عتيقة مير"، الطفلة البالغة من العمر تسع سنوات والمقيمة في دبي، إنجازاً استثنائياً في حلبة "لومان كارت" الدولية الشهيرة في فرنسا، حيث أصبحت أول متسابقة في العالم تفوز بسباق في كأس "آر ام سي آي تي - روتاكس ماكس تشالنج انترناشونال" (RMCIT - Rotax Challenge International).
وتجدر الإشارة إلى أن هذا السباق كان منطلقاً لعدد من أبرز سائقي الفورمولا 1 مثل "ماكس فيرستابن" و"جورج راسل" و"ولاندو نوريس" الذين حققوا نجاحات كبيرة في سلسلة سباقات "روتاكس ماكس" قبل انتقالهم إلى عالم الفورمولا 1.
وفازت عتيقة، الطالبة في الصف الخامس بمدرسة جميرا الابتدائية، بالسباق الثاني في تصفيات فئة "ميكرو ماكس". وتعد بطولة "آر ام سي آي تي - روتاكس ماكس تشالنج انترناشونال" الدولية واحدة من أرقى سباقات الكارتينج العالمية، حيث تجذب أفضل السائقين من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك العديد من الأبطال الحاليين والسابقين.
وفي حديثها مع صحيفة "خليج تايمز"، قالت عتيقة، التي انضمت إلى قائمة النخبة في فئتها وشاركت في 10 سباقات في خمس دول في جميع أنحاء أوروبا: "لقد استمتعت كثيراً بخوض هذه السباقات".
وأضافت: "ذهبت إلى إيطاليا وإسبانيا وألمانيا وإنجلترا وفرنسا."
رغم أنها كانت تجربتها الأولى على حلبة "لومان" الشهيرة ودون تدريب مسبق، أظهرت عتيقة أداءً مميزاً مع فريق "دان هولاند ريسينغ" بسيارتها من نوع "لاندو نوريس كارت"، ونجحت في التأقلم بسرعة مع أجواء السباق، وحققت نتائج ممتازة في جلسات التدريب، لتتربع على صدارة الشبكة بشكل متواصل.
إلا أن الحظ لم يكن في صالحها خلال التصفيات المؤهلة، حيث أنهت السباق في المركز العاشر بسبب عدم تمكنها من إتمام لفة نظيفة. وفي سباق التصفيات الأول، استطاعت التقدم بأربع مراكز لتصل إلى المركز السادس، قبل أن تتراجع إلى المركز التاسع نتيجة حادث سباق مع سائق آخر.
أداء متميز في السباق الثاني
قدمت عتيقة أداءً رائعاً في السباق الثاني، حيث أظهرت سرعة عالية ونضجاً كبيراً من خلال تسجيلها لسلسلة من اللفات السريعة والمتسقة، وقامت ببعض التجاوزات الرائعة التي مكنتها من الفوز بالمركز الأول ودخول التاريخ في حلبة لومان.
وقالت عتيقة بفخر: "أنا فخورة بنفسي وبدولتي الهند والإمارات العربية المتحدة وبفريقي. كما أنني ممتنة لمدرستي التي دعمتني. أنا متحمسة وسعيدة للغاية بالفوز بهذا السباق. إنه أول انتصار لي في أوروبا، وقد عملنا جميعاً بجد لتحقيقه. فريقي، "دان هولاند ريسينغ"، ساعدني على التأقلم بشكل رائع، وكانت عائلتي دائماً بجانبي. تعلمت رياضة الكارتينج هنا في الإمارات."
عتيقة، التي تنحدر من ولاية جامو وكشمير شمال الهند، قدمت أداءً متميزاً، لكن في السباق النهائي تعرضت لعدة حوادث أعاقت تقدمها، لتنهي السباق في المركز الثاني عشر بفارق 9.497 ثانية عن المتصدر "جوشوا كوك" من فريق "كيه آر سبورت"، الذي احتل المركز الأول.
إن فوز عتيقة في حلبة لومان يعزز مكانتها كواحدة من أفضل سائقات الكارتينج في العالم ضمن فئتها العمرية، ويضعها على طريق التميز لتصبح أول سائقة أنثى في الفورمولا 1 الحديثة.
لا يحبون الخسارة أمام فتاة
ورغم أن رياضة الكارتينج تُعتبر رياضة مختلطة، إلا أنها كانت تقليدياً تحت سيطرة الرجال، مثل العديد من رياضات السيارات الأخرى. وفي هذا السياق، تحدث والد عتيقة، آصف مير، عن التحديات التي تواجهها ابنته قائلاً: "كانت عتيقة تتنافس ضد فتيان أقوى منها بدنياً، وكثيراً ما تتعرض للتنمر على المضمار، حيث لا يحب الكثيرون الخسارة أمام فتاة. يُعلقون أحياناً بشكل سلبي عنها ويسخرون منها، لكنها تتعامل مع هذه الأمور بكل قوة وإصرار."
وأضافت عتيقة، التي تشتهر بأنها أول بطلة وطنية في رياضة الكارتينج في الهند، قائلة: "الفورمولا 1، التي تعد قمة رياضة السيارات، تعمل الآن أيضاً على دعم مشاركة النساء على نطاق واسع".
وأوضح والدها: "بفضل خبرتي في السباقات، أتولى معظم تدريبها، وعندما تقود لصالح فريق، يتوفر لها مدرب خاص. ومع ذلك، نحن بحاجة إلى بذل جهد مضاعف مقارنة بالآخرين. تظهر الأبحاث أن أحد أسباب قلة مشاركة الإناث في السباقات هو ضعف قوة الجزء العلوي من الجسم، خصوصاً في سباقات الكارتينج حيث تكون قوى الجاذبية مرتفعة. إنها رياضة تتطلب جهداً بدنياً كبيراً، فالسائقون لا يستخدمون أحزمة الأمان، ويتعرضون لقوة جاذبية تصل إلى 2G في المنعطفات، وهذا تحدٍ كبير بالنسبة لطفلة في التاسعة من عمرها."
حلبات الكارتينج الحديثة في الإمارات
وأكد آصف أن حلبات الكارتينج المتطورة في دولة الإمارات، والتي تتميز بوسائل السلامة الحديثة وأنظمة التوقيت المتقدمة، وفرت لابنته بيئة احترافية تمكنها من ممارسة الرياضة، مما ساهم في تطوير مهاراتها وزيادة ثقتها بنفسها.
وأضاف: "تتمتع الإمارات ببيئة مثالية لرياضة الكارتينج، مع وجود ست حلبات سباق على مسافة ساعة ونصف بالسيارة واثنتين من البطولات الوطنية. هذه البيئة توفر لنا منصة رائعة لم تكن متاحة في الهند، بل إن المنطقة الآسيوية بأكملها تفتقر إلى مثل هذه البنية التحتية. لذا، ليس من الغريب أن يأتي السائقون من دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى للتسابق هنا".